25 ألف شاب ودّعوا فعاليات المخيم الشبابي لـ"قافلة الخير"
25 ألف شاب ودّعوا فعاليات المخيم الشبابي لـ"قافلة الخير"
تفاعل 25 ألف شاب أمس الأول مع فعاليات اليوم الأخير من المخيم الشبابي لقافلة الخير، الذي حل ضيفاً على كورنيش الدمام، حيث شهدت العديد من الفعاليات الترفيهية والثقافية والرياضية والتوعوية، التي نالت إعجاب 200 ألف شاب زاروا المخيم على مدى أربعة أسابيع، وأجمعوا على نجاح الأنشطة والبرامج، التي قُدمت إليهم هذا العام، وأكدوا قدرتها على لفت أنظارهم.
وكان متوسط الحضور اليومي للمخيم 15 ألف شاب، باستثناء يوم الافتتاح الذي حضره 20 ألف شاب، وهي أرقام تفوق مثيلاتها في المواسم السبعة الماضية إلى مخيم القافلة وفقاًً للمسؤولين فيها.
وأبلغ خالد الحازمي المسؤول الإعلامي في المخيم "الاقتصادية" أن ختام المخيم كان رائعاً في التنظيم والفعاليات التي قدمت، وكذلك في الحضور الكبير الذي حضر وتفاعل مع الأنشطة، وقال: "لم نكن نتوقع أن يحضر هذا العدد الكبير الذي زاد على 25 ألف شاب، بدأوا يتوافدون قبل أن يفتح المخيم أبوابه، وكان لحضورهم الدور الكبير في إضفاء جو من النشاط والحيوية على البرامج والأنشطة، كما أشعل الحماس في نفوس الجميع، وبخاصة الفرق المسرحية والإنشادية وفرق الألعاب الهوائية".
وقال الحازمي: "إن اللجنة المنظمة سعت هذا العام إلى زيادة عدد الزوار، وقد نجحت في ذلك"، مشيراً إلى أن الإحصائية النهائية تقول إن ما يزيد على 200 ألف شاب زاروا المخيم هذا العام، مقارنة بـ140 ألفاً في العام الماضي، وهذا رقم قياسي نخطط لتجاوزه في العام المقبل.
وأضاف الحازمي، أن معرض التوعية بأضرار المخدرات الذي نظمته الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الخيمة الرئيسية، حقق الأهداف التي سعى إليها وخطط لها منذ البداية، وقال: "أستطيع القول إن ما يراوح بين ستة وتسعة آلاف شاب يومياً، كانوا يزورون المعرض ويتعرفون على أقسامه المختلفة التي تصب في نهاية الأمر في توضيح أثر المخدرات على الشخص والمجتمع، والخطوات التي يمر بها الشخص المتعاطي للمخدرات إلى أن يصبح مدمناً لها وأسيراً لمادتها".
وبين الحازمي أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وزعت العديد من المطويات الإرشادية والتوعوية المدعمة بالصور والإحصاءات التي تحذر من الانجراف نحو المخدرات بجميع أنواعها، بجانب سلسلة من المحاضرات التوعوية والدينية التي تبين رأي الدين في متعاطي هذه السموم.
وذكر فؤاد الخالدي أحد زوّار المعرض أنه اعتاد على زيارته كلما جاء إلى المخيم، وقال: "أحمد الله أنني لم أكن أحد مدمني المخدرات، ولكن استهوتني المادة الإعلامية التي أعدها المعرض ليخاطب بها زواره، وهنا أحببت أن أتثقف في هذا المجال، لعلمي أن هذه الثقافة ستكون حصناً منيعاً لي في المستقبل من الوقوع في براثن هذا الداء القاتل".
وأضاف: "أعجبني في المعرض طريقة توصيل المعلومة بأسلوب جذاب يعتمد على القصة والحكاية، التي لا تخلو من حكمة يستوعبها السامع وتثبت في ذهنه أبد الدهر"، مشيراً إلى أن إعجابه بالمعرض أجبره على أن يدعو زملاء له لزيارته والاستفادة من محتواه العلمي".
وشاركت جمعية مكافحة التدخين في المنطقة الشرقية في المخيم، ولفت معرضها ما يقرب من سبعة آلاف شاب يومياً، معظمهم من المدخنين الذين رغبوا في إيجاد وسيلة تساعدهم على الإقلاع عن التدخين نهائياً.
وأشار الحازمي إلى أن المعرض كان يشهد بصفة يومية عشرات الحالات لشبان أعلنوا إقلاعهم التام عن التدخين وعزموا على عدم الرجوع إليه مهما كانت الأسباب، وقال: "عدد الذين كانوا يداومون على زيارة المعرض يزيد على خمسة آلاف يومياً، وقد استفادوا كثيراً من مادته الإعلامية ومضمونه".
ومن بين هؤلاء المقلعين عن التدخين الشاب علي العبد الهادي 22 سنة الذي قال: "أدخن السجائر والمعسل منذ أربع سنوات، وسمعت كثيراً عن طرق الإقلاع عن التدخين، وجربتها جميعها، إلا أنني لم أستمر عليها، وأطول مدة امتنعت فيها عن التدخين لم تدم أكثر من شهر واحد، وسرعان ما أعود للسجائر بمجرد أن أشتم رائحة التدخين بجانبي".
وأضاف: "الطرق التي جربتها كانت عملية وجيدة، ولكن اكتشفت في نهاية الأمر السبب لعدم تجاوبي معها، وهو إنني لم أكن أمتلك الإرادة القوية، وهذه الإرادة اكتسبتها من معرض جمعية مكافحة التدخين الذي أجاد في توصيل الأفكار إلى زواره بطريقة جذابة، أجبرتني على أن أتخلص في التو واللحظة من علبة التدخين التي كانت في جيبي، فألقيت بها في سلة المهملات، وأن أقاطع رفقاء السوء الذين كانوا السبب في تعلمي التدخين بتزيينه لي على الدوام".
ومن جانبه قال عبد الله المطيري مدير البرامج في المخيم، أن هناك أقساماً ومعارض كثيرة شهدها المخيم تشجعنا على تكرارها في السنوات المقبلة، وقال: "لا أبالغ إذا قلت إن قسم استبدال الأشرطة والأقراص الضارة بأخرى مفيدة اعتلى قمة الأقسام التي حظيت بإقبال الشبان من زوار المخيم، الذين بادروا باستبدال ما بحوزتهم من أشرطة ومجلات ضارة بأخرى استفادوا منها، ويبقى الجميل أن هذا الأمر عمليات الاستبدال جاءت طواعية منهم بعد سلسلة المحاضرات والندوات الدينية والتثقيفية التي استمعوا إليها على مدى أيام إقامة المخيم".
وأضاف: "تم استبدال ما يفوق 17 ألف مادة ضارة تنوعت بين مجلات وأشرطة فيديو وأقراص مدمجة وكتب إباحية، وهذا الأمر أثلج قلوبنا وأعطانا إحساساً أننا وصلنا إلى ما كنا نطمح إليه من أهداف نبيلة".
وأشار المطيري إلى أن أكبر نسبة تفاعل شهدها المخيم كانت مع الفرق الفنية بجميع أنواعها، وقال: "حرصنا أثناء إعداد جدول الفعاليات والبرامج على الإكثار من أنشطة الفرق الترفيهية والمسرحية والألعاب الخفيفة، وبالفعل، نجحت هذه الفرق في لفت الأنظار إليها، وكانت بحق العنصر الفعال في جذب الحضور"، مشيراً إلى أن العديد من الجمهور تفاعل مع أنشطة هذه الفرق، وشارك في فعالياتها على خشبة المسرح.
وضم المخيم أيضاً معرض "قصة نجاح" الذي أبان للحضور النجاحات التي حققتها القافلة على مدى سبع سنوات مضت، ودورها في توعية الشباب بدينهم وواجباتهم تجاه أنفسهم والآخرين وكذلك تجاه مجتمعهم، إضافة إلى تثقيفهم فكرياً وتوعيتهم بالأخطار التي قد تحيط بهم جراء الفكر المنحرف والمتطرف.
ونجحت الصالة الرياضية المغلقة والمكيفة التي أقامتها القافلة للمرة الأولى في زيادة عدد زائريها إلى ما يزيد على تسعة آلاف زائر يومياً، وفيها زاول الشبان الرياضيون ألعابهم المفضلة تحت إشراف المتخصصين في كل لعبة، وضمت الصالة ألعاب الدفاع عن النفس والملاكمة والسلة وكرة القدم والتنس، وغيرها من الألعاب، يضاف إلى ذلك استعانة المخيم بعدد من الفرق المسرحية والإنشادية والترفيهية وفرق ألعاب الحركات الخفيفة "الأكروباتية" التي قدمت عروضها في الخيمة الرئيسية، وحازت على إعجاب الحضور الذين تفاعلوا معها وشاركوا في فعالياتهم.
وأشارت إدارة المخيم إلى أنها تلقت من بعض الشباب طلبات بمد فترة إقامة المخيم أسبوعا أو أسبوعين، إلا أنه تعذر ذلك للارتباط ببرنامج الخيمة النسائية.