اليابان تقف على مشارف نهاية سياسة الفائدة المعدومة

اليابان تقف على مشارف نهاية سياسة الفائدة المعدومة

تستعد اليابان لإنهاء المرحلة التي دامت ما يزيد على سبعة أعوام من الانكماش الاقتصادي رسمياً حيث سيعمل بنك اليابان على إنهاء سياسة الفائدة المعدومة من خلال رفع سعر الفائدة إلى 0.25 في المائة بعدها ستتخذ المزيد من الخطوات المتكررة كل ثلاثة أشهر، وستبقى الدولة ببساطة مصدراً للسيولة رخيصة التكلفة.
لقد كانت اليابان على مدار أعلوم تشبه الطفل المشكلة للاقتصاد العالمي حيث أسهم الضعف في النمو الاقتصادي لثاني أكبر اقتصاد، في بناء أوزان غير متعادلة مع العالم تهدد بكثير من الخطر بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية على مدار الكثير من الأعوام القوة المحرّكة للاقتصاد العالمي، وبالتالي أخذت بعين الاعتبار بناء عجز الميزان الإنتاجي الفادح. وإذا ما احتفلت اليابان الآن بما تسميه "عودة نهضتها"، (وسجّلت منطقة اليورو المزيد من الديناميكية في النمو الاقتصادي اليوم)، فإن هذا يمنح أملاً في تحقيق نمو اقتصادي متعادل مع الاقتصاد العالمي.
عام 2006 سيكون العام الرابع على التوالي، حيث ينمو فيه الاقتصاد الياباني بمعدلات تفوق المعدل. وبناءً على المعطيات الأخيرة لتقرير الربع الصادر عن بنك اليابان، فإن المناخ الاقتصادي في الشركات ودي بصورة ملحوظة. وعلى ما يبدو أن مناخ الاستثمارات جيّد كما لم يكن بهذا القدر منذ الكثير من الأعوام. ولكن تتزايد المخاوف أيضاً حول الاختناقات في سوق العمل، حيث لم تكن نسبة البطالة في أيار (مايو) بنحو 4.0 في المائة النسبة الأقل منذ ثمانية أعوام فقط، ولكن ولأول مرة منذ 14 عاماً، يوجد المزيد من فرص العمل أكثر من المتقدمين للعمل. وبناءً على سياسة الفائدة يظهر تطوّر الأسعار فمنذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي يرتفع حجم التضخّم المركزي والمُعدّل على أسعار المواد الغذائية فقط من جديد. وقد أسهمت في هذا ارتفاع أسعار الطاقة . ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن هذه هي نهاية الانكماش الاقتصادي. وبلغت الأسعار الاستهلاكية في شهر أيار (مايو) نحو 0.6 في المائة أعلى من تلك من العام الماضي.
ولابد أن تكون المعطيات الاقتصادية الجيدة من الأسابيع الماضية قد حرّكت رئيس الوزراء جونيشرو كويزومي ودفعته للتخلي عن مقاومته للتوجه نحو رفع الفائدة. وعلى أية حال، من الممكن أن تبدي الحكومة اهتمامها ، في إرجاء نقطة البداية حتى شهر أب (أغسطس) أي قبل فترة قصيرة من ترك كويزومي موقعه اختياريا في أيلول (سبتمبر) المقبل. وعلى كل الأحوال، تتخذ البنوك المركزية الثلاثة الكبرى في العالم لأول مرة هذا العام منذ عقد من الزمان هدفاً واحداً.
وإذا ما بدأ بنك اليابان بدوره رفع الفائدة الخاصة به، من الممكن أن يكون البنك المركزي الأمريكي قد وصل إلى النهاية. وعملت معدلات سوق العمل الأخيرة في أمريكا على التساؤل، فيما إذا كان بإمكان البنك الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة مجددا في أب (أغسطس). وعلى أية حال هذه لن تمثل هذه الخطوة مساعدة حقيقية . لقد بلغ عدد فرص العمل الجديدة خلال حزيران (يونيو) أقل مما كان متوقعاً، الشيء الذي ينطبق على مشهد ضعف النمو الاقتصادي. وأُضيف خلال الربع الثاني بالمعدل الشهري نحو 108 آلاف فرصة عمل جديدة فقط بعد أن كانت 176 ألفا خلال الربع الأول. ويقف في مقابل هذا ارتفاع قوي غير متوقع في معدلات أجور الساعة، حيث ارتفعت خلال السنة الماضية بنحو 9.3 في المائة ليكون الارتفاع الأقوى منذ خمسة أعوام.

الأكثر قراءة