تزايد الاهتمام بأسهم العقارات الألمانية ودخول كبرى الشركات إلى البورصـة
على الرغم من الاضطرابات التي دهمت السوق الألمانية في الأشهر الأخيرة إلا أن بعض شركات العقارات تريد الدخول في البورصة الألمانيـة. حيث تدرس العديد من الشركات الشروع في السوق الرأس مالية للنصف الثاني من العام الحالي من بينها شركات ضخمة مثل مجموعة كوربوس العقارية ومقرها مدينة دوسيلدورف غرب ألمانيـا، وكذلك شركة الممتلكات العقارية الألمانية دي جي ايه جي ومقرها مدينة كيل شمال ألمانيا. وصرّح ديرك نورتهايس المسؤول الأول عن الاستثمار البنكي للنمسا و ألمانيا لدى مجموعة مورجان ستانلي بأن سلسلة من الشركات العقارية في ألمانيا تقف الآن على خط الانطلاق لدخول البورصة. هذه الشركات تسعى إلى دخول البورصة، بغض النظر عما إذا كان سيتم اعتماد مشروع رايتس للشركات العقارية المساهمة المعني بتخفيض الضرائب عنها مع مطلع عام 2007 أم لا.
ولا تزيد قيمة رأس المال السوقي الذي تضخه الشركات العقارية المقيدة في البورصة على 5ر11 مليار يورو، بينما تبلغ قيمة البورصة للشركات الضخمة الثلاث و هي اي في جي و دويتشه فوهنن و دويتشه يوروشوب نحو 5ر4 مليار يورو تقيم أما في بريطانيا فإن شركة لاند سيكيوريتيس وحدها تقدر بما قيمته 11 مليار يورو. لكن هذا التفاوت سينقلب في المستقبل القريب. وتعد شركة باتريتسيا هي أول شركة ذات قيمة عقارية ضخمة "جازفت" بالاكتتاب في البورصة الألمانية ومنذ ذاك التاريخ ارتفع سعر سهم الشركة في مؤشر داكس بصورة واضحة في البداية قبل أن يتراجع إلى سعر الاكتتاب البالغ 5ر18 يورو. وحاليا تدرس الشركتان العملاقتان في قطاع العقارات كوربوس وDGAG سبل إمكانية الدخول إلى البورصة .
ويقول مارك فاينستوك رئيس مجموعة إش إس إش إن ريل استيت HSH N Real Estate التي تتبعها الشركة الألمانية DGAG :" نحن ندرس إمكانية الدخول إلى البورصة أو البيع في هذا العام". ويذكر أنه مع مطلع 2007 من المحتمل أن يقوم صندوق دعم المساهمات الأمريكي فورتريس بالدخول إلى البورصة بكامل نصيب عقاراته السكنية والذي يبلغ عشرة مليارات يورو.
وتم أخيرا إدراج شركة جديدة من قطاع العقارات من المستوى الرفيع في البورصة الألمانية حيث انتقلت شركة العقارات دويتشه فوهنين إلى مستوى أعلى في قطاع السوق وذلك بعد فترة طويلة قضتها مسجلة في الأسواق المفتوحة. فلمدة قصيرة تعتبر الشركة برأسمال سوقي يزيد عن 900 مليون يورو مرشحة للدخول في رزمة شركات مؤشر ( إس داكس) وفي حال أن ازدادت تعاملات الشركة التجارية المنخفضة لحد الآن بصورة واضحة حينئذ لن يكون من المستبعد صعود الشركة إلى مؤشر (ام داكس). وصرح هوبرت بون المتحدث باسم الشركة بأنه في 10 آب (أغسطس) سيتم في الاجتماع العام التصويت حول تقسيم الأسهم إلى علاقة نسبية تقوم من واحد إلى خمسة، حيث إن هذه الخطوة ستجعل التعامل مع الأسهم أكثر سهولة. و أضاف بون أن الشركة تسعى خلال العامين والنصف أو الثلاثة المقبلة إلى مضاعفة رصيدها القائم من العقارات السكنية والذي يبلغ حاليا21 ألف عقار سكني. ولتحقيق ذلك ستقوم الشركة على مبدأ التبادل بتقديم أسهمها من رأس مال مخطط ومعتمد في مقابل رصيد عقارات من شركات تأمين.
الشركات المرشحة لدخول البورصة تواجه في سوق الأسهم العقارية محيطاً متكافئ الطرفين. فمن ناحية تعرضت أخيرا الأسهم الفردية للشركة فيفاكون و مقرها الرئيسي في مدينة كولن إلى خسارة كبيرة في سعر السهم الواحد، كما تراجعت وبصفة خاصة في بورصة لندن الكثير من الشركات في آيار (مايو) الماضي عن دخول البورصة من هذه الشركات الشركة الفرعية لـفيفاكون والحقيبة المالية العقارية الألمانية لشركة الاستشارات كورديا سافيللس. لكن ومن جهة أخرى لا تزال أغلبية الأسهم الألمانية في هذا القطاع تتمتع بقيمة أعلى من بداية السنة. مؤشر القطاع الأوروبي من المؤشر الأمريكي ( داو جونز ) لسوق العقارات ارتفع منذ بداية هذا العام بنسبة 12 في المائة . في المقابل ارتفع مؤشر داو جونز ستوكس 600 اندكس ) المتعدي على سوق العقارات بنسبة ضئيلة لم تزد عن 2.5 في المائة فقط.
وبعد الصعود المنعش في السنوات الأخيرة تبدو نظرة الأسواق المستقبلية غير جذابة في كثير من الدول، ولكن في ألمانيـا يرى المحللون أن الفرص مازالت قائمة ومتألقة. ويقول روبرت مازولي محلل البنك الأهلي في ولاية راينلاند - بفالتس: " في الوقت الحالي لا يعتبر الرهان على الأسهم الألمانية خطوة خاطئة تماما " و أضاف أن ألمانيا لم تمر بنفس أزمة ارتفاع أسعار العقارات التي مرّت بها دول أخرى، ففي ألمانيا لا تزال الأسعار والإيجارات معتدلة، مقارنة بالدول الأخرى.