الأمير فيصل بن خالد يرعى أمسية أبها الشعرية.. ويتبرع بسيارة
أبدع الشعراء الثلاثة السعوديان عبد العزيز الفراج وفيصل البورعي والكويتي فيصل العدواني في الأمسية التي أقيمت البارحة الأولى على مسرح المفتاحة في وسط مدينة أبها، وبحضور الأمير فيصل بن خالد نائب أمير منطقة عسير، رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، وحضور أعداد كبيرة من مصطافي المناطق السعوديين وعدد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، من هواة اللون الشعري، الذي يعمق الجذور ويؤطر المفاهيم بقالب محبب ومقبول عند العامة، وغاب عن الأمسية الشاعر القطري مسفر أبو خشيم، لظروف خرجت عن إرادته، حسبما أعلن أحمد التيهاني مقدم الأمسية.
وبدأت الأمسية مع الشاعر فيصل العدواني بعد أن قدمه أحمد التيهاني للجمهور مع نبذة موجزة عنه وصفت جمال أبياته الشعرية متداخلة مع جمال الطبيعة التي تتميز بها منطقة عسير عموما ومدينة أبها الخضراء خاصة. وقدم االشاعر الكويتي أجمل ما جادت به قريحته ليلقيها على الجمهور وراعي الحفل الذي تفاعل كثيرا مع قصائده الجميلة الرائعة.
وحكت قصائد العدواني عن المظاهر الاجتماعية في الحياة بشكل عام، وعن أبها، ولم تخل قصائده من القصائد الغزلية التي لاقت استحسان الشباب كثيرا ولعل من بينها تلك القصيدة التي حملت هذا البيت (تدرون إن الطيش ملح الحب، خص لا من صار ممزوج بحماقة)، وواصل إبداعه وتألقه بقصائد أخرى كالمس، وعادلك هقوة، ويبدو أن الشاعر كان يقرأ أفكار الحضور عندما سألت الجماهير مقدم الأمسية عن سبب إدارته لها وهو صاحب النزعة الحداثية وأن اتجاهه مخالف لمضمون الأمسية ليجيبهم العدواني بقصيدة تحل عنوان الحداثة أشرك فيها الجمل والتركيبات اللفظية بطريقة إبداعية، قاطعه فيها الجمهور كثيرا ليصفقوا له.
وجاء بعده الشاعر عبد العزيز الفراج، ليبدأ بقصيدة تحكي عن قصة حضوره الأمسية من تلقيه لبطاقة الدعوة حتى جلوسه على كرسي الأمسية، وحكى فيها حبه الجم للشعر ومحبيه، ولم ينس الفراج الأحداث اللبنانية حيث ألقى قصيدة تحكي عن الأحداث تفاعل معها الجمهور بشكل واضح وكبير.
واكتملت الأمسية بالإبداع حين اختتمها الشاعر الشاب علي البورعي، وهو أحد أبناء المنطقة، ليلقي قصائده التي حملت ألفاظا جنوبية بحتة.
وقد كانت الأمسية في مجملها من أقوى وأفضل الأمسيات الشعرية، التي أقيمت صيف هذا العام، وقد توج إبداعاتها مشاركة القطاع الخاص ممثلا بالخطوط السعودية، التي قدمت ثلاث تذاكر درجة أولى إلى جمهور الأمسية، قام بالسحب على هذه الجوائز شعراء الأمسية الثلاثة. وأثبت الأمير فيصل بن خالد أنه الداعم الأول لهذه الألوان الشعرية الأصيلة، التي تحافظ على تراث الوطن السعودي والخليجي، وتفرض إيقاعه على الساحة الثقافية، حيث تبرع بسيارة وتم السحب عليها، وتسليم الفائز بها، وانتهت بعد ذلك الحفلة تأهبا لحفلة مماثلة مساء غد في الموقع نفسه، بشعراء جدد يختتمون أمسيات عسير الشعرية، وبتذاكر درجة أولى للجمهور، الذي سيحضر الأمسية، وسيارة مهداة من متذوق الشعر الشعبي وداعمه الأول الأمير فيصل بن خالد، ستكون مفاجأة أمسية غد على مسرح المفتاحة.