الأوروبيون يحمِّلون واشنطن مسؤولة انهيار مفاوضات الدوحة
بدا بيتر ماندلسون المفوّض الأوروبي حول منظمة التجارة العالمية كثير التشاؤم عقب الفشل الحالي لدورة الدوحة حيال إمكانية تقدّم المباحثات سريعاً. وقال ماندلسون إن الوضع القائم حالياًَ في الولايات المتحدة الأمريكية يؤدي إلى تعقيد أمر العودة إلى طاولة المباحثات. ويبقى الأمر حتى عقب انتهاء الانتخابات المقبلة في الكونجرس الخريف المقبل إذ من المستبعد حالياً أن يسمح النوّاب بالمزيد من التخفيض في حجم الإعانات الزراعية. وهكذا تم تعليق دورة الدوحة التي بدأت منذ عام 2001 يوم الإثنين الماضي إلى فترة غير محددة. ومن أهم النقاط النزاعية هي التعريفة الجمركية المفروضة على السلع المستوردة المُطبّقة في أوروبا، وأمريكا، وكذلك مسألة الإعانات الزراعية.
ودعا ماندلسون الرئيس الأمريكي جورج بوش للتدخل من أجل وضع حدّ لموضوع تثبيت الإعانات، وناشده بتمديد فترة التفاوض لدورة الدوحة لمدة عام آخر وقال: "على الرئيس بوش إعلان حق الفيتو ضد تمديد التشريع الخاص بالمزارع من عام 2002". وإذا ما عمل الكونجرس على تعديل الإعانات، عندها لا جدوى من التفاوض أكثر. وكما ورد عن المفوضية الأوروبية سيكون من الصعب جداً عليها أن تمضي في الأمر بشكل مستقل، والسير في المباحثات أكثر. ولكن هذا يختلف عن الوضع الفعلي لدى فشل دورة أورجواي عام 1990. تلك الدورة، التي استمرت منذ عام 1986 حتى عام 1994، واجهت حينها الفشل، ولكنها تمكنت عقب عام من الزمان لاحقاً من التقدّم. ويُقال، إن هناك أملا لنجاح هذه الدورة بصورة واقعية، إذا ما تم انتخاب رئيس جديد في عام 2008.
ويقول ماندلسون إن الاتحاد الأوروبي سيعمل كل ما في وسعه بهدف تقدّم الدورة الحالية. والفرق ما بين المتطلبات من ناحية، والعروض من ناحية أخرى، ليست كثيرة إلى حدٍ كبير. وعلى ما يبدو أن الاتحاد الأوروبي لديه الرغبة في المضي بالمواجهة حول التخفيضات على التعرفة الجمركية الزراعية من 39 في المائة إلى 50 في المائة، وبالتالي فهو بات قريباً إلى حدٍ كبير من متطلبات التصديرات الزراعية. وفي المقابل لم تقدم الولايات المتحدة الأمريكية أية مرونة في هذا الأمر. ويقول ماندلسون: "لقد طلبوا الكثير، ولم يقوموا سوى بالقليل من جهتهم". ولكن يعود اللوم في الفشل على إعفاء منظمة التجارة العالمية أيضاً، كما اعتقدت بعض الدول الفقيرة فيما سبق، بأنه ليس عليها أن تعلّق أي امتيازات على هذه "الدورة التنموية".
ويقول ماندلسون إنه يمكن القول إن الدورة قد انتهت بنسبة 90 في المائة، وبرغم هذا يوجد على طاولة المباحثات اليوم أكثر مما كانت قد وصلت إليه الدورات الماضية في النهاية. وكذلك فإن المرء لا يطلب من الولايات المتحدة الأمريكية أي امتيازات ضخمة. وتم تحديد حجم الخصومات الضرورية فيما يتعلّق بالمساعدات الزراعية الأمريكية في سلطات الاتحاد الأوروبي حتى نحو ثلاثة مليارات دولار.
واقترح المفوّض التجاري في الاتحاد الأوروبي في المقابل تفضيل ووضع ميثاق التنمية على حدة بعيداً عن دورة التجارة. وعلى هذا النحو، يُفترض بالاتفاقية التي تم التوصّل لها في هونج كونج، ضمان مدخل معفي من الجمارك للدول الفقيرة جداً، و حتى لو لم يتم التوصّل إلى اتفاق حول دورة الدوحة. وبالإضافة إلى هذا، يمكن للمرء أن يمنح مساعدات تقنية لهذه الدول فيما يتعلّق بالتداول التجاري، وتمهيد عمليات التصدير لديهم باستخدام طرق أخرى.