التفاعل الجماهيري مع فعاليات "قافلة الخير" يصل ذروته في الأسبوع الثاني
التفاعل الجماهيري مع فعاليات "قافلة الخير" يصل ذروته في الأسبوع الثاني
اعتمدت فعاليات مخيم قافلة الخير المقام في كورنيش الدمام في أسبوعه الثاني على التنوع بين الرياضة والمسابقات الثقافية والمحاضرات الدينية والتوعوية، بجانب الألعاب الترفيهية، مما ساعد على تفاعل الجماهير معها بشكل ملحوظ، وزاد عدد الحضور اليومي على 10 آلاف زائر، يأتونه في الساعة الخامسة عصراً، ولا يغادرونه إلا في منتصف الليل، ويتوزعون على أقسام المخيم.
وشهدت فعاليات المخيم في اليوم التاسع له (الأربعاء الماضي) حضوراً مكثفاً على المحاضرة الدينية التي ألقاها الرائد سامي الحمود بعنوان "شباب إقلاع وإبداع"، وحذر فيها الشباب من خطر المخدرات والانجراف إليها، ودعاهم إلى تجنب طرق المهلكات، وحددها في الاستماع للموسيقى والغناء والسفر إلى بلاد الفسق والمجون.
وحدد الحمود أربعة أنواع من الإقلاع، أولها إقلاع العقول وهو إدمان المخدرات، كما عرض بعض اعترافات الذين نجاهم الله من تلك الهاوية، مثل أبي مشهور وغيره، كما عرض بعض الصور لمن مات على هذه المعصية. وثاني رحلات الإقلاع المهلكة كان التفحيط، وعرض الحمود بعض الصور والمشاهد ليعتبر الحضور منها. ثالث الإقلاعات التي تحدث عنها الحمود إقلاع المجون، وتحدث فيه عن الغناء ومفاسده وعمن مات وهو يسمع الأغاني أو يغني، وعرض للجماهير نماذج ممن منّ الله عليهم بالتوبة وكيف أنهم اختاروا طريق الله وتركوا طريق الشيطان، ورابع الإقلاعات –وفقاً للحمود– الشهوات، وكيف أن الإنسان يقضي شهوة ولذة ساعة يندم عليها إلى قيام الساعة وبين أهم أسباب الوقوع في المرض الخبيث وأهمها سماع الأغاني والسفر إلى بلاد المجون والفساد، ثم عرض صوراً لبعض الذين أصيبوا بهذا المرض ومدى ندمهم على ما فات، ولكن هيهات.
ثم انتقل الحمود إلى الجانب الآخر، وهو جانب الإبداع، وقال: "هذا شاب شلت جميع أطرافه، ومع ذلك تغلب على هذا العارض، ليصمم بنفسه موقعاً على الشبكة العنكبوتية، ويخترع بعض الاختراعات التي سجلت باسمه، وآخر أعمى أصم أبكم، ومع ذلك فهو يحضر الدروس العلمية والمحاضرات والندوات.. ثم ألقي الضوء على الشاب عبد الله بانعمة وعن مصابه، وكيف أنه لا يستطيع حك وجهه إلا أنه قد تاب على يديه الكثير، ثم طلب من الجماهير المقارنة بين حال هؤلاء المعوقين وحالهم وهم أصحاء. ثم عرض فيلماً عن الموت، وقال: "إننا لا ندري متى سنموت، وأن على الإنسان أن يقدم في حياته، ما ينفعه بعد مماته".
كما شهد المخيم محاضرة ألقاها الشيخ صالح المغامسي بعنوان "إشراقة"، تناولت حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة وأعطى نبذة عن حياته قبل النبوة وجمال أخلاقه وحب الناس له وثقتهم به. وبيّن المغامسي أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع هديه وسنته والتحلي بخلقه العظيم.
وذكر عبد الله المطيري مدير البرامج في القافلة أن المحاضرات التوعوية تحظى بإقبال كبير من الحضور، وبخاصة فئة الشباب، وقال: "جدول المحاضرات التوعوية والدينية مليء حتى نهاية المخيم، ويتابع إلقاء المحاضرات مجموعة من أساتذة الجامعات والمشايخ". وفنياً قدمت فرقة "بسمات" فقراتها من الألعاب الشيقة التي تفاعل معها الحضور، ووصل الحماس لذروته عند فوز فريق الحماس في لعبة الشاورما. كما قدمت فرقة هلا ألعاباً مسلية تفاعل معها الحضور وشارك فيها.
وعلى الجانب الرياضي، نجح دوري كرة القدم في جذب مئات المشاهدين لمنافساته، وبخاصة مع دخوله دور الـ16، حيث واصل الدوري منافساته على ملعب القافلة في الكورنيش بإقامة مباريات يوميا.
وذكر حمود بن سعد العمري أحد حكام المباريات إن الدوري في هذه السنة يضم 40 فريقاً ما بين الضعيف والقوي، وقال: "مستوى الدوري يتصاعد من عام لآخر، وأستطيع القول إن الحضور الجماهيري هذا العام ممتاز من بداية المخيم وحتى الآن، وخاصة بعد أن وفرت اللجنة الرياضية ملعباً مكيفاً ومقاعد للجماهير ومقاعد لكبار الشخصيات، وقد شجع هذا كثيرا من الفرق على المشاركة"، مؤكداً أن المجال مفتوح للجميع للمشاركة في دوري القدم، وتوجد شروط منها الأخلاق وتمنع اللجنة المنظمة القصات المحرمة والزي المخالف للشرع.
وعبر محمد الدوسري أحد زوار المخيم عن سعادته بما رآه من تقدم وتطور في الإمكانات المطروحة لهذا العام، وتمنى لو كان هناك مخيم خاص للأشبال، وشكر القائمين على المخيم الذي يحمل قيمة سياحية أنعشت سياحة المنطقة وأكبر برهان تواجد الزوار من خارج المنطقة والمملكة.