"التكنولوجيا" الأمريكية الأكثر تضررا و"المركزي" يتوقع توقف التضخم في 2007
<div>جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية </div><div><a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a></div><div> تباينَ أداء أسواق الأسهم الأمريكية بين يوم وآخر وبين جلسة وأخرى في اليوم نفسه وكانت قوة تذبذب السوق هي السمة الغالبة، لقد لعبت عدة عوامل أدواراً متناقضة في تحريك السوق فنتائج أرباح الشركات ورئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي بشهادته الإيجابية أمام مجلس الشيوخ الأمريكي كانا أهم عاملين، كما أن البيانات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم والمذكرة التي صدرت كتوثيق لجلسات اجتماع البنك المركزي الأخير دفعت الأسواق نحو الهبوط مرةً أخرى بسبب تفسير سلبي من قبل بعض المُستثمرين، لقد كان أسبوعاً مكتظاً بالأحداث التي عصفت بالسوق وبمحافظ المُستثمرين. بدأت الأسواق نشاطها وأعين المُستثمرين على أهم مؤشرين للتضخم, وهما مؤشر أسعار المُستهلكين CPI ومؤشر أسعار المُنتجين PPI اللذان سيصدران وسط الأسبوع، وكذلك هناك اهتمام كبير بسيل ضخم من نتائج أرباح الشركات التي بدا صدورها قبل افتتاح يوم الإثنين، وقبل افتتاح يوم الثلاثاء صدرت نتيجة مؤشر أسعار المُنتجين الجوهري Core PPI لشهر حزيران (يونيو) وجاءت موافقة للتوقعات بزيادة مقدارها 0.2 في المائة، تلاها يوم الأربعاء صدور مؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري Core CPI لشهر حزيران (يونيو) الذي صدر قبل افتتاح السوق مرتفعاً بنسبة 0.3 في المائة وللشهر الرابع على التوالي، وكنتيجة طبيعية لهذا المؤشر فقد دُقت نواقيس الخطر وزادت المخاوف لدى المُستثمرين وتزايد الحديث حول تأكد احتمال أن يقوم البنك المركزي برفع الفائدة في شهر آب (أغسطس) لكبح جماح هذا التضخم وبالتالي رأينا انخفاض السوق بداية يوم الأربعاء. جاءت شهادة محافظ البنك المركزي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي برداً وسلاماً على المُستثمرين وذلك يوم الأربعاء في تمام الساعة العاشرة صباحاً، لقد غيرت شهادته نظرة المُستثمرين إلى الأمور وبعث الأمل بعد تصريحه بأن ورم التضخم الذي انتفخ شيئاً فشيئاً خلال الأعوام السابقة وأدّمى الاقتصاد الأمريكي هو آخذ نحو الانفراج خلال عام 2007، من هنا فهم المُستثمرون ضمناً بأن البنك المركزي سيوقف عمليات رفع الفائدة حتى يرى تأثير عمليات الرفع السابقة. فرحة المُستثمرين بشهادة محافظ البنك المركزي أمام الكونجرس لم تدم طويلاً وتبخرت بعد صدور مذكرة تحتوي توثيقاً لوقائع اجتماع البنك المركزي الأخير، فلماذا جاء ردّ فعل المُستثمرين سلبياً على هذه المُذكرة؟ ببساطة لقد فهموا ضمناً بعد قراءة المُذكرة أن الفائدة سيتم رفعها في اجتماع آب (أغسطس) المقبل ومن ثم يُحتمل بشكل كبير أن يتم وقف رفع الفائدة، المُستثمرون لا يُريدون العيش في حالة عدم التأكد هذه فرأيناهم يتجهون لتسييل محافظهم لتهبط السوق يوم الخميس بنفس مقدار صعودها يوم الأربعاء، كما أكملت الأسواق هبوطها يوم الجمعة بعد صدور تحذيرات من شركة ديل Dell تحدثت فيها عن تحقيقها أرباحا أقل من التوقعات في النصف الثاني. بدأ صدور نتائج جيدة لأرباح الشركات في الأسبوع الماضي مع إعلان سيتي جروب City Group تلاها يوم الثلاثاء إعلان أرباح شركة كوكا كولا وجونسن آند جونسن اللتين أعلنتا نتائج جيدة، وصدرت أيضاً نتائج شركات أخرى مثل IBM وجي بي مورجان JP Morgan وبنك أمريكا بشكل إيجابي بينما خذلت مُستثمريها شركات مثل ياهو Yahoo التي توقعت تحقيق أرباح أقل من المُتوقع في الفترة المقبلة، قطاع التكنولوجيا الذي يترجم أداءه مؤشر ناسداك حيث مُني بنكسة يوم الخميس بسبب توقعات مُستقبلية مُحبطة أصدرتها شركة إنتل Intel بالرغم من تحقيق شركات تكنولوجيا كبرى نتائج قوية مثل Apple وMotorola. نستفيد من مجريات الأسبوع الماضي أن الوقت قد اقترب أكثر لوقف رفع الفائدة وأن دورة رفع الفائدة قد شارفت على الانتهاء، نتائج أرباح الشركات في مُجملها جيدة وبعضها أفضل من التوقعات، كمان أن قطاع التكنولوجيا سيعيش فترة عصيبة خلال الفترة المقبلة خصوصاً بعد تحذيرات كبرى شركات التكنولوجيا في الأسبوع الماضي وأقصد شركة إنتل Intel وياهو Yahoo وديل Dell ونُذكر هنا أن نمو الاقتصاد الأمريكي آخذ في التباطؤ. الأسبوع الحالي ستبقى نتائج أرباح الشركات للربع الثاني هي القوة المُحركة للسوق خلال هذا الأسبوع علماً بأن عدد الشركات التي أعلنت أرباحها هي 152 شركة من أصل خمسمائة مُدرجة ضمن مؤشر S&P 500، وقد تُسهم أحداث الشرق الأوسط في تحريك السوق في حالة تأثر أسعار النفط بها حيث تدخل الحكومة الأمريكية حتى لو صورياً سيدفع المُستثمرين لمُراقبة أخبار الشرق الأوسط أكثر ليس من أجل النفط فقط ولكن من أجل الشركات الأمريكية التي لها استثمارات في إسرائيل أو هي شركات إسرائيلية أصلاً ومُدرجة في البورصات الأمريكية. اليوم الثلاثاء ستُعلن شركات مهمة منها 3-M وDuPont وشركة الأغذية المعروفة McDonald's التي يُتوقع أن تُحقق أرباحا مقدارها 67 سنتا كعائد على السهم، وفي قطاع التكنولوجيا ستُعلن كل من شركة Amazon وSun Microsystems، غداً الأربعاء ستُعلن شركة بوينج Boeing العملاقة وجنرال موتورز التي يُتوقع أن تُحقق أرباحا مقدارها 52 سنتا كعائد على السهم بعكس ما حققته في العام الماضي وهو خسارة 56 سنتا. البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع ستكون لها حصة من اهتمام المُستثمرين والاقتصاديين وخصوصاً تلك التي تتحدث عن سوق بيع المنازل حيث ستُعلن صباح اليوم الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين عن حجم مبيعات المنازل المُستخدمة لشهر حزيران (يونيو) ويُتوقع أن تنخفض حتى 6.60 مليون وحدة سكنية، وفي اليوم نفسه سيصدر مؤشر ثقة المُستهلك لشهر تموز (يوليو) والذي قد ينخفض ليصل إلى 104.8 بعد أن كان 105.7 في حزيران (يونيو). كما سيُعلن الخميس عن حجم الطلب على السلع المُعمرة في حزيران (يونيو) ويُتوقع زيادته 1.7 في المائة بعد انخفاضها 0.2 في المائة، ومن ثم سيُعلن عن مبيعات المنازل الجديدة التي قد تنخفض 1.18 مليون وحدة سكنية منذ بداية العام بعد أن بلغت في أيار (مايو) 1.23 مليون وحدة سكنية وللإيضاح فإن هذا الانخفاض يدل على قيام عدد من المُشترين بإلغاء عقود بيع أبرموها في شهر أيار (مايو)، أما يوم الجمعة سيُعلن عن معدل نمو الناتج المحلي GDP للربع الثاني والذي يُتوقع انخفاضه من 5.6 في المائة حتى 3.1 في المائة للربع الثاني. التحليل الفني في التقرير السابق استخدمت الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart حتى تتضح الصورة العامة لمؤشر ناسداك وبينت أن البعض قد يظن بأن مستوى 2025 نقطة هو مستوى دعم جيد ثم عقبت بأن هذا الظن في غير محله حيث سيضطر ناسداك مُكرهاً ويرضخ لقوى البيع حتى يهبط تحت هذا المستوى وبانقضاء يوم الجمعة الماضي كان ناسداك قد أغلق عند 2020 نقطة. إذا بقي ناسداك تحت هذا المستوى وهو 2025 نقطة ليوم آخر فإنه مُرشح للهبوط أكثر وحتى مستوى 1992 نقطة ولكن بالتدريج بعد أن يتوقف قليلاً عند مستوى الدعم النفسي وأقصد مُستوى 2000 نقطة، وفي حالة صعود ناسداك فأمامه عدد من مُستويات المقاومة أولها عند 2025 نقطة يليه مُستوى 2064 نقطة حيث يوجد في الوقت نفسه متوسط حركة عشرة أيام يليه متوسط حركة عشرين يوما عند 2104 نقاط علماً بأن "ناسداك" ما زال يسير في مسار هابط. </div><div> </div><div> <font size="1">تقرير <font color="#ff0033">الاقتصادية</font> الأسبوعي الخاص بأسواق الأسهم الأمريكية</font></div>