" ياهو جو" يقود حركة لنقل خدمات الإنترنت إلى الجوالات

" ياهو جو" يقود حركة لنقل خدمات الإنترنت إلى الجوالات

جيري يانج هو بالفعل ليس أكثر من مدير مداخل الإنترنت في مجموعة ياهو، ولكن برغم هذا يلعب يانج كمدير استراتيجي دوماً دوراً مهيمناً من بين ما يزيد على عشرة آلاف موظف لدى ياهو. فهو القائم والمسؤول عن التصورات في شركة الإنترنت. والإجابة عن السؤال حول حجم الوجهة في عالم الإنترنت تبدو بسيطة للغاية بالنسبة له: "الحركة، حيث لن ينحصر استخدام شبكة الإنترنت في غضون الأعوام الستة المقبلة بنسبة كبيرة على الحواسيب الشخصية، ولكن عن طريق الهواتف الجوالة، فهو الإنترنت اللاسلكية في المستقبل، وبالتالي يمكن للأفراد استخدام الإنترنت في أي وقت وفي كل مكان" حسبما ورد عن يانج في برلين.
ولكن هذا ليس رأي يانج وحده، حتى المجموعة المنافسة جوجل تعتمد بصورة متزايدة أكثر على الهاتف النقّال. ويقول فيليب شندلر مدير شمال أوروبا من مجموعة جوجل: "تحظى الخدمات المتحرّكة بأهمية كبيرة بالنسبة لجوجل، لا بل وأهمية إستراتيجية عالية. إن خدمات جوجل، مثل الأخبار، والبريد، والخرائط، يمكن استخدامها على الهواتف النقّالة. نحن نرى فرص نمو كبيرة في سوق الاتصالات اللاسلكية. وبالفعل فقد فاق الهاتف الجوال الكمبيوتر الشخصي في بعض الدول، إذا ما تعلّق الأمر بالوصول إلى المعلومات".
ولا تُعد الفرص أمام شركات الإنترنت في احتلال شاشات الهواتف الجوالة عقب احتلالها لشاشات الحاسوب، سيئة، حيث فشلت شركات ترويج الشبكة التابعة للهاتف النقال في هذا الحقل. فبالكاد تشهد شركات تشغيل الشبكة للهواتف النقالة، مثل تي موبايل و فودافون، طلباً على الخدمات التي ابتكرتها، ولكنهم يفضلون الخدمات التي اعتادوا عليها على شبكة الإنترنت، ويطمحون إلى استخدامها في كل مكان أيضاً. ومضت شركة تي موبايل في هذا الاتجاه عن طريق خدمة ويب إن ووك التي تنقلها محركات البحث جوجل إلى الهواتف الجوالة.
وبهذا، فإن ياهو تريد ربط شبكة الإنترنت والهاتف النقّال مع بعضهما البعض بصورة وطيدة. ويُفترض بالمستخدمين عن طريق هذه الخدمات قراءة الرسائل البريدية الإلكترونية، التي تصل إلى صندوق بريدهم الإلكتروني على الإنترنت، في الوقت ذاته عن طريق الهاتف النقّال، والتمكّن من الإجابة عنها، وأن يتمكنوا من وضع أجندتهم الخاصة على الشبكة، والتقاط الصور، وحفظها مباشرة على شبكة الإنترنت. ومن المفترض أن تجد الأخبار، وأسعار البورصة طريقها مباشرة، وبصورة أوتوماتيكية إلى شاشات الهاتف النقّال. وعلى غرار جوجل، حيث تعتمد ياهو على مبدأ الحثّ، والذي ساعد تقنية الاتصالات اللاسلكية على الاختراق: حيث لا يتم إرسال الأخبار الجديدة عن طريق الطلب من الحواسيب المركزية على الشبكة فقط، ولكن يتم دفعها مباشرةً إلى الهواتف النقّالة.

ويعتمد يانج فيما يتعلّق بمشروع "ياهو جو ـ Yahoo Go" على الألماني ماركو بوريس، الذي يُعد وكأنه بل جيتس الألماني، قام بتأسيس شركة فيردي سوفت عقب بيع شركته للبرمجيات ستار ديفيجين وقام بتطوير البرمجيات والأنظمة الحاسوبية، التي بحثت عنها ياهو بهدف نقل خدمات الإنترنت إلى الهواتف الجوالة. وعقب فترة وجيزة ودون ضجة قامت ياهو بالاستحواذ على شركة فيردي سوفت، ووظّفت بوريس مباشرةً فيها. واليوم ينتمي بوريس "كنائب الرئيس الأول" إلى أحد أوائل المديرين في مجموعة الإنترنت تلك.
بالفعل تملّك بوريس إحدى كبرى الشركات: حيث تسيطر كل من نوكيا وموتورلا، أكبر مجموعتين لتصنيع الهواتف النقّالة، مجتمعتين على نصف السوق العالمية، والتي ستعمل ياهو على تنزيل برمجياتها على هواتفهما النقّالة. ويقول بوريس: "ستصدر خلال الربع الرابع نسخة من ياهو جو ـ Yahoo Go، والتي ستكون قد تم تنزيلها على نحو 80 في المائة من الهواتف النقّالة لنوكيا وموتورولا". وفي خطوة ثانية، يتفاوض بوريس مع مشغلي الشبكات، والتي عن طريقها يمكن الوصول إلى الميزة الأكبر للهواتف النقّالة في سوق أوروبا. "نحن نتحدّث إلى الشركات المشغّلة للشبكات، حول الخدمات التي من الممكن أن نقدّمها للزبائن على نحوٍ مشترك، وكيفية توزيع حجم المبيعات فيما بيننا". ويمكن لياهو ضمن هذا العمل التعاوني تقديم المعلومات على سبيل المثال، تلك التي تحدد مكان المستخدم بالضبط. وهذه تُعد خدمة مهمة بالنسبة للخدمات المحلية.
ومن وجهة نظره فإن هذا ما تفكّر به الشركات المشغّلة للشبكات: "حيث تحرّكت شركة تي موبايل عن طريق خدمة ويب إن ووك خطوة في طريق شبكة الإنترنت، وكذلك فودافون كانت قد أعلنت عن نيتها بافتتاح فودافون على الهواء". وتنوي ياهو الحفاظ على الأبواب مفتوحة أمام الشركات المتنافسة: "نحن سنسمح للمستخدمين بالحصول على الخدمات، والتي لا تصل عن طريق ياهو. هذا بالغ الأهمية بالنسبة لنا"، حسبما ورد عن بوريس. ويمكن لمستخدمي RSS Feeds ، وهي ملخصات لمحتويات المواقع على الشبكة بلغة RSS، أن يحصلوا على صحفهم المحببة على هواتفهم النقّالة، ليكونوا دوماًَ على اتصال بالمعلومات.
ولدى تمويل الخدمات عن طريق إعلانات الهاتف النقّال، تدخل ياهو عالماً جديداً. "إن استعداد الأفراد للدفع مقابل هذه الخدمات ضئيل نسبياً. ولهذا، فقد فشلت كل خدمات البريد الإلكتروني المُلزمة مادياً على الهاتف النقّال حتى الآن. ولهذا نحن نعتمد على الإعلانات على الهواتف النقّالة، والتي يتقبّلها المستخدم أيضاً. ولكن من الأمور بالغة الأهمية هنا: يُفترض أن يكون الترويج الإعلاني هنا ذي علاقة، وأن يتم نقله بسهولة، عن طريق خدمة معاودة الاتصال مثلاً. ولن تنجح فكرة قذف المستخدمين بوابل من الإعلانات والومضات الإعلانية المفاجئة على الهاتف الجوال، كما كانت الحال خلال المرحلة المبدئية على الإنترنت"، حسبما ورد عن بوريس.
ومن المفترض أن يتم نقل الإعلان على الخلفية باستمرار، ولهذا لا يجدر بالمستخدم الانتظار. وعلى أية حال، يحتوي هذا الأسلوب من الإعلانات على مصيدة: حيث إن تكاليف نقل الإعلانات يتحمّلها الزبائن. "هذا هو الجزء الأساسي من شروط الاستخدام. ولكننا ننتظر، أن يتم تخصيص تعريفة مسطحة في الاتصالات اللاسلكية مقابل استخدام البيانات والمعلومات. ويمكن ملاحظة هذه الوُجهة في كل مكان"، حسبما ورد عن بوريس.
والتحدي في مسألة النقل هو تشجيع البحث عن طريق الهاتف النقّال. "سيعمل الناس خلال الأعوام الخمسة المقبلة على الإقبال أكثر على أسئلة البحث عن طريق هواتفهم النقّالة، أكثر مما يقومون بها عن طريق حواسيبهم الشخصية باستخدام محركات البحث على شبكة الإنترنت. وعلى أية حال، يُقترض أن تتم إجراءات البحث عن طريق الهاتف النقّال بصورة تختلف عن أساليب البحث عن طريق الحاسوب الشخصي: علينا أن نفهم، عمّا يبحث المستخدم. لدى البحث عن إحدى الشركات، يمكن للمرء على سبيل المثال أولاً الحصول على أسعار الأسهم، ومن ثم الأخبار الحالية للشركة، وفي النهاية محصلة البحث العادية عن الإنترنت". ومقابل جوجل، ومايكروسوفت، فإن ياهو تمحور النقطة الأساسية الكبرى لديها في التقارب الاجتماعي مع محصلة البحث: "بمساعدة المعلومات الخاصة، مثل ملف العناوين للمستخدم، يمكننا أن نوصّل محصّلة بحث ذات صلة لقائمة من أصدقائه، أو صفحات إنترنت مفضّلة لديه. ويمكننا على سبيل المثال أن ننصحه بالذهاب إلى أحد المطاعم، والتي قيّمها أحد أصدقائه مرة، بما أن المستخدم يثق بصديقه أكثر من رأي مدير المطعم المنافس. وهذا ضروري أيضاً، نظراً إلى أن شاشة الهاتف الجوال الصغيرة لا تتسع لعرض الكثير من المعلومات، بالمقارنة مع شاشة الكمبيوتر، لهذا من المفترض أن تتمكن الصفحة الأولى من توصيل أهم المعلومات المطلوبة"، حسب أقوال بوريس.

الأكثر قراءة