موسكو: ارتفاع أسعار الدولار سببه تطورات الأزمة اللبنانية
موسكو: ارتفاع أسعار الدولار سببه تطورات الأزمة اللبنانية
تناقلت وسائل الإعلام الروسية تحليل بعض الخبراء الروس، الذي يرجح أن يكون ارتفاع أسعار الدولار في أسواق العملات الروسية عائداً إلى التوتر الحاصل في الوضع الدولي، وخوف المستثمرين من تطورات الوضع في الشرق الأوسط.وقد اعتبر هؤلاء الخبراء أن الوضع الناجم عن اشتعال المعارك في لبنان قد ساعد العملة الأمريكية على تسجيل ارتفاع ملحوظ في الأسواق المالية الروسية والعالمية حيث انخفض اليورو إلى 1.25 دولار مقابل اليورو الواحد، حيث اعتبر العديد من المضاربين أن الدولار يظل عملة آمنة.
بينما يعتبر فريق آخر من الخبراء أن ارتفاع اسعار الدولار يرتبط بالدرجة الأولى بارتفاع اسعار النفط، الناجم عن انفجار المعارك في الشرق الأوسطن مما ينفي التأثير المباشر للتوتر في الشرق الأوسط في أسعار الدولار. ويقول المحلل الروسي فلاديمير مالينكو إنه لا يرى أي أسباب موضوعية لارتفاع الدولار، "فالعجز في ميزان المدفوعات للولايات المتحدة يتزايد بينما لا مكان للحديث عن الاستقرار السياسي، ولهذا فإن الدولار سيعود في أقرب وقت ليواصل انخفاضه".ويتوقع المحلل اوليغ سولنتسيف أن يظل سعر الصرف يراوح بين 25ر1 و28ر1 دولار مقابل اليورو الواحد خلال بضعة أشهر، ثم سيبدأ ينخفض.
ويرى المحلل دينيس موخين أن سعر صرف الدولار يمكن أن يبقى مستقرا لبعض الوقت إذا ألمح رئيس نظام الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة.. "ولكن ثمة مشاكل كثيرة تحول دون استعادة الدولار لمواقعه المفقودة".
وكانت حالة القلق قد سيطرت على أغلبية المواطنين الروس بسبب انخفاض أسعار الدولار في الأسواق المالية الروسية،نظرا إلى أن تحديد أجور العاملين في الشركات الخاصة يتم في روسيا بالدولار، مما يعني انخفاض الدخل الفعلي للمواطن بالروبل، وفي ظل ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات بالروبل الذي تشهده روسيا أدى ذلك لانخفاض الدخول الفعلية للسكان،وعلى الرغم من أن الدولار يواجه أزمة في الأسواق المالية العالمية بسبب ارتفاع الديون الداخلية على الحكومة الأمريكية،مما أدى لانخفاض أسعار العملة الأمريكية،إلا أن معدلات الانخفاض في روسيا تفوق معدلاته في البورصات العالمية،بسبب عدم توافر القدرة الكافية في البنك المركزي على تقليص تدفق العملات الحرة، الناجم عن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وكانت إدارة البنك تقوم بشراء الدولارات للحفاظ على أسعار الدولار في مستوى معين بهدف تقليص حجم التضخم،إلا أن زيادة تدفق السيولة من العملات الأجنبية جعلت البنك غير قادر على تطبيق هذه السياسة بشكل كامل ومثمر.
وخلافا لتوقعات الخبراء باستمرار انخفاض أسعار الدولار في الأسواق المالية الروسية بنسبة تصل إلى 7 في المائة حتى بداية الشتاء المقبل، بدأ الدولار يحقق ارتفاعا بعد تفجر الوضع في الشرق الأوسط وارتفاع أسعار النفط الذي وصل خلال أقل من أسبوع إلى نحو 2 في المائة، بعد تراجع الدولار على مدار عام كامل أمام الروبل بمعدل 8 في المائة.
ويمكن القول إن الوضع الراهن يخفف عن البنك المركزي في مساعيه لتقليص التضخم، إلا أنه يزيد من إمكانية ارتفاع الأسعار بعد الارتفاع المحدود في أسعار الدولار، مما يضع السلطات في حيرة من أمرها كيف ستواجه تدبدبات الأسواق المالية؟