ذكرى

ذكرى

قالت : من أنت؟
حياة أنت أم موت؟
سكون أنت أم صوت؟
هل أنا أسمعك الآن
أم أنت مخيلتي
أم رسالة حب تاهت دون طوابع
قلت: بل ذكرى قديمة
ونصف يوم ما اكتمل
وحروف محاها لمس الأصابع
ولوحة زيتية
قد غشاها غبارٌ
وتراب وزوابع
قد بان منها صورة طير
ومنارة جامع
أحاول أن أستذكر أكثر
وأكشف من مخيلتي
ما قد تدثر
فتجلت لي عينان
هي من عينيك
أجل وأنظر
وأدق في سنا اللحظ منك وأخطر
فتمعنت فيها
فكانت قدري المكتوب
الذي لا يقهر
لست أدري ما غدوت
أجننت أم صبوت؟
أزللت أم هفوت؟
ولكن قادني منها
إلى العلياء صوت
لم أمانع أو أدافع أو أقاطع
ذلك الصوت
آه إنها ذكرى قديمة
قد نكأت جراح أليمة
قد نفضت الغبار القديم
عن نصف عين
وأنف سليم
وخدٍ قد عراه التراب
وإطار من حديد متين
هل عرفت عم تسألين؟
عن حبيب قد طوته السنون
وتبقت منه مقاطع
لأعاني الأمل
وجراح لم تندمل
لا تداويها
فهي ذاكرتي الوحيدة
وعلاقة الماضي
بأيامي الجديدة
عفواً دعينا نكمل أيام العسل
وفي مثل هذا اليوم
من كل عام نحتفل
في ذكرى حبيب قد أفل
وفي كل يوم نصلي
صلاة الغائب
ونرفع الدعوات
ونتقبل العزاء
في قلبي الذي ما صبر
فجعل حداً لتعاسته
حين فيك انتحر

الأكثر قراءة