اليوم .. موسكو تستضيف قمة الثماني مدعومة باقتصاد جيد وقوة نفطية عظمى
تستضيف روسيا اليوم قمة مجموع الثماني معززة بأدائها الاقتصادي الجيد بعدما تخطت اعتمادها الكبير في الماضي على القروض الدولية، إلا أن الخبراء يرون أن مشاكلها القديمة لم تختف بعد.
ويقول أنديرس أسلوند المستشار السابق للحكومة الروسية من معهد الاقتصاد الدولي:الكل يجمع على أن الاقتصاد الروسي أصبح اقتصادا ليبراليا مثل سائر الأنظمة القائمة على اقتصاد السوق.
وتغيرت روسيا كثيرا منذ أن وصفها فلاديمير بوتين إثر انتخابه عام 2000
بأنها "بلد ثري يقطنه فقراء". وأدى متوسط نمو نسبته 6 في المائة إلى إخراج ملايين الأشخاص من البؤس ورفع نسبة الاستهلاك إلى مستويات غير متوقعة وازدهار القطاع العقاري في العديد من المدن.
لكن الخبراء يرون أن الفساد وتدخل الدولة في الاقتصاد، اللذين تعاني منهما روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، قد يتفاقمان.
ويعتبر العديد من الروس أن من أبرز نجاحات بوتين، الذي تنتهي ولايته الثانية عام 2008، إعادة الاستقرار، الكرامة الوطنية، وازدهار اقتصادي نسبي.
وأبان بوتين الخميس خلال جلسة حوارية عبر شبكة الإنترنت: عشنا كالمتسولين لسنوات طويلة، لكن اليوم باستطاعة الاقتصاد الروسي ليس فقط تسديد ديونه، بل القيام بذلك بسرعة وقبل استحقاقها.
وقبل أيام، اتفقت موسكو مع نادي باريس على تسديد جميع ديونها (نحو 22 مليار دولار) قبل استحقاقها، بفضل صندوق إحلال الاستقرار الذي يودع فيه فائض العائدات عن بيع محروقاتها.
ويقول بيتر ويستن وهو رئيس الفريق الاقتصادي في مصرف إم دي إم في موسكو: إن روسيا عادت لتصبح قوة عظمى ليس على مستوى التسلح بل في مجال النفط.
واستفاد الروس العاديون أخيرا من النمو، وقام البنك الدولي بوضع روسيا في
فئة "المداخيل المتوسطة"، بحيث أصبحت في مستوى ماليزيا، بولندا، وتركيا.
إلا أن مستوى معيشة الروس لا يزال دون مستوى معيشة السكان في دول مجموعة الثماني الأخرى.
وتواجه روسيا مشكلة أخرى هي أن عدد سكانها في تراجع منذ 1993، إذ إنها خسرت 8.5 مليون شخص (4%) خلال 12 سنة بسبب نسبة الوفيات المرتفعة لدى الرجال ونسبة ولادات متدنية.
من ناحية ثانية، يعرب الخبراء عن قلقهم حيال الدور المتزايد للدولة من خلال
تعزيز نفوذ شركات المحروقات الحكومية مثل "روسنفت"، "غازبروم"، و"روزوبورونيكسبورت" التي تملك حقا حصريا لتصدير الأسلحة.
ويقول ويستن إن نجاح عملية تحديث الاقتصاد "مرتبط بمدى إدارة الدولة" لهذه العملية.
وهذه المخاوف فعلية بالنسبة لمنتقدي "نظام بوتين" الذين يذكرون بتفكيك عملاق النفط "يوكوس" وبيع موجوداته لشركة "روسنفت" الحكومية. وهم يرون في هذه الخطوات "عودة للتأميم" في روسيا.