دبلوماسية المقايضات تسيطر على اجتماعات قمة الدول الصناعية في روسيا
دبلوماسية المقايضات تسيطر على اجتماعات قمة الدول الصناعية في روسيا
تعقد مجموعة الدول الصناعية الكبرى (مجموعة الثماني) السبت المقبل اجتماعاتها في سانت بطرسبورج الروسية.
ويناقش الاجتماع إشكالية تعامل أوروبا مع تصاعد حاجياتها من الطاقة الروسية من جهة، والتوصل من جهة أخرى إلى صيغة انفراج معها لإدارة الموقف في عدد من الدول المتاخمة لها خاصة أوكرانيا التي تشهد أزمة سياسية فعلية هذه الأيام. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يريد تصعيد الضغوط على روسيا في ملف حقوق الإنسان والإصلاحات الداخلية، فإن الأوروبيين يبدون ترددا كبيرا في مؤازرته حيث تدرك الدوائر الأوروبية أن الاستراتيجية المتبعة من قبل الرئيس الأمريكي تهدف في هذه الفترة بالذات وخلال القمة إلى الحصول على تنازلات روسية في إدارة الملفين الإيراني والكوري الشمالي، مقابل مقايضة الكرملين بمزايا تجارية وسياسية فعلية. وتقول المصادر الدبلوماسية إنه وعلى الرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي الحثيثة للضغط على الشريك الروسي حتى يبدى ليونة في هذا المجال فإن أي نص ملموس لن يتم اعتماده لا بشأن تقديم ضمانات لأوكرانيا ولا بشأن العلاقات الثنائية الروسية - الأوروبية بسبب رفض الدول الأوروبية تمكين روسيا من الاستثمار بشكل تام في قطاع الطاقة الأوروبي نفسه. وتبدو الملفات الدبلوماسية الحساسة مثل الهجمة الإسرائيلية على غزة والملف النووي الإيراني والتعامل مع شمال كوريا غير مدرجة على قائمة الاهتمامات الأوروبية بسبب ترك الأوروبيين بشكل شبه رسمي مهمة إدارتها للشريك الأمريكي.
من جهته، ناشد بول وولفويتز رئيس البنك الدولي، قمة مجموعة الدول الثماني الوفاء بوعودها بشأن مساعدة القارة الإفريقية. وقال وولفويتز في بيان صحافي وزعه فرع البنك في القاهرة أمس، إنه سيتوجه لحضور قمة سان بطرسبورج ليوجه رسالة شديدة الوضوح يطالب خلالها الوفاء بالوعود التي قطعت العام الماضي تجاه مساعدة إفريقيا لإتاحة الفرصة للأفارقة الأشد فقرا لانتشال أنفسهم من براثن الفقر وتحقيق تقدم نحو حياة أفضل للأجيال المقبلة، وإعطاء دفعة كبيرة لزيادة دخل الدول النامية وتحسين القدرة على النفاذ إلى الأسواق العالمية، وتخفيض التكاليف لدافعي الضرائب والمستهلكين من أجل صالح الجميع وإلا انهارت كافة الجهود المبذولة ويلحق الضرر بالجميع دون استثناء. وحث وولفويتز قادة الدول القوية على الدفع باتجاه التوصل لاتفاق تتحرر بمقتضاه التجارة العالمية مع قرب انتهاء المهلة التحذيرية لضمان الخروج بنهاية ناجحة لجولة الدوحة المعنية بمحادثات التجارة العالمية. وأشار إلى أنه انقضى قرابة عام منذ أن تعهد قادة دول العالم بمضاعفة المعونات المخصصة لإفريقيا بحلول عام 2010. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق الذي يمثل نقطة تحول كبيرة على هامش اجتماع قمة مجموعة الدول الثماني التي شارك فيها قادة العالم في اسكتلندا.
وأوضح رئيس البنك الدولي أن الاجتماع شهد أيضا اتفاقا في الرأي على تخفيف أعباء الديون عن كاهل الدول الأشد فقرا على مستوى العالم فضلا عن تصاعد الدعوات المنادية بالعمل العاجل لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وإلغاء الدعم المخصص للتجارة.
<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/diblo.jpg" width="350" height="350" align="center">