"مش حتئدر تغمد عينيك"!

الإعلان .. وسيلة جذب المستهلك لسلعة معينة، له مهنيوه المختصون فيه والعارفون بأدق تفاصيله الناجعة والفاعلة .. الابتكار فيه مطلب مهم للاستمرار في التميز المهني، إلا أن الخطوط الحمراء التي يتجاوزها بعض المعلنين ترويجا لسلعهم فاقت كل توقع، إذ وصلت ببعض "المبتكرين" إلى اتهام قطاعات وطنية معينة بالرشوة، مقابل الترويج لسلعة معينة!
وزارة الداخلية قبل فترة طلبت إيقاف أحد الإعلانات التجارية التي يظهر فيها رجل أمن في نقطة تفتيش، تصل سيارة محملة ببطاطس من إحدى العلامات، وعندما يجد البطاطس يأخذ كمية منها ليأكلها بطريقة بشعة تعبيرا عن حبه لالتهام هذا النوع، مع السماح لقائد السيارة بالمرور، واعدا إياه بالمرور دائما لأخذ كميات من البطاطس!
ورغم اختلاف وتنوع اللباس الرسمي لرجال الأمن في العالم، إلا أن ذلك الإعلان أصر على اللبس الرسمي لرجال الأمن السعوديين، والشكل الرسمي لسيارات الدوريات الأمنية، إضافة إلى اللهجة السعودية لـرجل الأمن في الإعلان! لم لا ونحن أهم سوق استهلاكية في المنطقة؟
أنا ذكرت أن الإعلان أوقف بعد فترة طويلة من العرض على مختلف الشاشات العربية، إلا أن الجدير بالذكر يا أحبتي السعوديين أن معلنا آخر استساغ الفكرة، فعملها اللباس الرسمي نفسه والسيارة الرسمية واللهجة السعودية، إلا أن الإعلان هذه المرة كان عن فطيرة تفاح! ختاما أقول حالنا مع الإعلانات كحال الطفل الذي يردد بلا وعي "مش حتئدر تغمد عينيك"!

ياسر الكنعان
<p><a href="mailto:[email protected]">yaser@aleqt.com</a></p>