قضايا الاستحواذ على الشركات ومفهوم الثقة في الاندماج

قضايا الاستحواذ على الشركات ومفهوم الثقة في الاندماج

أصبح أسلوب الاندماج والاستحواذ K(M & A) أمراً شائعاً بين الشركات من أجل النمو والتنوع. ولكن وجدت الكثير من الشركات، مراراً وبصورة متأخرة، أن ما يبدو جيداً على الورق لا يعني النجاح بالضرورة. ويجب على الشركتين المعنيتين العمل على إنجاز عملية التكامل، بحيث تناضل الكيانات المنفصلة لإيجاد أرضية ووظيفة مشتركة على صعيد النشاطات، والهيكل التنظيمي، والانسجام الثقافي. ولذا، فإنه ليس من الغريب ظهور العديد من المحاولات الفاشلة في عمليات الاندماج والاستحواذ في مرحلة التكامل. ولكن لماذا؟ في ورقة العمل الحديثة هذه، أجرى كل من جنتر ستول، الأستاذ المساعد في الدراسات الآسيوية في "انسياد"، وسيم سيتكن، الأستاذ المشارك في إدارة الأعمال من كلية فوكوا للنشاطات العملية، بتحليل دراسة عامل الثقة. وطورا نموذجاً لتحديد المراحل الرئيسية، حيث ينبغي تطوير الثقة ما بين الناس المعنيين، لا الشركات فقط، لتسهيل عملية التكامل. واعتمد المؤلفان على الأدبيات المنشورة حول الاندماج والاستحواذ، محللين العوامل المهمة الحاسمة المتعلقة بالعملية، ونتائج الدمج والاستحواذ، مركزين خصوصاً على عوامل الثقة التنظيمية الداخلية والخارجية كمتغيرات رئيسية، وموضحين أن مستوى الثقة ما بين الأطراف أو عدمه يلعب دوراً حاسماً، ليقدما لاحقاً نموذجهما المدعم بعوامل الثقة المتكاملة. ويوضحان كذلك مسائل عديدة تتناول علاقات الثقة الداخلية للشركة إلى جانب تحديد متغيرات تتفاعل مجتمعة لتحديد المستوى الكلي لثقة طرف بالطرف الآخر، كالقدرة، والاعتزاز بالنفس، وحب الخير، والانفتاح، والانسجام القيمي. ويناقش المؤلفان كذلك متغيرات أخرى ذات صلة تحدد كيفية بناء الشركات للثقة اعتماداً على نوع العلاقة بين الشركتين، وقرارات إدارة الشركة المستحوذة المتعلقة بالتكامل، مثل حميمية الاستيلاء الشرائي، والمستويات المختلفة بين الشركتين من حيث السلطة الإدارية والأداء، والبيئة الثقافية، والتاريخ. ولأن وظائف الاندماج والاستحواذ بالغة التعقيد، عمل المؤلفان على تحديد مجموعة من العوامل المؤثرة على تطوير الثقة مثل: الأسلوب الودي للاستيلاء الشرائي، أو المستويات المتشابهة نسبياً للسلطة الإدارية أو الأداء التملكي القوي للشركة في الماضي. وتميل الثقة إلى أن تكون عالية إذا كان الطرفان متشابهين ثقافياً، ولديهما تاريخ تفاعلي إيجابي. أما على صعيد التكامل، فتقدر الشركة المستهدفة عملية التكامل التي تترك لها درجة عالية من الاستقلال الذاتي. وكلما كانت العملية أسرع، كانت النتيجة أفضل. وإذا كانت الشركة الممتلكة متفهمة للاختلافات الثقافية، كما أنها تتقن فن التواصل، فإنها تعزز بذلك الثقة. وهناك مجال ثقة أكبر إن كانت ممارسات الجهة المسؤولة عن شؤون الأفراد متفوقة على تلك الموجودة في الشركة المستهدفة مما يؤدي إلى رضا و أمن وظيفي و اعتبارات متزايدة من الترقية والتعويض. ويتناول النموذج المعتمد من جانب المؤلفين أيضاً الجانب الديناميكي لتطوير العلاقات. فسلوك وموقف إدارة الشركة المستهدفة سيكون له أثر كبير على الثقة، كما أن الأداء الأخلاقي، والتوق إلى مواجهة المخاطر و الترحيب باستبعاد الأهداف الشخصية لصالح أهداف مؤسسية يبرز الاعتقاد بجدوى العمل معاً. وهذا ينطبق على الشركات المستهدفة والمستحوذة. والواقع أن الثقة أو عدمها بين أفراد الشركتين المعنيتين بالتملك عادة ما تكون معدية، فأفراد الشركة المستهدفة قد يومئون أو يخلقون الشعور بعدم الثقة من خلال عدم ترحيبهم بالتعاون مع الجهة التي تم الاستحواذ عليها. ومن المحتمل أن يفعل مديرو الشركة المستحوذة الشيء ذاته بفرض مراقبة صارمة على الشركة المستهدفة، وإذا لم تتم معالجة ذلك، فإن الشعور المتبادل بعدم الثقة سيكبر حتى تتضرر العلاقات، ويفشل التكامل. وتركز الدراسة على الحاجة إلى الاعتبارات والمضامين الثقافية، عند دراسة عمليات الاندماج والاستحواذ، كما أنها تحدد إجراءات معينة وعمليات تسمح للطرفين بالبدء السريع في عملية تكامل ناجحة.
إنشرها

أضف تعليق