حملة لجمع تواقيع 10 آلاف مثقف سعودي وبعث خطاب للرئيس الأمريكي
يعتزم عدد من المثقفين السعوديين، إرسال خطاب للرئيس الأمريكي للتعبير عن احتجاجهم لما تعرض له المعتقل السعودي في ولاية كولارادو الأمريكية، حميدان التركي والمهدد بالسجن مدى الحياة.
وأوضح لـ"الاقتصادية" فهد النصار المتحدث الرسمي باسم عائلة التركي، أن الخطاب تم تعميمه على أكثر من عشرة آلاف مثقف سعودي للتوقيع عليه، ومن ثم سيتم إرساله إلى البيت الأبيض في أمريكا، مؤكدا في الوقت ذاته سعيهم الحثيث لمواصلة المجهودات لإعادة حميدان التركي إلى وطنه سالما.
وكان مجلس الشورى السعودي قد تعهد في وقت سابق بمتابعة قضية حميدان التركي، حيث طالب العضو الدكتور عبد العزيز الثنيان، خلال إحدى الجلسات بالتحرك للانتصار لحميدان التركي، معربا عن معارضته للحكم الصادر بحق مواطن بلاده، كما عبّر عن تخوفه لتعرض الطلبة السعوديين لمضايقات مثيلة، الذين فتحت لهم الحكومة السعودية باب الابتعاث أخيرا، مما قد ينعكس سلبا على العلاقات بين الرياض وواشنطن.
وجاء في الخطاب: " فخامة الرئيس إن المجتمعات البشرية بحاجة ماسة هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى لترسيخ مبادئ العدالة والعقلانية، وتعميق قيم الحوار المتمدن وإشاعة مفردات الثقة المتبادلة بين الدول والشعوب، مما يعزز حركة المثاقفة، ويعينها على تلمس سُبلٍ أكثر للتعاضد والتعاون على الارتقاء بالحياة الإنسانية، وتحقيق السعادة والطمأنينة والرفاهية والسلام في ظل ثقافة المجتمعات وإطارها الحضاري, ولقد عكر صفونا وساءنا للغاية ما تحمله الأخبار بشكل دوري، عن أوضاع بعض العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وما يعانون من مضايقات متعددة من قبل بعض السلطات الأمريكية، وبخاصة المبتعثون السعوديون، وقد كنا قد تفاءلنا خيراً بالحديث عن عودة بعثات الطلاب السعوديين إلى الولايات المتحدة، وتخلي السلطات الأمريكية عن إزعاجهم ومضايقتهم لهم، خاصة أنه لم يثبت أن أحداً من المبتعثين الأكاديميين السعوديين سبق منه أي عمل إرهابي لمدة تزيد على نصف قرن منذ بدأت فكرة الابتعاث إلى الولايات المتحدة, و لكن ما جرى أخيرا لطالب الدكتوراه السعودي الأستاذ حميدان بن علي التركي وزوجته وأطفاله من تصرف غير لائق من قبل السلطات الحكومية ضده، وضد أسرته، ليبعث على الاستنتاج بوجود نوايا و تصرفات تتقصد الإساءة للطلاب السعوديين, ثم إن سجنه وسجن زوجته وتفريقهم عن أطفالهم الخمسة، وتهديد من يزور الأطفال أو يحاول مساعدتهم، ومنع الزوجة من لبس الحجاب، وظهورها في المحكمة بلباس السجن، ليؤكد شئنا أم أبينا، أدركنا أم لم ندرك وجود من يغرس ثقافة الكراهية والتمييز العنصري ضد العرب والمسلمين، وهو ما يتناقض تماماً مع الحاجات الأساسية التي أشرنا إليها في مقدمة بياننا هذا، وتأكلنا الدهشة فخامة الرئيس ونحن نتساءل: لمصلحة من يتم ذلك؟ وأين الحقوق التي يضمنها النظام الأمريكي الديموقراطي لبني آدم، وكلنا لآدم والذين تقلهم أرض أمريكا وتظللهم سماؤها؟ ونحن نعلم جيداً أن التركي وعائلته ليست لديهم أية أعمال إرهابية، كما نثق جداً بسلوكه وانضباطه وتمدنه، مما يعني استبعاد الفرضيات الهزيلة المتعلقة بالاختطاف والتحرش الجنسي بالخادمة، ونتذكر جيداً كذلك جهود التركي الطيبة في سبيل غرس ثقافة الحوار، وبناءً على ما سبق كله نرجو فخامة الرئيس، سرعة الإفراج عنه والاعتذار له ولأسرته عن الإساءة الكبيرة التي لحقت بهم، وهذه خطوة نثمنها كمثقفين يسعون جاهدين لنشر مبادئ العدالة والعقلانية وإبعاد كل ما يعارضها أو يناقضها من الرؤى والآراء والتصرفات في هذا الجانب أو ذاك، و نقدر لكم فخامة الرئيس عنايتكم واهتمامكم".