(سيمنز) تتخلي عن قطاع الاتصالات لصالح (نوكيا) الفنلندية

(سيمنز) تتخلي عن قطاع الاتصالات لصالح (نوكيا) الفنلندية

التطوير والإبداع والتحديث .. هذا هو الحلّ لكافة المشاكل. عندها يمكننا مواصلة النمو. هذه الأفكار يتبادلها المديرون والمجتمعات المهنية في أحاديثهم الجانبية. فإذا كانت ألمانيا باهظة التكاليف لهذا الحدً فعندها يجب أن يزيد معدل الابتكارات
وشركة سيمنز الألمانية الرائدة التي تحتل المركز الأول في ألمانيا في مجال التكنولوجيا تمتلك القدرة على التطوير والتحديث والابتكار وتحظي بمهندسين خاصين بتلك العمليات، لكن القدرات التحديثية لشركة سيمنز تعاني شيئا من فقدان الثقة. فقد ألغى كلاوس كلاينفيلد مدير المجموعة الأسبوع الماضي قطاع الاتصالات، أحد جذور هذه الشركة المؤسسة من عام 1847.وتم حلّ أهم فروع المجموعة تلك التي تخصص ما يزيد على ثلث دخلها من أجل الإنفاق على البحث والتطوير، وتم إلحاق أهم جزء منه إلى المجموعة المشتركة مع شركة نوكيا الفنلندية.
ودون مساعدة الفنلنديين، ما كان في إمكان كلاينفيلد تحقيق أهدافه في الأرباح بعد أن رزحت مجموعته تحت ضغط هائل. وطالبت السوق الرأسمالية بحلّ للفرع المتأزّم، وبناءً على هذا تجاوبت أسهم (سيمينز) بزيادة قوية، حالما تم الإعلان عن التعاون مع (نوكيا). وحاول كلاينفيلد أن يهدّئ من روع الموظفين في موقع العمل الرئيس في ميونيخ قائلاً: "لقد قمنا بدراسة الخيارات والفرص كافة، والنتيجة التي توصلنا إليها في النهائية تُقدّم أفضل المظاهر الممكنة لزبائننا، وكذلك للموظفين لدينا".
ويتحوّل الآن نحو 37 ألف موظف في سيمينز الاتصالات إلى الشركة الجديدة التي تسمي (نوكيا سيمينز نيت ووركس) التي ستشغل نحو 60 ألف شخص في البداية ولكن يفترض لاحقا أن يتم إلغاء ما بين 10 إلى 15 في المائة من الوظائف خلال الأعوام المقبلة. وبالتالي ستفقد سيمينز لقبها كأكبر مزوّدة لفرص العمل من بين المجموعات الموجودة في ألمانيا، على هذا النحو ستغيّر فجأة من صورتها المعروفة عنها. ومع نهاية فترة التسعينيات انفصلت مباشرة عن التكنولوجيا المتقدّمة. وعقبها كان لا يزال فرع شبه الموصلات، حيث بدأت مجموعة إنفينيون لشبه الموصلات تحظى بديناميكية في البورصة.
سيمينز ومن ثم ألمانيا بطريقة أو بأخرى لم يعد لديها الكثير لتقدّمه في مجال الحاسبات، الكمبيوتر، الجوالات، تقنية الشبكات والمعلومات، والإنترنت، والرقائق الموصلة وأشباه الموصلات. وبالفعل، لم يظهر الأمر على أية حال كما هو بالنسبة للجوالات فيما يتعلّق بتقليص حجم الإفلاس، حيث أصبح الفرع مع 500 مليون يورو هبة للتايوانيين، ولكن كذلك بالنسبة لمساهمات (فوجيتسو سيمينز) (شركة حاسبات مقرها في هولندا)، والمشروع التجاري المشترك مع (نوكيا) (ومقره في هلسنكي) بالكاد تمتلك مجموعة سيمينز الألمانية تأثيراً في الوقت الحالي.
وكان قد تم تأسيس فرع الاتصالات في (سيمينز) قبل عامين، من أصل فرع الشبكة الثابتة والجوالات والتي كانت تشغّل حتى بدء الألفية نحو 80 ألف شخص .وكما ورد عن كلاينفيلد حول الهدف الطموح حينها: "نحن نريد أن نكون رقم واحد في تكنولوجيا الجوالات والإنترنت، والاتصالات". والآن عقد عملاً مشتركاً مع (نوكيا)، ليكون رقم 3 في العالم.
ولكن ما تبقى من الفرع، قطاع "الشبكات للمؤسسات التجارية"، يريد كلاينفيلد التخلّص منه سريعاً. ومن المشترين ذوي القدرات الكامنة شركة "أفايا - Avaya "، و"نورتل – Nortel ". "نحن نمضي في مفاوضات جديّة مع أقوى الشركات"، حسبما ورد عن مدير سيمينز أمام موظفيه. "نحن نريد أن نضمن لسوقنا قاعدة تمويلية قوية، واستعداداً تكنولوجياً، بحيث نتمكن من الوقوف أمام المنافسين الأقوياء، وروّاد السوق المسيطرين". وهذا المنافس الجبّار يُدعى "سيسكو - Cisco "، والذي تمكّن من التقدّم على (سيمينز) في مجال التطوير التكنولوجي، وتركها متخلّفة عنه. وتُعتبر السرعة في هذا المجال عالية جداً في الأسواق العالمية، حسبما يشتكي مدير (سيمينز) حتى هذه اللحظة. ويعتبر سيئاً للغاية الثوران التحديثي في أسواق السلع الاستهلاكية، وكذلك السوق أمام أعين العامة. وحسبما ورد عن المدير المالي السابق، نويبورجر: "نحن لا نفهم شيئاً في مجال سوق المستهلك النهائي". ولهذا يعد كلاوس كلاينفيلد بأن تكون "وجهات التمّدن الضخمة والتحوّل السكاني" أسواق النمو المستقبلية. وتُعد (سيمينز) رائدة في مجال محطات الطاقة، وتقنية الطب، وكل القطاعات البعيدة جداً عن الزبائن النهائيين ممن لا حصر لهم.

الأكثر قراءة