توقعات بارتفاع الفائدة إلى 5.75% تربك السوق الأمريكية

توقعات بارتفاع الفائدة إلى 5.75% تربك السوق الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية

واصلت الأسهم الأمريكية تسجيل الخسائر للأسبوع الثالث على التوالي، حيث انخفضت مؤشرات كل من "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" و"داو جونز" في الأسبوع المنتهي في 23 حزيران (يونيو) بنسبة 0.6 في المائة و0.4 في المائة و0.2 في المائة على التوالي. وجاء هذا الانخفاض بسبب تخطي التضخم المدى المقبول من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، واستمرار القلق من رفع الفائدة على الدولار قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر في الأسبوع المقبل في ظل ظهور مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي، إضافة إلى نشؤ قلق سياسي مع توقع إجراء كوريا الشمالية لتجارب إطلاق صواريخ عابرة للقارات. وقاد هذا الانخفاض أسهم الشركات الأكثر ارتباطاً بعجلة النمو الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي. وكان تأثير هذا القلق أقوى من التأثيرات الإيجابية للبيانات المالية للشركات، والاندماجات بين بعض شركات النفط والاتصالات التي تم الإعلان عنها خلال الأسبوع، ومن ناحية أخرى، يسود الاعتقاد بين بعض المستثمرين أن السوق ربما تكون قد انتهت من تفاعلها السلبي تجاه رفع معدل الفائدة. ويتوقع المحللون أن يتم رفع الفائدة في الأسبوع المقبل بربع في المائة لتصل إلى 5.25 في المائة. ولكن الأمر الأكثر أهمية للسوق هو ما سيصدر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي من تعليقات تحدد مسار الفائدة المستقبلي. وتشير توقعات السوق إلى أن المجلس سيواصل رفع الفائدة مرة أخرى بمعدل ربع في المائة في آب (أغسطس) لتصل إلى 5.50 في المائة. وفي تقرير لمؤسسة ليهمان بروزرز، أشار إلى احتمال ارتفاع الفائدة لتصل إلى 5.75 في المائة مع تشرين الأول (أكتوبر).
* وفي مجال أخبار الشركات، رفع بنك يو بي إس من تقييمه لسهم شركة إنتل من مستوى "حيادي" إلى "شراء"، ورفع السعر المستهدف للسهم من 21 دولارا إلى 23 دولارا في ضوء توقع أرباح أعلى نتيجة ارتفاع الطلب على أشباه الموصلات في السنة الحالية. في حين خفضت مؤسسة بيير ستيرنز من السعر المستهدف لسهم "جابيل سيركويت" من 50 دولارا إلى 35 دولارا نتيجة توقع انخفاض أرباحها. ورفعت شركة الملاحة "أميريكان كوميرشال لاينز" من توقعاتها لأرباح عام 2006م. وجاءت أرباح كل من شركة السيارات "كارماكس" وشركة فيدكس و"مورجان ستانلي" أعلى من المتوقع. وكذلك حققت شركة أوراكل أرباحاً ربعية أعلى من المتوقع مما حدا بمؤسسة جيفريز إلى رفع السعر المستهدف لسهم "أوراكل" من 17 دولارا إلى 17.5 دولار. في حين توقعت شركة التكنولوجيا "بيرليس سيستمز" انخفاضاً في إيراداتها. ومن أخبار الاندماج بين الشركات، وافقت شركة النفط أناداركا على الاستحواذ على كل من شركة كير ماجي وشركة ويسترن جاز ريسورسيز ضمن صفقة بنحو 21.1 مليار دولار. كما تعتزم شركة إنيرجي بارتنر شراء شركة ستون كورب بمبلغ 1.4 مليار دولار.
* وفي مجال البيانات الاقتصادية، انخفض المؤشر الرئيسي للأنشطة الاقتصادية بنسبة 0.6 في المائة في أيار (مايو) مقابل انخفاض 0.1 في المائة في نيسان (أبريل). وهو أعلى مستوى له من الانخفاض في تسعة أشهر، الأمر الذي عكس تباطؤ النمو الاقتصادي. وانخفضت طلبيات السلع المعمرة في أيار (مايو) بخلاف المتوقع 0.3 في المائة، في حين توقع الاقتصاديون ارتفاعها 0.5 في المائة. وقد عزز هذا الرقم من المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. وانخفض مؤشر ثقة رجال البناء في حزيران (يونيو) ليصل إلى 42 نقطة مقابل 46 نقطة في أيار (مايو)، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 11 سنة. ويعزى ذلك إلى ارتفاع فائدة الرهن العقاري. إن أي رقم أقل من 50 يشير إلى التشاؤم. في حين أظهرت بيانات البناء ارتفاع وحدات البناء في أيار (مايو) بأعلى من المتوقع مما خفف من القلق تجاه مواصلة رفع الفائدة واحتمال تباطؤ النمو الاقتصادي. لقد ارتفعت الوحدات السكنية 5 في المائة لتصل إلى 1.957 مليون وحدة. في حين انخفضت تصاريح البناء المستقبلية 2.1 في المائة لتصل إلى 1.932 مليون.

أوروبا

* ارتفعت الأسهم الأوروبية بعد ثلاثة أسابيع من الانخفاض المتتالي. حيث ارتفعت مؤشرات كل من "داكس" الألماني و"كاك" الفرنسي و"ميبتل" الايطالي و"فوتسي" البريطاني في الأسبوع الماضي 2.9 في المائة و2.6 في المائة و1.7 في المائة و0.4 في المائة على التوالي. ومن بين الأسواق الصغيرة، ارتفعت أسواق كل من النمسا والنرويج وإسبانيا بنسبة 4.2 في المائة و3.9 في المائة و2.8 في المائة على التوالي. وجاء هذا الارتفاع بعد عمليات تصحيح استمرت ثلاثة أسابيع. كما تدعمت السوق بأخبار الاندماج بين الشركات، مثل الإعلان عن موافقة كل من نوكيا وسيمنز على دمج وحدات شبكات الاتصالات بينهما، إلا أن تسارع التضخم في ألمانيا ورفع البنك المركزي السويدي للفائدة، واستمرار القلق تجاه مواصلة رفع الفائدة على الدولار حدا من قوة الصعود.
* وفي ألمانيا، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين في أيار (مايو) بأسرع وتيرة له منذ 24 سنة بنسبة بلغت 6.2 في المائة عما كان عليه منذ سنة مقابل 6.1 في المائة في نيسان (أبريل). في حين توقع الاقتصاديون ارتفاعه 6.4 في المائة. وجاء هذا الارتفاع بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة.
* وفي فرنسا، ارتفعت مشتريات المستهلكين من السلع المصنعة في أيار (مايو) بخلاف المتوقع للشهر الثاني على التوالي بسبب انخفاض البطالة وارتفاع الصادرات. حيث ارتفعت المشتريات 0.6 في المائة عما كانت عليه في نيسان (أبريل) عندما ارتفعت 0.9 في المائة. كما توقعت الحكومة تسارع معدل النمو الاقتصادي في الربع الحالي ليصل إلى 0.6 في المائة.
* وفي السويد، رفع البنك المركزي معدل الفائدة بربع في المائة حسب المتوقع ليصل إلى 2.25 في المائة، وهو ثالث رفع في السنة الحالية. كما أشار إلى احتمال رفع آخر في المستقبل.

اليابان

* حقق مؤشر نيكاي مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ارتفع بنسبة 1.6 في المائة في الأسبوع المنتهي في 23 حزيران (يونيو). ولكنه ما زال منخفضاً بنحو 14 في المائة عما كان عليه في بداية نيسان (أبريل) عندما بلغ أعلى مستوى له خلال السنة الحالية. ورغم استمرار قلق المستثمرين تجاه شركات التصدير مع توقع انخفاض الطلب من الصين وتباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي، ونقص المحفزات التي تدفع الأسعار إلى أعلى مع استمرار القلق تجاه رفع الفائدة على الدولار في الأسبوع المقبل لتصل إلى 5.25 في المائة، وكذلك رفع الفائدة على الين عن المستوى الحالي القريب من الصفر ربما في تموز (يوليو)، واحتمال لجوء كوريا الشمالية لاختبار إطلاق صوارخ بلاستيكية عابرة للقارات طويلة المدى, إلا أن السوق أظهرت تماسكاً وارتفعت بقيادة أسهم العقار بعد أن أظهرت البيانات توقع ارتفاع إيجارات المكاتب في طوكيو وأوساكا لأول مرة منذ 15 سنة. كما شهدت السوق تركيز المستثمرين على أسهم الشركات الرخيصة وتلك التي تتمتع بأرباح جيدة مع اقتراب صدور البيانات المالية للشركات.
* وفي مجال البيانات الاقتصادية، ارتفع الفائض التجاري في أيار (مايو) بنسبة 35.2 في المائة عما كان عليه منذ سنة ليصل إلى 384.88 مليار ين (3.4 مليار دولار). وجاء هذا الارتفاع نتيجة ارتفاع صادرات السيارات إلى أمريكا، الأمر الذي عزز من توقعات تسريع رفع الفائدة على الين. كما أظهر مسح حكومي اعتزام رجال الصناعة زيادة الإنفاق بنحو 16.3 في المائة في السنة الحالية رغم انخفاض الثقة في الربع الثاني بسبب ارتفاع الين وانخفاض أسعار الأسهم.

آسيا

* كان أداء الأسهم الآسيوية متضارباً خلال الأسبوع، حيث انخفضت أسواق كل من: كوريا، تايوان، إندونيسيا، سنغافورة، تايلاند، وهونج كونج بنسبة 2.7 في المائة و1.9 في المائة و1.5 في المائة و1.3 في المائة و0.9 في المائة و0.2 في المائة على التوالي. في حين ارتفعت سوق كل من الصين وماليزيا 2.2 في المائة و1.4 في المائة على التوالي. وجاء هذا الأداء بتأثير من سوق وول ستريت، والخوف من تضرر الصادرات الآسيوية التي هي المحرك الرئيسي للنمو في المنطقة مع توقع مواصلة رفع الفائدة على الدولار الأمريكي في الأسبوع المقبل في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي. وقد دفع هذا الوضع المستثمرين وخصوصاً الأجانب إلى عمليات البيع خوفاً من حدوث المزيد من الانخفاض في أسعار الأسهم.
* وفي كوريا، انخفض مؤشر ثقة المستهلكين في الربع الثاني ليصل إلى 101 نقطة مقابل 109 نقاط في الربع الأول. إن أية قراءة أعلى من 100 تشير إلى تفوق المتفائلين على المتشائمين. ويعزى الانخفاض في الثقة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة التي أدت إلى انخفاض مبيعات التجزئة والإنفاق الاستهلاكي. كما أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي من شأنه تخفيض الطلب على الصادرات الكورية.
* وفي تايوان، ارتفعت الصادرات في أيار (مايو) بأسرع وتيرة لها منذ أكثر من سنة لتصل إلى 24.6 مليار دولار، بارتفاع بنسبة 26 في المائة خلال سنة مقابل ارتفاع 18.6 في المائة في نيسان (أبريل) .
* وفي الصين، ذكرت مصادر حكومية أنه قد يتم الإعلان عن قواعد لتقييد الاستثمارت الأجنبية في مجال العقار بهدف الحد من المضاربات.

الأكثر قراءة