مقهى أينشتاين البرليني دون تبغ أو دخان
تحافظ المقاهي الأوروبية على تقاليد قديمة تعود بأصولها إلى القرن السادس عشر، ويلتقي فيها الشعراء و الفنانون و الممثلون حيث رائحة القهوة، وأنفاس التبغ ومن هذه المقاهي مقهى أينشتاين في برلين.
إنجي كلوبفر أجرت حوارا مع أوليج صاحب المقهى الذي تحول إلى ما يشبه المؤسسة التي تختلط فيها الكثير من الشخصيات الشهيرة في المجتمع مع باقي الجمهور بطريقة عادية جداً.
هل يمكن القول إن "مقهى دون تبغ أودخان" ليس مقهى حقيقيا؟
كان من الممكن أن نقول هذا في الماضي بالتأكيد ، لكن الأحوال تغيرت بلا شك، حيث إن الناس اليوم على دراية أكثر بالمخاطر الناتجة عن التدخين أو استنشاق النيكوتين.
وفي حالة وجود تشريع، كما هي الحال في إيطاليا، وإسبانيا أو بريطانيا، حيث لا يُسمح أكثر بالتدخين داخل المطاعم.
عندها سيعتاد العقلاء على هذا الوضع، وسيعملون دون غضب على إشعال السيجارة في الخارج أمام البوابة.
ألا تخشون في هذه الحالة من خسائر في حجم المبيعات؟
لا، ليس بالضرورة. فهذه مسألة تعود ، فمثل هذا التشريع له تأثير متوازن وبالطبع سيكون غير المدخن سعيداً بمثل هذا التشريع. ومن المحتمل ألا يكون غير المدخن فقط شاعراً بالامتنان لهذا ، ولكن المدخن أيضاً، حيث يصبح التدخين عنده بصورة أقل، وسيلاحظ المدخنون فجأةً، بأنهم صنعوا لأنفسهم وضعاً حسناً.
على ما يبدو لي، وكأنك نفسك مدخن.
لقد كنت بالفعل أحد المدخنين بكثافة. ولكن تركته حالياً لأسباب صحية.
هل أنت بالفعل مع أو ضد تحريم عام للتدخين؟
أحيانا أفكّر في النادل الذي يعمل في خدمة الزبائن المدخنين داخل جدران المطعم لمدة تتجاوز ثماني ساعات متصلة. بالتأكيد سيكون من الأفضل له من الناحية الصحية حظر التدخين في الأماكن العامة.
إذاً ستقوم على تحويل مقهى أينشتاين إلى منطقة خالية من التدخين.
إن الإنسان عبارة عن مخلوق من العادات العجيبة. وبالتأكيد سيظهر أمر تحريم التدخين الفجائي لأحد الزبائن المدخنين أو بعضهم أمراً منكراً، ولكن إن كان هناك تشريع للكل.
عندها لن تكون لديك مشكلة؟
أنا أعتقد أننا سنناقش الأمر أكثر في الخريف، حيث سيتم إصدار تشريع لتحريم التدخين في المطاعم والمقاهي في ألمانيا أيضاً.
في إيطاليا يُلزمون المواطنين بالقانون، فهل يثير هذا تعجّبك؟
المثير في الأمر، أن المدخنين أنفسهم يؤيدون ويتعاطفون مع الأماكن المدنية الخالية من التدخين. وتصوّر، أن كثيراً ما يحضر الفرنسيون، والإيطاليون، والإسبان إلى مقهى أينشتاين. وبالرغم أنهم يعرفون، بأنه يُسمح بالتدخين هنا، ومع ذلك يقصدون البوابة للوقوف ملتقطين أنفاس سيجارة، في الخارج وعندما أتوجّه إليهم متسائلاً عن سبب قيامهم هذا، عندها يعبّرون عن تعجّبهم من السؤال، وكأنهم اعتادوا على هذا الأمر، وفي غضون فترة وجيزة.
وهل سيتمسك الألمان بتحريم التدخين؟
أنت تعرف كيف طبيعتنا.
وهل بإمكانك أن تخبرني عن طبيعتكم.
نحن فوضويون خلاّقون دون وجود تشريعات. ولكن عندما تكون التشريعات موجودة، عندها نتمسّك بها، والكثير منا يتحوّل إلى شرطة أمن حفاظاً على التمسّك بها من حوله.
آه، ماذا بالضبط: هل أنت ضد التدخين نفسه، أو ضد تحريم ممكن للتدخين؟
نحن نعمل على توسعة المقهى لصنع حجرة للمدخّن، قاعة تابعة، حيث يمكن للمدخّن أن يمارس عادته تلك بكل هدوء. عندها ستتأقلم المقاهي بنحو 60 في المائة منها دون تدخين. حل وسط، أليس كذلك؟