مؤشرات التضخم تدق نواقيس الخطر أمام البنك المركزي

مؤشرات التضخم تدق نواقيس الخطر أمام البنك المركزي

<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>

التركيز المستمر على التضخم ومصير الفائدة اللذان لا ينقطعان من قبل المُستثمرين انعكسا على تعاملاتهم في الأيام الأولى من أيام الأسبوع الماضي. وهذا التصرف هو امتداد لما حصل من خيبة أمل بدأت مع مطلع الشهر الجاري. السمة الغالبة على أداء السوق تقلب حركته نتيجة تقلب نفسيات المستثمرين من الأفراد، إضافة إلى بحث مديري المحافظ والصناديق الاستثمارية عن أسهم تملك فرص أكبر من غيرها في تحقيق الربح. فليجأون إلى بيع بعض ما لديهم واستبدال آخر به ومن هنا نرى هذا التقلب في حركة السوق.
بدأ انخفاض السوق في اليومين الأُولين من الأسبوع الماضي ثم اتجه الأربعاء والخميس نحو الصعود بقوة Rally ثم خمدت ثورته يوم الجمعة وأحبط العزيمة. وبهذا أنهت المؤشرات الرئيسية تعاملاتها على انخفاض فارتفع مؤشر "داو جونز" خلال أسبوع بمقدار 122 نقطة أي ما يُعادل 1.1 في المائة بينما تقاعس كل من مؤشري "ناسداك" وS&P 500 وهبطا بمقدار 0.2 و0.1 على التوالي. كل ذلك بسبب التخوف من التضخم وارتفاع نسبة الفائدة. الخسارة كانت ستكون أكبر لولا انحسار هذا التخوف واتجاه السوق نحو الصعود. عندما نتحدث عن هبوط بسبب التضخم فإنه يعني أنه قد صدرت بيانات اقتصادية ذات علاقة بالتضخم وكانت نتائجها سلبية.
أهم بيان اقتصادي صدر هو مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر أيار (مايو) وذلك يوم الأربعاء حيث أظهرت نسخته الجوهرية Core CPI ارتفاعاً بمقدار 0.3 في المائة. هذا ارتفاع يُضاف إلى الارتفاعات السابقة التي وصلت إلى 3.8 في المائة. جدير بالذكر أن الارتفاع في مؤشر أسعار المُستهلكين الجوهري Core CPI أي المُستثنى منه النفط والأغذية وصل عاماً بعد عام إلى 2.4 في المائة. وهذه أحد نواقيس الخطر التي تُدق في وجه البنك المركزي ورئيسه الجديد الذي يُظهر مرارا عزمه على الحدّ من أن يُصبح التضخم في الاقتصاد عملاقاً يصعب السيطرة عليه.
التضخم يتعاظم عاماً بعد عام ويتجاوز الحدود العليا المسموح بها في عُرف الاقتصاد الأمريكي لذا يرى المُستثمرون أن البنك المركزي متجه لا محالة نحو استخدام سلاح رفع الفائدة. وسيتخذ قرار الرفع هذا في اجتماعه المقبل المزمع عقده في التاسع والعشرين من الشهر الحالي. ومن المتوقع أن يرفع الفائدة ربع نقطة لتصل إلى 5.25 في المائة وهذا الرفع سيستمر ولكنه بوتيرة أقل من عمليات الرفع التي كانت عام 2005. الجميع مقتنع بأن مكافحة التضخم برفع الفائدة وضريبة هذا القرار هي أن يتباطأ نمو الاقتصاد وتنحسر أرباح الشركات في الربع الثاني من هذا العام. وبالتالي ستنخفض أسعارها ما عدا أسهم الشركات التي تملك القدرة على التعايش مع هذا الوضع ومع ارتفاع أسعار النفط.
أحد المؤشرات الأخرى التي صدرت ولها علاقة بالتضخم هو مؤشر أسعار المُنتجين حيث وصلت نسخته الجوهرية Core PPI إلى ارتفاع بمقدار 0.3 في المائة في أيار (مايو). كما ارتفعت مبيعات التجزئة بمقدار 0.1 في المائة مما يدل على انخفاض في الاستهلاك بسبب هذا التضخم حيث يُفضل المُستهلك توفير أمواله وإنفاقها على الاحتياجات الأساسية من وقود ومعيشة. لذا لم يكن مستغرباً أن ينخفض الإنتاج الصناعي في شهر أيار (مايو) بمقدار 0.1 في المائة وهو أمر لا يُخيف، حيث إن هذا الانخفاض جاء بعد ارتفاع قوي لمؤشر الإنتاج الصناعي في الشهرين السابقين.

الأسبوع الحالي
يتميز هذا الأسبوع بقلة البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر فيه وهذا أمر جيد حتى تهدأ قليلاً حدة التقلب في السوق وترتاح النفوس. وسنرى إذا كان المتعاملون في السوق سيُكملون الصعود الذي بدأوه في منتصف الأسبوع الماضي أم لا. إن ما سيدفع المُستثمرين نحو إكمال مسيرة الصعود التي بدأت هو وجود قناعة لديهم بأن الأسعار وصلت إلى مستويات منخفضة ومناسبة للشراء من جديد في نظر البعض وبالتالي سيؤسسون تلقائياً اتجاهاً تصاعدياً جديداً. من البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر اليوم الثلاثاء هو بيان عن عدد المنازل التي بدأت وتلك التي استخرجت رخص البناء في شهر أيار (مايو) حيث من المُتوقع أن تصل إلى 1.8 مليون وحدة سكنية و1.96 رخصة بناء حتى أيار (مايو).
على الجانب الآخر ستصدر نتائج أرباح عدد من الشركات ومنها شركة سيركت سيتي Circuit City Stores التي يُتوقع أن تُحقق سنتا واحدا فقط كعائد على السهم وهو أفضل من خسارة سبعة سنتات كانت قد حققتها في العام الماضي. ويليها شركة Bed Bath & Beyond وFedEx اللتان ستعلنان نتائجهما غداً ومعهما بنك مورجان ستانلي Morgan Stanley الذي يُتوقع له أن ينجح في رفع العائد على سهمه ويصل إلى 1.45 دولار بدلاً من 86 سنتا فقط الذي حققه في العام الماضي يوم أن كانت العوائد 7.9 دولار.
شركة أوراكل Oracle هي الأخرى سينتظر المُستثمرون نتائجها يوم الخميس والمُحتمل أن تُحقق 27 سنتا عائدا على السهم بعد أن كان 26 سنتا في العام الماضي للفترة نفسها عندما كانت مبيعاتها 4.6 مليار دولار.

التحليل الفني
في التحليل السابق بينت أن اقتراب متوسط حركة 50 يوما من الهبوط تحت متوسط حركة 150 يوما سيؤدي بالضرورة إلى هبوط "ناسداك" وهذا ما حدث بالفعل. حيث إن قيام المتوسطات بالهبوط واختلاف ترتيبها الصحيح هو أمر سلبي. صحيح أن "ناسداك" كبقية المؤشرات الرئيسية نجح في الصعود بقوة Rally وكانت انطلاقته نحو الصعود بادية منذ يوم الأربعاء وحتى الخميس، حيث أغلق يومها فوق متوسط عشرة أيام. ولكن ما حدث يوم الجمعة هو أن "ناسداك" تراجع وأغلق تحت متوسط عشرة أيام ولم يتمكن من البقاء فوقه وهذا أمر مُحبط.
من هنا فإن فشل "ناسداك" في تجاوز متوسط عشرة أيام يجعل منه مستوى مقاومة يُعوقه قليلاً عند 2128 نقطة. يليه في ذلك مستوى مقاومة آخر عند 2158 نقطة تقريباً بسبب وجود متوسط حركة عشرين يوما. وإن نجح "ناسداك" في تجاوز هذه المتوسطات المقاومة له حالياً فإنه لن يُفلح كثيراً في كسر القناة الهابطة وسيفشل في تجاوز مستوى 2175 نقطة والإغلاق فوقها حيث تُعتبر منطقة مقاومات عنيفة.
مثلما أسهم هبوط متوسط حركة 50 يوما تحت متوسط حركة 150 يوما في هبوط "ناسداك" أكثر، فإن هبوط متوسط حركة 50 يوما تحت متوسط حركة 200 يوم سيكون له تداعيات سلبية على حركة "ناسداك". لذا فإن مراقبة متوسطات الحركة سيُساعدك في أخذ القرار الصحيح. وراقب أيضاً متوسط حركة 100 يوم الذي يستعد للهبوط تحت متوسط حركة 150 يوما. من هنا يتضح أن متوسطات الحركة هي أداة جيدة في تحديد الوقت الأنسب للشراء والبيع والدخول والخروج من السوق.
الخلاصة هي أن ثبات "ناسداك" فوق متوسط حركة 20 يوما أي فوق مستوى 2159 نقطة ليومين متتالين سيُعطي انطباعا جيدا لمتعاملين في السوق وقد يكون بداية تغير في اتجاه "ناسداك" نحو الصعود على المدى القصير وحتى مستوى 2230 نقطة وقد يكون هذا مستبعداً. والاحتمال الأقرب هو الهبوط وحتى مستويات تصل إلى مستوى الدعم النفسي وهو عند ألفي نقطة عندها ستبدو أسعار الأسهم أكثر جاذبية.

<img border="0" src="http://www.aleqt.com/picarchive/zxcvb.jpg" width="499" height="300" align="center">

الأكثر قراءة