مدينة حائل الاقتصادية تعالج أزمة تسويق الخضار والألبان
أكد خبراء زراعيون أن القطاع الزراعي السعودي دخل مرحلة جديدة وحاسمة من عمره في التنمية، من خلال إعلان إطلاق مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي ستشكل نقلة نوعية بكل المقاييس.
وقال لـ "الاقتصادية" عاملون في القطاع الزراعي أن كون المدينة الاقتصادية ترتكز على الزراعة، فإن ذلك يشكل انفراجا لأزمات متراكمة منها فشل خطط التسويق الزراعي في البلاد، الذي عطل كثيرا من المكتسبات. معلوم أن منطقة الصناعات التحويلية التي ستكون داخل المدينة، ستكون واحدة من المناطق الصناعية التي تهدف إلى إضافة قيمة على الصناعات الزراعية المنتجة داخليا والمستوردة من الخارج، ويدعمها في ذلك أن 70 في المائة من سكان منطقة حائل يعتمدون على الزراعة، في حين تنتج نحو 40 في المائة من البطاطس المحلي الذي يصدر بعضه بشكله الأساسي دون أي عمليات تصنيع، في حين يتعذر نقل البعض الآخر ولا يتمكن المزارعون من إخراجه من المزرعة إذا تدنت الأسعار. وتنتج المنطقة النسبة العظمى من الذرة السعودية.
وقال خالد بن عبد المحسن الباتع رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية التسويقية في حائل إن المدينة تشكل في كل الأحوال نقلة نوعية للزراعة والمزارعين، وبين أن التطور الأخير الذي قاده الملك عبد الله بن عبد العزيز قلب الأوضاع رأسا على عقب، وبات حل المشاكل الكبيرة التي عانى منها المزارعون طوال السنوات الماضية على وشك الانفراج.
ورأى الباتع أن المدينة تضع حائل بالفعل مدينة للزراعة في الوطن العربي، مبينا أن "بطاطس حائل الذي وصل إلى لبنان في ظروفه الصعبة سيتجاوز عند توفر ظروف تسويق ممتازة هذا الأمر كثيرا.
وفضلا عن معالجة مشكل التسويق بالنسبة للخضار والبطاطس والطماطم، فإن المدينة تعمل على استقطاب شركات عالمية للألبان خاصة الجافة للاستفادة من فوائض الألبان التي تتوفر لدى المنتجين السعوديين. وهنا قال عاملون في قطاع الألبان إن نسبة الفائض أو الرجيع من الألبان يبلغ في فصل الشتاء نحو 30 في المائة من إنتاج المشاريع والمصانع السعودية، وإن هذه المشكلة تهدد كثيرا من المصانع خاصة الصغيرة منها.
وقال محمد أنور جان رئيس لجنة منتجي الألبان، إن بعض المشاريع السعويدة للألبان تعاني في فترة الشتاء من الفوائض، مبينا أن هذه المشكلة تهدد بعض المشاريع خاصة المتوسطة والصغيرة. واعتبر أن الخطوة فضلا عن كونها تقلل خسائر شركات الألبان فإنها تمنح ميزة نسبية للمدينة الاقتصادية خاصة عند محاولة جذب استثمارات أجنبية للعمل على الاستفادة من الفوائض في تصنيع الحليب الجاف أو حليب الأطفال.
يشار إلى أن المدينة سيبدأ تنفيذها اعتبارا من أيلول (سبتمبر) المقبل, على أن يتم إنجازها خلال عشرة أعوام. ويقدر المبلغ الإجمالي لاستثمار المشروع بـ 30 مليار ريال, وهو مدفوع بالكامل من القطاع الخاص، وموزع بواقع 30 في المائة للشريك الأجنبي، و25 في المائة للتكتل السعودي، و30 في المائة للاكتتاب العام، على أن تكون الحصة الباقية للصناديق الحكومية.
ويدعم آمال المزارعين الاستفادة من الموقع الاستراتيجي المهم لمدينة حائل حيث تتوسط المملكة وتقع على تقاطع الخطوط الملاحية والنقل والخدمات المساندة للشرق الأوسط حيث تبتعد بالطائرة لمدة ساعة واحدة فقط عن 11 عاصمة عربية، وهو ما أهّلها لتحتضن مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، والتي تعتبر أكبر مدينة اقتصادية في الشرق الأوسط للخدمات اللوجستية والنقل.
وتحاول المدينة الاستفادة من تميز حائل والمنطقة الشمالية بشكل عام بالإنتاج الزراعي الكثيف، وفي هذا الإطار سوف يتم تخصيص منطقة كاملة في المدينة للخدمات الزراعية. وتتميز هذه المنطقة بأنها تجمع مختلف الخدمات الهادفة إلى دعم وتطوير القطاع الاقتصادي من خلال حزمة من الأنشطة المرتبطة بمراحل الزراعة والتصنيع والتخزين، ومن أبرزها إنشاء مركز متطور للبحوث الزراعية يقدم خدماته لأهالي المنطقة بهدف تنمية الإنتاج الزراعي الذي سوف تتم الاستفادة منه سواء في عمليات التخزين، أو في تشغيل عدد من مصانع المنتجات الغذائية، وسوف يخصص الإنتاج الزراعي وإنتاج المصانع لتلبية الاحتياجات المحلية وطلبات التصدير.