90 % من القضايا التي ترفعها العاملات موجهة ضد سيدات

90 % من القضايا التي ترفعها العاملات موجهة ضد سيدات

90 % من القضايا التي ترفعها العاملات موجهة ضد سيدات

تشكل الجوانب النفسية والاجتماعية أهم مقومات بيئة العمل الناجحة التي تسهم في تعزيز إنتاجية العاملين أو العاملات، وتعاني بيئة العمل النسائية وفق الكثير من المراقبين في مختلف أنواع الثقافات أشدها غموضا، ومكانا للمشاكل.
من هنا أكد لـ"المرأة العاملة" محمد الدويش المستشار القانوني في وزارة العمل أن نسبة 90 في المائة من القضايا والشكاوى التي ترفعها العاملات يكون الطرف الآخر فيها امرأة، مشيرا إلى أن المرأة غالبا ما تقف ضد المرأة وتضع العراقيل أمامها في مجال العمل، وفقا لعوامل فسيولوجية ونفسية، مع أنه من الطبيعي أن تكون المرأة أكثر فهما وقربا من المرأة.
وقال الدويش إن القضايا التي تأتي لمكتب العمل تشير إلى العكس حيث يتضح موقف عدائي من المسؤولة ضد النساء العاملات بالإدارة نفسها وهو ما يتسبب في المشاكل ويؤدي إلى رفع قضايا من هذا النوع.
يأتي هذا في الوقت الذي نوه فيه خبراء نفس واجتماع بضرورة إجراء اختبار نفسي معين قبل تعيين أي فرد في محل مسؤولية كوظيفة المدير سواء كان رجلا أو امرأة، مشيرين إلى أهمية ذلك الاختبار في التأكد من سلامة الفرد ومقدار ثقته بنفسه، وبالتالي إبعاد الغيرة والتعنت التي تسبب المشاكل في بيئة العمل.
وأكد الخبراء أهمية ذلك الاختبار بشكل يوازي اختبار القدرات أو اللغة الإنجليزية والذي تصر المؤسسات والشركات على إجرائه قبل تعيين الموظفين.
من ناحيتها طالبت الدكتورة هند الغصن متخصصة في مجال علم النفس بضرورة إجراء فحص نفسي للمؤهلين لاحتلال مواقع المسؤولية سواء كان رجلا أو امرأة، منوهة بأن هذا الاختبار في التأكد من سلامة الشخصية من الناحية النفسية وقدرتها على التعامل مع العاملين بأسلوب دبلوماسي وعقلاني، وبالتالي تقليل المشاكل مع العاملين.
وأكدت الغصن أن بيئة العمل النسائية بالكامل تكون عرضة للمشاكل أكثر من غيرها بسبب الغيرة والنميمة التي تميز تلك البيئة، منوهة بأن السبب في أن غالبية القضايا التي ترفعها المرأة تكون ضد امرأة أخرى هو أن المرأة لا تقدر على امتصاص غضبها واختلافها مع المرأة، بالإضافة إلى حياء المرأة من الرجل وعدم رفع صوتها أو التصرف بشكل مخالف للمألوف معه.
وقالت الدكتورة هند إنه لكي تكون الإدارة ناجحة عليها أن تتبع سياسة واضحة لكل موظفيها وأن تعين في مواقع المسؤولية نساء سليمات من الناحية النفسية حتى تكون بيئة العمل في معزل عن المشاكل.
من جهة أخرى لم يستغرب الدكتور خالد العيد المعالج النفسي تلك النتيجة مشيرا إلى وجود دراسة أجريت في أمريكا توضح أن القاضية عندما تكون امرأة يكون حكمها قاسيا على المتهمة بخلاف القاضي الرجل، ويرجع العيد سبب هذا إلى انه وخلال تعامل المرأة مع المرأة فان النواحي العاطفية الإيجابية تقل وتزداد النواحي العاطفية السلبية، ويرجع هذا إلى أن الغيرة والمنافسة توجد بين الجنس الواحد.
و يقترح العيد حلا لتلك المشكلة بأنه وخلال المقابلة الشخصية تتم إضافة بعض البنود التي تبين سلامة الفرد من الناحية النفسية، مشيرا إلى أن تلك البنود تمثل حلا وسطا بين إجراء اختبار نفسي ممنوع من الناحية القانونية والنظامية فلا يحق للمختص أن يحكم على سلامة الفرد من الناحية النفسية وبين التأكد من سلامة نفسية الفرد، حيث إن المدير يكون مسؤولا عن موظفين عديدين قد يزيدون على الأربعين، ويصدر قرارات تؤثر في مجرى العمل، وهذا يستلزم سلامة الفرد من الناحية النفسية.
وقال العيد إن هذا يحدث في أمريكا والدول المتقدمة، إلى أن مجتمعنا مازال يحتاج إلى وقت لتقبل وتفهم مثل تلك الأمور، معقبا بأن موضوع الحالة النفسية يؤخذ بالاعتبار إذا كانت المؤسسة تهدف إلى الربح في مجتمعنا.
من ناحيته ذكر عبد الإله السعيد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود أن المشاكل بين السيدات في العمل مردها الغيرة منوها بأن تلك الشكوى من تعنت المرأة مع المرأة تتردد باستمرار مما يستلزم إجراء بحوث اجتماعية ونفسية لوضع حل لتلك المشاكل التي تؤثر في مسار عمل النساء.

الأكثر قراءة