"آسيان" ماضية في تحقيق التكامل الاقتصادي بين أعضائها
أكدت الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" رغبتها في المضي قدما في خطط تحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي في آسيا. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الذي يعقده المنتدى الاقتصادي
العالمي "دافوس" في العاصمة اليابانية ويركز على الترويج لفكرة
التكامل بين الاقتصاديات الإقليمية. وقال ماري بانجيستو وزير التجارة الإندونيسي في مؤتمر صحافي على هامش المنتدى:لا تنسوا جنوب شرق آسيا في الوقت الذي تتجه فيه الصين والهند إلى مركز المناقشات.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 300 سياسي وأكاديمي ورجل أعمال من 27 دولة آسيوية لمناقشة مختلف القضايا مثل الاقتصاد الإقليمي وسياسة الطاقة والتكنولوجيا. وأوضح الوزير الإندونيسي أن منطقة جنوب شرق آسيا ما زالت
تتمتع بالقدرة التنافسية في إطار عملية التكامل الإقليمي الأوسع، لأن فيها أكثر من 600 مليون مستهلك. وفي الوقت الذي تتطلع فيه دول جنوب شرق آسيا إلى أن تظل المركز الرئيسي لعملية التكامل الإقليمي قال بانجيستو إن أعضاء "آسيان" ملتزمون بإقامة شبكة للتعاون الاقتصادي، الاجتماعي، والأمني في المنطقة بحلول 2020 وفقا لإطار عمل الرابطة. وذكر أونج كينج يونج الأمين العام لرابطة "آسيان" أنه إذا كانت اليابان تتطلع إلى مبادرة تضمن المزيد من التعاون التجاري في المنطقة فعليها، وهي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أن تبدي ريادتها في مجال فتح أسواقها أمام تجارة دول المنطقة. وقال "نحن نحتاج إلى إنجاز الكثير في التجارة وبيع وشراء منتجاتنا في المنطقة، ونحن نأمل أن تقود اليابان التجارة الحرة".
وحذر أونج من التأثير السلبي للتوتر السياسي بين الصين واليابان على خلفية النزاع الحدودي في بحر الصين الشرقي والخلافات بشأن تاريخ الاحتلال الياباني للصين قبل الحرب العالمية الثانية. وكان جونيشي أوجي رئيس مجلس إدارة مؤسسة نومورا هولدنجس اليابانية وأحد رؤساء المؤتمر قد أكد أمس الأول أن اعتماد الدول الآسيوية على بعضها البعض تجاريا يتزايد بقوة وأصبح الآن أقرب إلى ما يحدث بين دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف "لم يعد أي تكامل في المنطقة مجرد فكرة ولكنه بات يستند إلى الواقع". وفي الوقت الذي يحقق فيه الاقتصادان الصيني والهندي نموا سريعا خلال السنوات الأخيرة، أبدى المشاركون اهتماما ملحوظا بتعافي الاقتصاد الياباني من حالة الركود التي عانى منها على مدى سنوات عدة مضت.
وقال كمال نات وزير التجارة والصناعة الهندي أمام المنتدى إنه
يتوقع مساهمة نحو 60 في المائة من سكان الهند في مسيرة النمو الاقتصادي الإقليمي على مدى 15 عاما عندما يصبح هؤلاء السكان مستهلكين ومنفقين.
ومن المتوقع أن تدعم الحكومة اليابانية الحلقات النقاشية الاقتصادية والمعارض التجارية التي تستضيفها الهند أو اليابان وتوفر المساعدة الاقتصادية للهند لمساعدة الشركات الصغيرة في المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة. وقال نات في مؤتمر صحافي عن بلاده، حيث يولد نحو 25 مليون نسمة في الطبقة الوسطى المستهلكة سنويا "مواردنا البشرية لا يمكن أن تستنفد". يذكر أن الاقتصاد الهندي يسجل معدل نمو سنويا مطردا راوح بين 8 و9 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة. في حين أن73 في المائة من قطاع التصنيع الهندي يعتمد على جذب الاستثمارات المباشرة من الخارج. وأشار الوزير إلى أن الاستثمارات الأجنبية لم تعد مقصورة على قطاعي الخدمات وتكنولوجيا المعلومات في الهند. أما جيانج جيانكينج رئيس مجلس إدارة البنك الصناعي التجاري الصيني فأشار إلى زيادة واردات بلاده وفتح فروع للبنوك
الصينية في الخارج. ولفت إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي في الصين حتى أصبح يشكل نحو 39 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للصين خلال الفترة الأخيرة. ومع انتعاش الاقتصاد الياباني في الوقت الذي تعد فيه اقتصاديات آسيا الأخرى اقتصاديات ناشئة، تتجه طوكيو إلى طرح مبادرة لتحرير التبادل التجاري بين الدول الآسيوية. وقال ني كاي وزير الاقتصاد الياباني في كلمته في افتتاح المؤتمر إن بلاده خصصت منحة لاستقبال ألفي طالب وموظف للتدريب من دول آسيا الأخرى.
يذكر أن المنتدى الاقتصادي العالمي لشرق آسيا يعقد في اليابان لأول مرة.