اتساع نطاق موجة الرفض لأوروبا الموحدة
عام مضى على رفض الهولنديين والفرنسيين للدستور الأوروبي ويدخل الاتحاد الأوروبي حاليا مرحلة من "إعادة التفكير" تتطلب مد المهلة لحسم القرار حول مشروع هذا الدستور. ويشعر مواطنو الدول الأوروبية المتحدة وعددهم يقارب 450 مليون نسمة بشيء من الفتور تجاه مشروع وحدتهم وفق ما أشارت إليه نتائج استفتاء ـ يورو باروميتر التابع للمفوضية الأوروبية.
وتؤكّد الدراسة أن نحو 49 في المائة من الأوروبيين يرون أن الاتحاد الأوروبي عبارة عن حكومة من الفنيين، و43 في المائة يجدونه غير قادر تجارياً، وغير فعّال التأثير. وحتى أقل من النصف؛ (47 في المائة)، ينظرون إلى العضوية في الاتحاد الأوروبي لدولتهم على أنها ليست"أمراً جيداً". وتبلغ هذه النسبة في ألمانيا نحو 52 في المائة، وفي المقابل نحو 31 في المائة في النمسا. حيث تم استفتاء نحو 24750 مواطنا خلال شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) من الدول الخمسة والعشرين في الاتحاد الأوروبي.
وتأمل الأغلبية من المواطنين بالمزيد من القرارات المشتركة للأوروبيين، إلى جانب مؤسسات الاتحاد الأوروبي: وهذا ما ينطبق بالأخص على محاربة الإرهاب، والأشكال المتنوعة للجرائم المنظّمة، وكذلك في تحقيق الديمقراطية، والسلام. ونحو ثلثي الأوروبيين يطالبون بتوحيد الأنظمة الاجتماعية داخل دول الاتحاد الأوروبي. وبالتعمّق بالنظر أكثر، تظهر أهم إنجازات الاتحاد لأغلب المواطنين من جميع دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء (60 في المائة من الإجابات) تحقيق السلام ما بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن ثم السوق الداخلية الخالية من العقبات (56 في المائة من الإجابات). ويغطي أغلب الساسة الأوروبيين أهدافهم بهذه المرتكزات الأساسية، بحيث يسمح لهم هذا على تخطّي الأزمة الحالية في مجريات الانضمام. وتقول مارجوت فالشتروم مسؤولة الاتصالات في مفوضية الاتحاد الأوروبي: "يريد المواطنون أوروبا أقوى. يوجد شعور بالتكافل، ونداء إلى الحلول المشتركة". ولكن الاستفتاء - يورو باروميتر، يشير إلى أنه لا يمكن أن تكون أوروبا مصدر إزعاج فقط، ولكنها أصبحت مرتبطة بعطشها للأمن أيضاً: الأمن من الإرهاب والإجرام، وكذلك تأمين فرص العمل.و تُعتبر مناقشات، وتوقعات المواطنين من أسس الأجندة السياسية للمفوضية الأوروبية ولابد أن يكون الهدف متفقا مع تلك النتائج
وتقول فالشتروم إن الإجابات الفعلية للاتحاد الأوروبي حيال التحديات عن طريق العولمة، وارتفاع أسعار الطاقة وموجات الهجرة قادرة على تجهيز القاعدة الأساسية للمصالح الأخيرة للقدرة التجارية، والتي يمكن أن تتفادى عقود إعادة الهيكلة. وتتبادر المخاوف لدى الكثير من المواطنين، وخاصةً من العولمة: 47 في المائة من الذين خضعوا للاستفتاء يرون العولمة على أنها تهديد للمراكز الوظيفية، والشركات المحلية؛ وبلغت نسبة هذه المخاوف في ألمانيا نحو 59 في المائة. ويخشى الفرنسيون على وجه التحديد (بنسبة 72 في المائة) من عواقب العولمة. وفي المقابل، نحو 37 في المائة من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين خضعوا للاستفتاء مقتنعون أن العولمة عبارة عن فرصة جيدة لانفتاح الشركات المحلية.
وتشير المفوضية الأوروبية إلى أن شعور الكثير من المواطنين، بأن الكثير من الأمور تطوّرت أوروبياً أفضل من كونها في كل دولة على حدة. ولكن لا شك أن هناك الكثير من المخاوف والشكوك الواضحة حيال مستقبل كل دولة بصورة خاصة، حيث أشار نحو 43 في المائة من مواطني الاتحاد الأوروبي إلى أن الأشياء في دولتهم تتطوّر في الاتجاه الخاطئ. وكانت دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء الخمسة عشرة القديمة أكثر من عبّر مواطنوها عن مخاوفهم من فقدان مركزهم الخاص، وعبّروا عن مخاوفهم بصورة عامة حيال المستقبل.
وينظر نحو 55 في المائة من الذين خضعوا للاستفتاء حول توسعة الاتحاد الأوروبي إلى 25 دولة في الأول من شهر أيار (مايو) من عام 2004 إلى أنه "شيء جيد". وبلغت هذه النسبة في ألمانيا نحو 52 في المائة، وفي النمسا نحو 40 في المائة. وحتى نسبة 61 في المائة من مواطني الاتحاد الأوروبي يربطون تأثير أوروبا أكثر على السياسة الدولية. وكبيرة هي المخاوف، حيث من الممكن أن يعمل التوسّع الإضافي للاتحاد الأوروبي على زيادة الصعوبات في سوق العمل المحلية. وفقط أقلية، بنسبة 34 في المائة من مواطني الاتحاد الأوروبي، مقتنعون بأن السلع أصبحت أقلّ ثمناً عن طريق التوسعة نحو الشرق.
ويمكن الاطلاع على نتائج الاستفتاء حول مستقبل أوروبا على العنوان التالي في شبكة الإنترنت:
<p><a href="http://europa.eu.int/comm/public_opinion/index_en.htm">http://europa.eu....