طرح جريء وصراحة يقودان إلى مرحلة جديدة لمشاركة المواطن في تطوير العاصمة

طرح جريء وصراحة يقودان إلى مرحلة جديدة لمشاركة المواطن في تطوير العاصمة

طرح جريء وصراحة يقودان إلى مرحلة جديدة لمشاركة المواطن في تطوير العاصمة

مقدمة:

رغم الحضور المتواضع، وغير المتوقع لأول لقاء لمواطني سكان الرياض مع مجلسهم البلدي الذي ضم 14 عضوا منتخبا ومعينا، إلا أنه رسم مرحلة جديدة ونقطة نحتت على مسرح جامعة الأمير سلطان لن ينساها من حضرها.
أجواء المكان كانت مختلفة، آذان صاغية تستمع إلى طرح ومطالب قال عنها الحضور إنه لأول مرة يكون الطرح بمثل هذه الجرأة والصراحة، وإن اختلف قالب عرضها، ومن وجهة نظري كان تداول النقاش أكثر من رائع مهما اختلف الحضور في وصفه بين مادح ومنتقد، ويكفي أن يكون الطرح التلقائي سمة أول لقاء لأول مجلس بلدي، حتى لو خرجت المطالب من صلب مفهوم مهام المجلس البلدي، إلا أنها وضعت لها موضع قدم لأن يشارك ساكن المدينة الجهات المختصة في التفكير والتخطيط وإعطاء الرأي حول ما يحيط به من خدمات.
ولعل الأبرز في لقاء المجلس البلدي مع سكان الرياض، السؤال الذي طرح على أعضاء المجلس البلدي: ماذا عملتم وقدمتم خلال الأشهر الستة الماضية؟ إلى تفاصيل اللقاء الأول لمجلس بلدي مدينة الرياض مع المواطنين الذي أداره عبد الوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية" ومجلة "المجلة"، الذي أعرب عن سروره أن يكون الإعلام مشاركا في حدث يهم الجميع، بل أكد أن ما شاهده وسمعه من أعضاء المجلس يوجب المزيد من تسليط الضوء على مهام وأعمال المجلس البلدي لإطلاع السكان على ما يعمله مجلسهم البلدي الذي انتخبوه بأنفسهم، فإلى تفاصيل اللقاء واستفسارات المواطنين وإجابات أعضاء أول مجلس بلدي لمدينة الرياض:

مطالب ورفع رسوم الخدمات
المواطن إبراهيم بن سعيدان رجل الأعمال والعقارات بدأ دفة حوار المواطنين، بمطلب من أعضاء المجلس للحديث عن المشاريع التي بحثها وناقشها المجلس في اجتماعاته، والتي منها على سبيل المثال، الصرف الصحي، النقل العام، وضع المدارس وتوسيطها داخل الأحياء، ووضع المراكز الصحية.
المواطن إبراهيم الريس وجه إلى المجلس البلدي ملاحظات حول إهمال البعد البيئي والترفيهي في مدينة الرياض، من حيث تلوث الهواء، تشديد الرقابة على الأغذية، وفرض رسوم على الذين يستفيدون من خدمات الأمانة لتعزيز وتحسين وضع الرقابة، كما طالب برفع الرسوم على المحال التجارية، خاصة أن ما يتم تحصيله منهم في هذا الوقت لا يوازي الخدمات المقدمة لهم من قبل الأمانة، وأكمل الريس مطالبه للمجلس البلدي بالاهتمام بقضية المرافق العامة وزيادتها، والاهتمام بجانب السلامة المرورية من خلال إشارات وخطوط المشاة والأنفاق والسلالم المخصصة للمشاة.

ملف للقضايا الملحة
وهنا يرد المهندس طارق القصبي نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض رئيس اللجنة المالية بأن هناك دراسات لتحديد القضايا المهمة، مشيرا إلى أن المجلس يركز على القضايا المهمة، مثل الصرف الصحي، وتلوث البيئة، لافتا النظر إلى أن المجلس بصدد إعداد ملف كامل يسلم إلى لجنة القضايا الملحة في المجلس البلدي لمدينة الرياض.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز العمري، عضو لجنة تطوير أعمال المجلس البلدي ولجنة القضايا الملحة في مدينة الرياض حول ما طرحه إبراهيم بن سعيدان، قائلا: نحن بحاجة إلى الاستماع والاجتماع هذه الليلة لهذا الغرض خاصة وأننا حملنا الأمانة، وفيما يتعلق بالقضايا الملحة فقد قدمت لنا دراسات، وكل ما يصلنا من المواطن سيدفعنا للأفضل، ولهذا فنحن بانتظار وصول جميع المقترحات والمطالبات لأي قضايا.

الصرف الصحي ليس من اختصاص المجلس
وهنا يضيف الدكتور سعود النمر رئيس لجنة تطوير أعمال المجلس البلدي، أن عمر المجلس البلدي قصير جدا، وعليه لا يمكن اتخاذ أي إجراء، لأن ذلك يتطلب دراسات وتوثيقا وعرضا مقنعا للمسؤول، وعلى أية حال، نحن في المجلس لسنا معنيين بكل قضية، لأن النظام يحدد صلاحيات المجلس، لهذا فموضوع الصرف الصحي لسنا الجهة المعنية، ولكننا نتدخل شفاعة مع الجهات المختصة، فتركيزنا يتمثل في الخدمات التي تقدمها البلدية، ونحن لا نريد أن نضيف ما ليس من اختصاصنا، فنحن معنيون بالقضايا العامة، كما أننا في المجلس ما زلنا نخطط للمستقبل.
وحول قضية رفع الرسوم على المحال التجارية، علق المهندس القصبي نائب رئيس المجلس البلدي رئيس اللجنة المالية، بالتأكيد أن الرسوم البلدية تعتبر منخفضة مقارنة بالخدمات، وهذا الأمر محل الدراسة لدى اللجنة المالية.

مطالب بتوضيح مهام وصلاحياته المجلس
عقب تلك المداولات والمداخلات، سأل المواطن محمد العماج عن مفهوم المجلس البلدي ومهامه، مطالبا بتوضيح معنى القضايا الملحة في نظر المجلس، وما الأعمال التي قام بها خلال الفترة الماضية؟ مختتما سؤاله بطلب تعميم مراكز الأحياء في الرياض.
فيما كان للحضور النسائي، نصيب للنقاش، حيث طرحت سحر الرملاوي استفسارا عن كيفية فصل مهام المجلس البلدي وجهات أخرى، مطالبة بالشفافية داخل المجلس ومحاسبة أعضائه، إضافة إلى مدى تفعيل العمل التطوري مع المجلس.
فيما طالب المواطن الدكتور خالد الحميضي بإقامة مقار للأعضاء داخل الدوائر السبع الانتخابية ليسهل الوصول إلى كل عضو حسب المنطقة التي تم انتخابه فيها، كما اقترح الحميضي أن يعمد المجلس إلى استخدام رسائل الهاتف الجوال في بث رسائل للمواطنين لربط المجلس بالمواطن من خلال المشاريع والمستجدات التي لدى المجلس.

تصريف السيول والازدحام المروري
وهنا يرد الدكتور سعود النمر رئيس لجنة تطوير أعمال المجلس البلدي حول معنى المجلس ومفهومه، أن المساهمة في تقديم الخدمات التي يحتاج إليها المواطن وتهمه إما على مستوى الحي أو المدينة أو المنطقة، حيث تتفاوت الخدمات ما بين صحية، تعليمية، واجتماعية، لافتا النظر إلى أن بعض المجالس البلدية يقتصر عملها على خدمات الأمانة فقط.
بينما يضيف المهندس القصبي حول سؤال الشفافية بأنها موجودة في المجلس والمشاريع معلنة للجميع.
فيما يوضح مشاري بن معمر رئيس لجنة القضايا الملحة في مدينة الرياض أن القضايا الملحة يقصد بها على سبيل المثال مشاريع تصريف السيول، ازدحام المدينة، العجز المالي في المجالات الخدمية، لافتا النظر إلى محدودية الاعتمادات المالية لحل هذه القضايا، وكذلك قضايا البيئة.

تطوير الأنظمة وتحسين الجودة
أما عن أعمال المجلس فأوضح الدكتور عمر باسودان رئيسة لجنة تطوير الأداء البلدي أنه يوجد نوعان من القضايا، منها ما يتعلق بالأنظمة، مثل تطبيق الجودة الذي له دور كبير في تحقيق فوائد لتسهيل الإجراءات، وقياس سرعة الإنجاز، كذلك هناك قضايا درست واتفق المجلس على آليات مثل التلوث، النقل، توزيع المدارس، السلامة المرورية، وهناك قضايا قدمت على الأعضاء من مواطنين، إضافة إلى الاطلاع على ما قامت به الأمانة تجاه هذه القضايا.
أما عن مراكز الأحياء، فتصدى للإجابة عنها الدكتور إبراهيم القعيد رئيس لجنة التواصل مع المواطنين، الذي أشار إلى أن تعميم إنشاء مراكز الأحياء ليس من صلاحيات المجلس وأعماله، ولكننا نرى تشجيع قيام هذه المراكز، التي تقوم على دعمها وتشجيعها وزارة الشؤون الاجتماعية، وهي الآن تنتشر في الرياض، وأملنا نحن في المجلس التواصل معها.
أما ما يخص العمل التطوعي، فيكمل الدكتور القعيد قوله إن أمانة الرياض لديها هذا الشيء، ونحن في المجلس مهتمون بذلك، وبصدد البحث عن وسائل لتحقيقه مع المواطنين، وحول مقار للأعضاء في الدوائر الانتخابية، فهذا الأمر يدرس داخل المجلس البلدي لمدينة الرياض، وإيجاد مكاتب للأعضاء.

توزيع الدوائر الحكومية والأحياء المغلقة
وعاد اللقاء مجددا للمواطنين، حيث سأل المواطن محمد المحارب، عن كثرة المحلات التجارية داخل الأحياء، كذلك تزايد أعداد الدوائر الحكومية في محور واحد في مدينة الرياض، مما سبب الاختناقات المرورية، إضافة إلى استفساره عن افتقار الرياض إلى المجسمات الجمالية، والسماح للرسامين والرسامات بعملها ووضعها في مواقع مهمة في المدينة، كما طرح المحارب موضوع ثمار النخيل في الشوارع العامة الذي يعد طاقة مهدرة، ولم لا تطرح للاستثمار، أو تعطي المحتاجين، كما طالب بتفعيل فكرة إنشاء الأحياء المغلقة لأهميتها.
وفي سؤال للمواطن محمد المباركي، فطالب بإبعاد المقاهي خارج النطاق العمراني، لخطورة أثرها في الناشئة والبيئة، إضافة إلى إيجاد قوانين خاصة لمقاهي الإنترنت، وإيجاد أسواق خاصة بالنساء.
المواطن صالح الصريخ، جاء استفساره عن مدى وضوح الرؤية فيما يتعلق بمهام المجلس وبين مهام الأمانة.
فيما كان سؤال المواطن طارق النوفل حول استفادة بعض الأعضاء من رجال العقار والأعمال في المجلس لمصالحهم الخاصة وتسهيل مهامهم؟
أما استفسار المواطن فهد السعيد فجاء حول عدم أخذ رأي المواطن في بعض المشاريع التي تنفذ في مدينته، خلاف أن هناك مشاريع لا تخدم جميع السكان، وطالب السعيد بإعادة النظر في مهرجان الزهور الذي يرى أنه مخالف لتعاليم الإسلام.
فيما كان مطلب أحد المواطنين، إعادة النظر في وضع الحدائق العامة، ووجود مخالفات من الوجهة الشرعية, مثل وجود ملاعب الشباب وجلوسهم بالقرب من العائلات، ولا بد من التنسيق مع الجهات المختصة مثل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لا تعارض بين مهام المجلس والأمانة
وهنا يعود عدد من أعضاء ليوضحوا النقاط التي أثيرت، وأنه لا يوجد تعارض بين مهام المجلس والأمانة، ونحن في البداية، وأهداف وأعمال المجلس ستتضح مع الوقت، فيما علق أحد الأعضاء حول موضوع الحدائق، بأن الأمانة مطالبة بإيجاد أماكن ترفيه ونشر الحدائق، ووجود أي مخالفات فتعالج من الجهات المسؤولة، ولكن مع تزايد أعداد الحدائق ستحل مثل هذه الإشكاليات.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن الحميد عضو اللجنة المالية ضرورة البحث عن موارد مستقلة لتطوير مدينة الرياض، خاصة في ظل التزايد السكاني وعدم نمو الموارد، شريطة ألا يكون ذلك على كاهل المواطن.

حقوق المشاة والتحذير من التمدد الأفقي للرياض
وعاد المواطنون ليشيروا إلى مطالبهم التي تمثلت في معالجة وضع الباعة الجائلين، فيما طلب أحد الحضور بأن يرى أعمالا لا أقوالا، وهنا يحمل المجلس أمانة المشاة، في ظل عدم وجود تنظيم للاهتمام بالأرصفة في الشوارع العامة والداخلية، وطالب مواطن آخر بالاهتمام بموضوع التكافل الاجتماعي من خلال دعم مجالس الأحياء، وعاد مواطن رافضا أن يتحول اللقاء إلى استعراض لمهام المجلس من قبل الأعضاء، مطالبا بأن تكون للمجلس أعمال ولا تكون مهمته فقط الإشراف والمتابعة على حد تعبيرهم.
كما طالب أحد المواطنين بأن يتم ترتيب الأولويات في المجلس، محذرا من التمدد الأفقي الذي تعيشه مدينة الرياض، والنظر في مشاكل الازدحام المروري وإيجاد وسائل نقل داخلية، فيما اقترح مواطن آخر ضرورة التنسيق بين الأمانة والجهات الحكومية المقدمة لخدمات الماء، الكهرباء، والاتصالات فيما يتعلق بالحفريات، وكذلك المطالبة بوضع مواصفات خاصة بسيارات الديزل للحد من الأدخنة الناجمة عنها، فيما لفت مواطن النظر إلى ظاهرة تحول المحلات التجارية إلى سكن للعمالة، بينما طرح مواطن وجهة نظر حول إنشاء مدن رديفة ومساندة لمدينة الرياض لتخفيف الازدحام والتلوث البيئي، وهل أعضاء المجلس راضون عما قدموه خلال الأشهر الستة الماضية؟
وهنا يعود الدكتور البواردي عضو لجنة التواصل في المجلس البلدي لمدينة الرياض ليؤكد أن ما أنجز في الفترة الماضية لا بأس به، خاصة في ظل التعرف على أعمال ومهام أمانة الرياض، وعقب ذلك سنبدأ العمل، أما ما ذكر حول محاسبة الإخوة أعضاء المجلس فهو أمر ضروري، وكل مسؤول لا بد أن يسأل عن أعماله شريطة أن يكون النقد بناء، وعن صحة البيئة وموضوع الصرف الصحي، ومصنع الأسمنت، فيوجد ملف بهذا الخصوص سيتم طرحه ودراسته، ثم إعداد مشروع لحلها، والأمانة تعمل في هذا الجانب من خلال مراقبة البيئة.
وعن التواصل مع الأعضاء، أكد الدكتور البواردي أنه لا بد من زيادة الأعضاء والعاملين معهم، وإيجاد ميزانية لدعم أعماله المناطة.
من جهته، أوضح عبد الله السويلم عضو لجنة التواصل في مجلس بلدي مدينة الرياض حول ما يراه البعض من مخالفات شرعية مثل مهرجان الزهور، فالقاعدة هنا أن هذه من مسؤوليات ولي الأمر، فهذه المناسبات إذا كان فيها نص شرعي فيتم رفعه ودراسته، أما قضية إبعاد الشباب عن العائلات فهذا مطلب شرعي، وعليه آمل لو كتب بحث في هذا الموضوع لدراسته من الجانب الشرعي، مع أهمية عدم إغفال الجانب الترفيهي بوجود ضوابط، فبلدنا يستمد شرعيته من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

الأكثر قراءة