مجموعة بوش في دولة الفيلة
لا يكاد يظهر أي فارق من الوهلة الأولي بين المصنع الذي أقامته مجموعة بوش الألمانية في مدينة بنجالور جنوب الهند و بين غيره من مصانع مجموعة بوش في أي مدينة أخرى من مدن العالم. ولعل ما يمكن ملاحظته من فروق و اختلافات لا يزيد على أشجار النخيل التي تزين محيط المصنع و سياج الأسلاك الحديدية الذي يحيط به.
في داخل المصنع كل شيء رائع كما هو الحال وكما تسعى مجموعة بوش دائما بتنظيمها في كافة مصانعها الأخرى.النظافة تامة و الهواء غاية في النقاء على سبيل المثال في غرف مضخات حقن الضغط بما يماثل نقاء الهواء حتى في غرف العناية المركّزة في المستشفيات ويقول ألبرت هيرونيموس رئيس فرع مجموعة بوش أن كل متر مكعب من الهواء يحتوي على 300 ألف ذرة.
وتعلق المجموعة علي فرعها في الهند آمالا كبيرة على منصات الاختبار سكوربيو- Scorpio التابعة لمصنع، ماهيندرا. وبسيارة الدفع الرباعي تدخل أحدث تقنية لضخ حقن الضغط من منطقة (شفابن ) مقر شركة بوش في ألمانيا إلى الهند مباشرة لمحركات نظام حقن الوقود المباشر. وعلى الفور أعطى كافة زبائن سكوربيو لصناعة تقنية الضغط العالي لحقن الوقود الحديثة بنحو 40 ألفا في السنة الأولى، حافزاً كبيراً لبوش لبناء مصنع خاص بها لمثل هذه المضخات في بانجالور. ومن الخطوة الأولى تستثمر بوش نحو مئات الملايين من اليورو، لتتمكن من تصنيع نحو ألف مضخة من الضغط العالي لحقن الوقود يومياً، ولكن إذا استدعت الحاجة، ستتم مضاعفة السعات الإنتاجية سريعاً أيضاً.
وتختلف الأوضاع في الهند بسرعة، فقبل عشرة أعوام كان هناك نحو 33 مليون منزل، والذين يمكنهم أن فائضا ماديا يزيد على تأمين قوتهم اليومي لكن هذا العدد ارتفع خلال العام التالي إلى نحو 76 مليون منزل، بناءً على دراسة للشركة الاستشارية، رولاند بيرجر- Roland Berger . وبالكاد يكفي مال هذا المستهلك للأمور الكمالية.
ويعتبر امتلاك سيارة خاصة إحدى أمنيات المواطن واليوم تعتبر شركات صناعة السيارات الهندية، ماروتي و تاتا و ماهيندرا من أهم الشركات المزوّدة في الهند، والتي يمكنها أن تحقق النمو الاقتصادي على رأس هذا القطاع. ويقول بيرند بور مسؤول مجموعة السيارات في مجموعة بوش إن السوق الهندية يمكن أن تتقدم خلال العقد المقبل لتصبح من أهم أسواق السيارات في العالم
حجر الأساس، وضعته بوش مباشرةً في أوائل الخمسينيات للعلاقة مع الهند التي خطواتها تكون طويلة المدى. وحينها، أصبحت ميكو - Mico شركة مزوّدة لصناعة الجرارات الكبيرة في العالم. واليوم فإن علامة ميكو بنحو 10 آلاف موظف معروفة بالأخص عن طريق شبكة مصانعها الممتدة على نطاق ولايات الهند، تحت اسم بوش. وبينما الشركة الأم في شتوتجارت تظهر في تحفّظ مميّز لشركتها المؤسسة، فإن ميكو في الهند نجمة من نجمات البورصة
ولا تعتبر بوش وحدها الساعية إلى الانتعاش، والتعاطف، والتلاؤم مع القوة الشرائية للمستهلك الهندي، إذ يُقال إنه سيتم استثمار ما يزيد على 300 مليون يورو في الهند خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وما سيتم العمل عليه في الهند، يُفترض أن يكون له تأثير إيجابي على ألمانيا والفرصة تكمن في اتخاذ أسلوب جديد للغاية. والفكرة ليست في إنتاج قطع احتياط بديلة زهيدة الثمن للنظام المستخدم، ولكن في إلغاء بعض العناصر بالكامل، الشيء الذي سيعزز العمل في قطاع باتجاه الرفاهية من ناحية أخرى.
وفي الوقت ذاته، ترى بوش أهمية المنطقة الصناعية في الهند للعمل على نمو التطوير الاقتصادي. ويشغّل مصنع بوش في الهند نحو 3100 موظف، وبالتالي هو ثاني أكبر منطقة صناعية تطويرية للمجموعة. وسيتم العمل هنا بالأخص على تصنيع قطع الضبط الإلكترونية، على سبيل المثال، الأجهزة الحساسة للمطر، أو تعديل المقاعد. وإلى جانب هذا ينظر إلى الهند على أنها منتج الخدمات المركزي هناك، لتطوير قطاع البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.
وفيما يتعلّق بالسندات التجارية في الهند، تعمل مجموعة بوش على توضيح بيانات قليلة فقط، والتي يشير لها الرئيس الإداري، والتر جروت، إلى أنها "استراتيجية": و تُعتبر المنطقة الصناعية في بانجلور مركزاً للخدمات، التي طالما اكتشفتها مجموعات الشركات الأمريكية سابقاً. وبالفعل تم توسيع المبنى لزيادة حجم طاقم العمل .