دراسة:أسعارالمعلومات غير الموثوقة تفوق المعلومات الأكثر مصداقية
إن بيع المعلومات هو أحد مجالات عالم النشاطات العملية التي تنمو بشكل كبير، والمعلومات منتج يساعد صناع القرار في مباحثاتهم، وعلى من يرغب في الحصول على المعلومة أن يدفع في مقابلها مبالغ.
ويعمل العديد من الشركات على البحث عن مثل تلك المنتجات وبيعها، حيث شهد كل من قطاعات الاستشارات الإدارية وأبحاث السوق والمعلومات المالية معدل نمو سنوياً يتكون من خانتين عشريتين عبر العقود الأخيرة كمقابل إلى تقديم المعلومات التي يتطلبها عالم النشاطات العملية، وتعتبر الموثوقية والدقة هما السمتاين الأساسيتاين للمعلومات، كما أن هنالك اعتقاداً سائداً بوجوب رفع سعر المعلومات الأكثر موثوقية.
ويقدم كل من ماركوس كرستين وميكلوس سارفاري أستاذي التسويق المشاركين في إنسياد في ورقة العمل هذه التي ظهرت في الفترة الأخيرة دليلاً على أن أسعار المعلومات الموثوقة يمكن أن تكون في الحقيقة أقل من أسعار المعلومات غير الموثوقة، وأنه يمكن أن يستفيد بائعو المعلومات الأقل موثوقية من وجود البائعين المتنافسين.
واستخدم كرستين وسارفاري تجربة في السوق بنيت على Markstart3 وهي عبارة عن محاكاة لما يحدث في عالم النشاطات العملية لدراسات أسعار المعلومات تحت نوعيات مختلفة وظروف تنافسية، وكان الطلاب المنضمون إلى برنامج تدريبي محوري في ماجستير إدارة الأعمال في نشاطات عملية دولية كبيرة بحاجة إلى شراء معلومات تتعلق بالسوق لإدارة شركاتهم الخاصة التي بدأت نشاطاتها في السوق في وقت قريب، وتم إعطاء مهمة تسعير تلك المعلومات وبيعها لهذا النوع من الشركات للطلاب المنضمين إلى سياق اختياري في استراتيجيات التسعيروكُلف المشترون والبائعون بواحد من اثنين من ظروف نوعية وهي المعلومات عالية الجودة (الموثوقة) والمعلومات متدنية الجودة (غير الموثوقة) وتمت المقارنة بعد ذلك بين معدل أسعار العمليات للمعلومات بين ظروف النوعيتين.
ومع مرور الوقت، وُجد أن الأسعار تجمعت في مستويين سعريين متباينين بشكل كبير بحيث كانت أسعار المعلومات غير الموثوقة أعلى بشكل ملحوظ من أسعار المعلومات الموثوقة.
وعزا كرستين وسارفاري حدوث ذلك حين تكون منتجات المعلومات غير موثوقة تصبح المنتجات المنافسة بمثابة مكملات، فعن طريق شراء منتجات متعددة يمكن للمشترين أن يجمعوا بين منتجات المعلومات المختلفة للحصول على تقدير أفضل للقيمة الحقيقية.
وإذا قلبنا الأمر، حين تكون نوعية المعلومات مرتفعة يكون المشترون فقط بحاجة إلى شراء منتج واحد للحصول على تقدير دقيق للقيمة الحقيقية ويستطيعون بذلك الاختيار بين المتنافسين . ويقود ذلك إلى منافسة في الأسعار ويدفع بها نحو الأسفل ومن المدهش أن التجربة أظهرت أنه حتى في الظروف عالية الجودة اشترى المشترون من أكثر من منتج للمعلومات ودفعت المنافسة بالأسعار إلى الأدنى بشكل كبير حتى تجعل من ذلك الأمر استراتيجية اقتصادية. ويشير ذلك إلى أنه يمكن ألاّ تميز الكمية المتوازنة من المعلومات التي يتم شراؤها بالضرورة بين أسواق المعلومات ذات النوعية السيئة وتلك ذات النوعية الجيدة حتى رغم أن منتجات المعلومات أكثر قابلية للاستبدال في الظروف جيدة النوعية.
ويمكن أن تنتج عن المنافسة القائمة بين بائعي المعلومات المستقلين أسعار ترتبط بشكل سلبي بنوعية المعلومات أو مدى موثوقيتها. وأظهر المزيد من الدراسات أنه يتم تشجيع الأسعار العالية حينما يوجد القليل من بائعي المعلومات ذات النوعية المتدنية أكثر من الظروف التي يوجد فيها بائع محتكر أو عدد كبير من الباعة المتنافسين.
وتوحي العلاقة السلبية الموجودة بين نوعية المعلومات وسعرها التي ظهرت هنا بأن هنالك ذكياً وبارعاً بين تقديرات المشترين للمعلومات والتسعير الاستراتيجي للبائعين.
واستنتج كرستين وسارفاري أنه يمكن أن يكون وجود بعض المنافسة أكثر ربحاً من مواجهة العديد من المنافسين أو امتلاك احتكار ما ويجب أن تزود تلك النتائج بائعي المعلومات بوقفة للتأمل والتفكير عند اتخاذ قرارات بخصوص استراتيجية التسويق اللازمة لمنتجاتهم.