أول حفل وتجمع منظم للمدونين العرب في مصر

أول حفل وتجمع منظم للمدونين العرب في مصر

أول حفل وتجمع منظم للمدونين العرب في مصر

يبدو أن مدوني الإنترنت من الشباب أضحوا منافسين للصحف والمجلات المختلفة، إن لم يكونوا منافسين للعاملين في هذا المجال بعد أن أصبحوا مصدراً للأخبار. وتوقعت مصادر متخصصة أنه سيصبح لهم تجمع وهيئات خاصة بهم ومن يدري ربما يكون التدوين عملا ذات يوم بعد أن كان وسيلة للتنفيس و قضاء وقت الفراغ. وعقد المدونون المصريون أول تجمع غير إلكتروني لهم في مبنى نقابة الصحفيين أخيراً, هذا الحفل المجاني يبدو غريبا بدءا من أساليب الدعاية له والتي اقتصرت على مواقع التدوين المختلفة دون تكلف أي مبالغ مالية ومرورا إلى أسماء المنظمين والذين اكتفوا بالاسم الذي يظهر على مدوناتهم.
وقام المدونون بإعداد ملف إعلامي كامل، وقاموا بتغطية الحفل بأنفسهم بكاميرتين تمهيدا لتوليف شريط الحفل لرفعه على النت وتوزيعه فيما بعد على سي دي، ودُعيت للحفل شخصيات عامة وسياسية وفنية وثقافية ومديري تحرير صحف وبنظرة سريعة على أسماء المنظمين تشعر أنك في عالم مختلف للأسماء الغريبة، كالمتطلعة إلى الحرية، وأيوب المصري وبنت مصرية، وتجربة عمر وغيرهم من المدونين حيث يحق لكل مدون الاشتراك في التنظيم. وبنظرة سريعة إلى برامج الحفل تجد تناقضا بين إحدى فقرات الحفل التي كانت عنوانها انتكاسة جامدة طحن وبين باقي الفقرات مثل الحديث عن استقلال القضاء واللاجئين السودانيين والفتنة الطائفية في مصر. إلا أن هذا التناقض يعتبر عاديا و مقبولا عند المنظمين، فتلك حياتهم وهذا أسلوبهم الذي لا يمنعهم من الاهتمام بالأحداث السياسية والاقتصادية والتقنية وإلا ما عرفوا كيف ينشئون مدوناتهم أصلا.
وعبرت روان من السعودية وطالبة في مرحلة ثالث متوسط "صاحبة مدونهrig3" عن سعادتها بانتقال المدونين إلى مرحلة التعارف الفعلي بدلا من التعارف الإلكتروني السابق منوّهة بأنها اكتسبت العديد من الصديقات عن طريق المدونات وتتبادل معهم الأفكار، مؤكدة أنها لأول مرة تشعر بأنها تستفيد وتملأ وقت فراغها بما يفيد وتتعلم الجديد قائلة إننا نحتاج من وسائل الإعلام لمخاطبتنا بأسلوب نفهمه ونستوعبه وتتمنى أن توجد هناك هيئات للمدونين تحفظ حقوقهم، مشيرة إلى أنها تتمنى أن تعمل بالتدوين عندما تكبر لأنه عمل ممتع ومفيد ويتيح التعرف على ثقافات مختلفة.
واعتبر هاني الغفيلي، صحافي و صاحب مدونة سعودي، أن تجمع المدونين لأول مرة بهذا الشكل يعتبر إشارة على المكانة المستقبلية التي تنتظر المدونين، فبعد أن كان ينظر إليهم على أنهم مجرد شباب يملأون فراغ الإنترنت بكلام فارغ، أصبح صوتهم مسموعا وانتقلوا من مرحلة المعرفة الإلكترونية إلى مرحلة التعارف والعمل الفعلي مشيرا إلى أن الشباب أصبح ينجذب أكثر لمواقع التدوين، خاصة أنها تتناول ما يهمه فعلا وبلغة تخاطبه معتبرا أن من حق المدونين منافسة الصحفيين و الصحف فهم يقومون بالعمل الصحافي نفسه، ولكن عبر وسيلة مختلفة يميزها ما تتمتع فيه من حرية واللغة الدارجة التي يستخدمها الشباب بين أصدقائهم مشددا بأنه لا يستبعد أن توجد هيئة مستقبلية للمدونين، وأن يكونوا صحفهم المستقلة، فتلك أمور أصبحت واضحة من الآن وان كانت بحاجة إلى تنظيم أكثر.
يُشار أنه يوجد نحو عشرة آلاف موقع "بلوج" عربي وعن طريق تلك المواقع تستطيع التعرف على تفكير هؤلاء الشباب ورغباتهم وتطلعاتهم. وقدرت أحد التقارير وصول أعداد "البلوجرز" العرب إلى مئات الآلاف، يتميزون بتعليم جيد نسبياً، فهم يعملون من خلال تقنية جديدة.

الأكثر قراءة