الإنترنت بدون اتصال

الإنترنت بدون اتصال

الإنترنت بدون اتصال

<p><a href="mailto:[email protected]">Itg_henaidy@msn.com</a></p>

يقوم البعض منا أحيانا بإنزال مواقع وملفات من الإنترنت وأرشفتها للاستخدامات المستقبلية. هل نطمح أو نحلم بإنزال كامل الإنترنت في أجهزتنا؟! نعم لقد تحقق ذلك عن طريق شركة تأسست في عام 2004 تدعى "ويبارو"Webaroo في مدينة بيلفيبو بولاية واشنطون. وكان هدف هذه الشركة توفير محتويات الإنترنت بدون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت. قد تبدو هذه الفكرة غريبة في البداية، فكيف يقوم المرء بتصفح الإنترنت دون وجود وسيلة اتصال، وما فائدة هذه الخدمة؟
تكمن الفكرة ببساطة في توفير ملفات يمكن تحميلها من الإنترنت لمرة واحدة عبر برنامج قامت بإعداده الشركة. حيث تحتوي كل من تلك الملفات على مجموعة كبيرة من المواقع المتخصصة في موضوع معين، فيمكن للمستخدم تحميل الملفات المتعلقة بالمواضيع التي تهمه، سواء كانت مواضيع سياسية أو علمية أو رياضية أو غيرها. ويمكنه تصفح المواقع عن طريق هذه الملفات حتى عند عدم توافر شبكة الإنترنت. وقامت الشركة باقتراح طريقة تساعد على ضغط المعلومات، حيث تزعم الشركة أنها تستطيع توفير كامل محتويات الشبكة بكامل تخصصاتها فيما لا يزيد على 80 جيجابايت.
ولضمان شمولية هذه الملفات، قامت الشركة بإعداد برامج خاصة تقوم بالبحث عن مواضيع معينة في العديد من محركات البحث، وتقوم بتخزين المواقع التي يتبين أنها مرتبطة بالمواضيع التي تحتويها تلك الملفات. ومن إحدى المميزات المهمة لهذا البرنامج أنه يقوم بتحديث المواقع التي تغيرت أخيرا، وبذلك تبقى المعلومات المتوافرة في تلك الملفات متجددة بشكل مستمر، وعن اتصال جهاز المستخدم بالإنترنت يقوم بتحديث ما تغير من ملفات.
هل يا ترى تسير هذه الخدمة عكس التيار؟ فما هي الحاجة لمثل هذه الخدمة في عصر أصبحت فيه الإنترنت (أو ستصبح قريبا) موجودة في أي مكان سواء عبر الإنترنت الموجودة في المنازل والمكاتب، أو المنتشرة في الهواء الطلق عبر البث اللاسلكي.
وليست هذه النقطة العيب الوحيد في هذا البرنامج، بل إن المشكلة الأخرى هي أن هذا البرنامج لا يحتوي على كل ما في الإنترنت. فيمكن تقسيم الإنترنت إلى ثلاثة أقسام، محتويات وخدمات واتصالات، ويمكن لهذا البرنامج احتواء القسم الأول فقط الذي هو المحتويات. فلا يمكن لهذا البرنامج احتواء الخدمات لأنها تحتاج إلى تبادل المعلومات بين المستخدم والموقع الذي يوفر الخدمة، أما بالنسبة للاتصالات فهي تحتاج إلى وجود وسيلة وصل بين مستخدمين أو أكثر، وهذا غير ممكن بدون الاتصال بالإنترنت.
قد يرى البعض أن العيوب السابقة كافية لتجاهل هذا البرنامج، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحا. فمحتويات الإنترنت تشكل جزءا هائلا من الإنترنت، ونسبة تزايد المحتويات تبلغ نسبة كبيرة جدا، حيث تتضاعف محتويات الإنترنت كل 53 يوماً تقريباً.
ولعل هناك استخداما مناسبا للأسر التي ترغب أن تتيح للأطفال الدخول على مواقع الإنترنت ومحتوياتها وعدم التعرض إلى التواصل مع المجهولين.
في حقيقة الأمر أن هذه الخدمة إبداعية رغم سلبياتها المذكورة آنفا، وقد تكون بعد عدة سنوات من أبرز خدمات الإنترنت التي تتنافس في تقديمها الشركات.

الأكثر قراءة