عائدات النفط ستغير وجه الشرق الأوسط

عائدات النفط ستغير وجه الشرق الأوسط

ستحدث عائدات النفط الهائلة هذه المرة تغييرات دائمة في دول الشرق الأوسط، كما فعلت صدمتا أسعار النفط عام 1973 وعام 1979/ 1980 .تلك هي النتيجة التي استخلصها نحو 1200 من رجال الأعمال والسياسيين شاركوا في "منتدى الاقتصاد العالمي" حول الشرق الأوسط الذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية. ويتوقع ويليام رودس، الرئيس التنفيذي للشركة القابضة الأمريكية سيتي كورب وسيتي بنك أن تبقى غالبية الدخول من الصادرات النفطية هذه المرة في الشرق الأوسط بدلا من تسربها إلى الخارج. ولهذا سيكون الشرق الأوسط أحد أكثر المناطق الممتعة للاستثمارات والنمو. ففي السنة الماضية بلغ دخل جميع منتجي النفط في العالم من الصادرات النفطية 800 مليار دولار، ويشكل هذا الرقم ضعف ما كان عليه في بدايات الثمانينيات .
وستبقى الأموال إذن في المنطقة لأن القطاع الخاص في العالم العربي أيضا يلعب دورا قياديا في النمو وفي خلق أماكن عمل جديدة. ومن المتوقع إضافة إلى ذلك أن تسعى المنشآت الخاصة، المبنية في غالبيتها على أسس عائلية ، لإيجاد مصادر تمويل جديدة من أجل تمويل نموها. وليس من المتوقع للدخول النفطية أن تخفف من الضغوط على الحكومات لعمل مزيد من الإصلاحات، بل ستزيد من هذه الضغوط كما يتنبأ رودس. فتوفير شروط أفضل هو وحده الكفيل بتمكين القطاع الخاص من النمو ومن تطوير مشروعات لاستيعاب دولارات النفط . ويقول اقتصاديون عالميون إن خطوات الإصلاح في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة تجاوزت المعدل العالمي.
من جانبها، تقول الأميرة لولوه الفيصل ، مديرة كلية عفت في المملكة العربية السعودية ، إنه لا بد من إيجاد 100 مليون مكان عمل جديد حتى عام 2025 . كما يقول رودس إن جزءا من دولارات النفط يجب أن يستثمر في الخدمات التعليمية والصحية لكي يستفيد الناس بسرعة من الدخول النفطية.
ويشير محمد الماضي، المدير التنفيذي لشركة سابك السعودية المنتجة للبتروكيماويات، إلى أنه بالطبع لا يوجد هناك نقص لا في رأس المال ولا في المشروعات، ففي العربية السعودية وحدها تبلغ استثمارات "سابك"، التي في طور التخطيط أو في مرحلة البناء 20 مليار دولار، وإن كان ثمة نقص في رأس المال البشري المؤهل اللازم لتحقيق هذه المشروعات بالسرعة المطلوبة.
أما بالنسبة لمحمد المهدي ، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز مصر فقد كان تنشيط التجارة البينية في الإقليم أحد أهم الموضوعات في المنتدى. فبوجود رجال أعمال وسياسيين من العالم العربي جرت مناقشات جادة حول التوصل لحلول عملية لمشكلات من نوع النقص في تمويل هذه التجارة وطرق المواصلات وتبسيط الإجراءات الجمركية. وأبدى نجيب ساويرس الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم إحدى كبريات الشركات الخاصة في الشرق الأوسط، بعض الملاحظات الناقدة بشأن تزايد النزعة الوطنية في الاقتصاد لدى الدول الصناعية. وتمنى رجل الأعمال المصري أن تمتنع حكومات العالم كلها عن التدخل في آليات السوق.

الأكثر قراءة