ارتفاع إنتاج القمح السعودي 2.8 مليون طن .. و 6.4 طن لكل هكتار

ارتفاع إنتاج القمح السعودي 2.8 مليون طن .. و 6.4 طن لكل هكتار

توقعت مصادر زراعية أن يناهز إنتاج القمح السعودي هذا العام 2.8 مليون طن، ارتفاعا من 2.4 مليون طن العام الماضي، في الوقت الذي سجلت فيه إنتاجية الطن الواحد ارتفاعا ملحوظا في مختلف مناطق البلاد، بمتوسط 6.4 طن للهكتار.
وقالت المصادر، إن السيولة الموجودة لدى المزارعين بفعل الصرف المتوالي لمستحقاتهم من قبل الحكومة، واعتدال الأجواء خلال الموسم المنصرم، وعودة كثيرين إلى الزراعة بعد أن بقيت أراضيهم لفترة طويلة دون زراعة ساعد على رفع الإنتاجية وتقليل الأعشاب التي غالبا ما ترافق المحصول وتشكل خطرا عليه.
من جانبها توقعت شركة حائل للتنمية الزراعية "هادكو" أن تنتج أكثر من 90 ألف طن من القمح للموسم الحالي والتي تتجاوز مساحة محصول القمح المزروع في الحقول في موقع الشركة على طريق حائل القصيم كيلو 120، عشرة آلاف هكتار موزعة على 251 دائرة مزروعة.
وحققت شركة حائل للتنمية الزراعية"هادكو" نتائج إيجابية في حصاد محصول القمح للموسم الزراعي الحالي بعد وصول نسبة حصاد الأيام الماضية إلى حاجز 7,5 طن للهكتار الواحد.
وأوضح لـ"الاقتصادية" إبراهيم محمد الفهد المدير التنفيذي لشركة حائل للتنمية الزراعية"هادكو"أنَّ موسم حصاد الموسم الحالي والذي تتواصل فعالياته لمدة تتجاوز 35 يوما جيد ويبشر بالخير للشركة.
وأضاف أن مراقبة الحصاد تتم عبر غرفة عمليات حصاد القمح والتي تأتي نسختها هذا العام للعام الخامس عشر على التوالي مشيرا إلى أن نتائج الأربع أيام الأولى من الحصاد جاءت جيدة جدا وأبان الفهد أن معدل الإنتاج خلال الموسمين الأخيرين وصل إلى 7.4 طن للهكتار وهذه النسبة تعد الأعلى في"هادكو" منذ 15 عاما وقال: إلا أننا نأمل أن نتجاوز هذا الرقم العام الحالي.
و أبان أن شركته زودت المشروع بأربع حصادات عملاقة ذات إمكانات عالية ومن أحدث حصَّادات القمح الموجودة في العالم نظير انخفاض نسبة الفاقد التي لا تتجاوز1 في المائة من جانب وانخفاض نسبة الكسر لحبيبات القمح من جانب آخر مؤكدا أن الطاقة الإنتاجية للحصادة الواحدة أعلى بثلاثة أضعاف من إنتاجية الحصادة العادية.
وسيتواصل موسم الحصاد في"هادكو"حسب تأكيدات مديرها العام لمدة 30 يوما ستعمل على إنجاز حصاد أكثر من 251 دائرة مزروعة تتولى حصادها أكثر من 30 حصادة.
ويبلغ إنتاج حائل من القمح سنوياً نحو الـ 50 في المائة من الإنتاج الإجمالي للسعودية من هذا المحصول. ويستنفر مزارعو حائل جهودهم وطاقاتهم خلال هذه الأيام لحصاد محصول مزارعهم من القمح والذي يعد محصولا استراتيجيا في البلاد ويعول علي هذا المحصول الكثير من مزارعي حائل ويعقدون الآمال والطموحات الكبيرة بحلول هذه الأيام التي تعد بجميع المقاييس مرحلة مخاض يترقبها أهالي حائل عامة.
وباشر مطلع الأسبوع المنصرم مزارعو الجهة الشرقية من حائل وتحديدا المزارع التي تقع على طريق حائل – القصيم أعمال حصاد محصول القمح قبل أن ينتقل إلى مدينتي الخطة وبقعاء ومن ثم إلى الجوف فتبوك بعد أن بدأ موسم الحصاد في البلاد في وادي الدواسر ثم الخرج فالرياض ومن بعده جاءت القصيم قبل أن ينتقل الحصاد إلى حائل.
ويتبع ملاك الحصادات نظامين لتحديد أسعار تأجير حصادتهم النظام الأول يعتمد على الهكتار بحيث يراوح بين 120ـ 180 ريالا للهكتار الواحد. والنظام الثاني يتمثل في تحديد سعر معين لبرج الرشاش الواحد.
من جانبهم بدأ المزارعون في مدينة طبرجل التابعة لمنطقة الجوف – شمالي السعودية – عمليات حصاد محصولهم من القمح والذي تمت زراعته منذ بداية العام 2006 الحالي.
وتوجد بالقرب من مدينة طبرجل منطقة بسيطا- طبرجل وهي منطقة زراعية واسعة و تعد من أشهر المناطق الزراعية في السعودية في الوقت الحالي وذلك بسبب خصوبة تربتها وانبساط أراضيها إضافة إلي وفرة المياه الجوفية فيها الأمر الذي أدى إلي وفرة وجودة وتنوع الإنتاج الزراعي فيها، مما جعلها محط أنظار المزارعين والمستثمرين في السعودية، ولهذه الأسباب وغيرها وصف الكثير من المواطنين منطقة بسيطا-طبرجل بأنها تعد سلة الغذاء في السعودية.
وأوضح لـ"الاقتصادية" عدد من المزارعين القدامى في طبرجل والذين لهم باع طويل وخبرات في مجال الزراعة أن أغلب المزارعين يعتمدون اعتماداً كلياً على موسم زراعة القمح و تراوح المدة بين عملية البذر وعملية الحصاد أكثر من خمسة أشهر.
واتفقت آراء العديد من المزارعين في طبرجل على أنهم ينفقون على محصول القمح مبالغ تختلف من مزارع لآخر وتقدر حسب مساحة الأرض المزروعة في الدرجة الأولى ثم تأتي خبرة المزارع وذلك من خلال تصرفه الجيد في وضع الميزانية وإنفاقها بالشكل الصحيح طوال الموسم وأشاروا إلي أن الأرض التي تقدر مساحتها المزروعة بنحو الكيلومتر المربع تستهلك ما بين(200 و 230 ألف ريال) وذلك خلال الموسم الزراعي الواحد لمحصول القمح ، منذ عملية البذر وحتى آخر مرحلة وهي عملية الحصاد. وهذه القيمة لا تشمل قيمة الأرض والمعدات كالرشاش المحوري والمكائن والخزانات والتجهيزات الأساسية ويراوح إنتاجها بين 420 و550 طن قمح.
وأخذ أصحاب الحصادات في التوافد إلى المنطقة والتنافس على الحصول على أكبر عدد من العقود مع المزارعين لحصاد مشاريعهم، حيث راوحت أسعار الحصاد بين 800و 1100 ريال للبرج الواحد من جهاز الرشاش الزراعي المحوري وذلك للمشاريع الزراعية التي لا يقل الرشاش المحوري فيها عن سبعة أبراج، فيما راوحت أسعار الحصاد للرشاش الزراعي المحوري المكون من ستة أبراج وأقل بين 700 و500 ريال للبرج الواحد.
ويرجع الكثير من المزارعين تباين أسعار عمليات حصاد محصول القمح إلي الشروط التي يشترطها المزارع على أصحاب الحصادات والتي من أهمها نوعية وماركة الحصادة وحداثة موديلها. وكذلك الخبرات التي يتصف بها قائد الحصادة في إتقان عمليات الحصاد من خلال تصفية حبوب القمح من بقايا التبن وعدم تناثر حبوب القمح على الأرض أو تكسيرها أثناء الحصاد وذلك لأنه يسبب قلة في الإنتاج ووجود شوائب في المحصول نتيجة التكسير أو عدم التصفية.
فيما يرجع عدد من المزارعين تباين أسعار الحصاد إلي قلة عدد الحصادات الجيدة مقارنة بعدد المشاريع والمزارع، إضافة إلي تأسيس أصحاب الحصادات لعملاء من المزارعين في الأعوام الماضية مما يجعل أصحاب الحصادات مرتبطين بعقود حصاد حتى نهاية موسم الحصاد.

الأكثر قراءة