جوال هيئة الري والصرف
<a href="mailto:[email protected]">Kalfuhaid@hotmail.com</a>
اعتمد الأجداد منذ القدم على الزراعة في الواحات لتأمين احتياجاتهم من الغذاء والكساء، والمسكن، حيث كان معظم السكان في شبه الجزيرة العربية يشتغلون بالزراعة والرعي وتربية الماشية، هذا إضافة إلى الغوص واستخراج اللؤلؤ من أعماق البحار لأولئك السكان المجاورين للبحار. واستمر بعض الأحفاد في هذا الاهتمام. وبعد أن منّ الله على هذه البلاد بالخيرات بعد عام 1973م الذي توافرت معه السيولة النقدية تبنت الحكومة السعودية عدداً من السياسات لدعم القطاعات الإنتاجية المختلفة ومنها القطاع الزراعي وذلك باتباع سياسات الإقراض ودعم مدخلات ومخرجات الإنتاج الزراعي وتقديم الخدمات الإرشادية، وتحقق معه الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات، وكذلك التصدير في البعض منها، وتنوعت المجالات المتعددة المتصلة بالقطاع الزراعي مثل الثروة الحيوانية والأسماك والبيوت المحمية إضافة إلى المحاصيل الحقلية مثل القمح والتمور وغيرها وتوطن أبناء الريف والهجر. وتحولت المزارع في المملكة من مزارع صغيرة تقليدية إلى مزارع ومشاريع استثمارية بأحجام مختلفة، ومع هذا التطور انتشرت أصناف جديدة من النباتات والحيوانات وتوافرت أنظمة إنتاجية اقتصادية، كما ظهرت أمراض نباتية وحيوانية لم تكن موجودة. وفي الوقت نفسه توافر كم هائل من المعلومات لها علاقة سواء بأنظمة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني أو مدخلاته، أو أمراض النباتات والحيوانات مما يتطلب متابعة كل ما هو جديد للإسهام في خفض تكاليف الإنتاج وتحقيق عوائد مجزية. ومن هنا تبرز الحاجة للإرشاد الزراعي الذي أصبح مطلبا للمزارعين قد يكون حاجة ملحة لهم، إلا أنه قد يكون أيضا شماعة يلجأ إليها بعضهم, والمعلومات الإيجابية في القطاع الزراعي متوافرة لدى جهات عدةً مثل وزارة الزراعة، الجامعات السعودية، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كبار المزارعين والشركات الزراعية، ويبقى دور الإرشاد الزراعي كحلقة وصل لنقل هذه المعلومات بأسلوب مبسط للمزارع عبر قنوات الاتصال المختلفة.
والإرشاد الزراعي بواقعه الحالي يتطلب المزيد من العمل من الجهات ذات العلاقة لتحقيق أهدافه إلا أن ما يطمئن هو إدراك المسؤولين عن هذا الجانب للدور الحيوي لهذا الجهاز، وانعكس ذلك في النقلة النوعية التي حدثت في جوانبه المختلفة وتسخير التقنية لتوفير المعلومة الهادف للاستفادة من تقنية نقل المعلومات وكان آخرها برنامج هيئة الري والصرف في الأحساء (حسبما أوردته جريدة "الحياة") الذي يهدف إلى إرسال عشرة آلاف رسالة بالجوّال للتواصل مع المزارعين المستفيدين من خدمة الهيئة للتعريف عن بعد بطرق المكافحة والوقاية من بعض الآفات والأمراض النباتية التي تصيب المزروعات، وكيفية الاستفادة من خدماتها وعلى وجه الخصوص مصنع التمور التابع لها، إلا أنه لتنشيط جانب الإرشاد الزراعي يتطلب الأمر إيجاد قنوات اتصال مستمرة مع المزارعين، والاستمرار في فتح قنوات إضافية مع القطاع الخاص للإسهام في تمويل أنشطة الإرشاد الزراعي، والمؤمل أن يحقق دوره المأمول منه بتكثيف العمل عبر تلك القنوات بالتنسيق مع تكتلات المزارعين وفي مقدمتها الجمعيات التعاونية الزراعية.
والله ولي التوفيق،،،