عدم وضوح الرؤية وترقب مؤشرات التضخم محركان للسوق الأمريكية

عدم وضوح الرؤية وترقب مؤشرات التضخم محركان للسوق الأمريكية

عدم وضوح الرؤية وترقب مؤشرات التضخم محركان للسوق الأمريكية

<a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a>

اقتصرت أيام تداول الأسبوع الماضي على أربعة أيام بسبب عطلة يوم الإثنين Memorial Day، ومع قصر التداول لم يُخف المتعاملون حالة عدم القدرة على اتخاذ القرار التي كانت ظاهرةً على تعاملاتهم، حيث رأينا قوة تذبذب السوق خلال أداء الأسبوع، حيث بدأت على انخفاض، ولكن صدور نسخة عن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي تم في العاشر من أيار (مايو) جعل الأسواق تنخفض كردّ فعل سلبي، هذا التردد من المُستثمرين جعل المؤشرات تُغلق على ارتفاع بسيط، بينما أخفق مؤشر "داو جونز"، وأغلق على انخفاض بنسبة 0.3 في المائة، بينما ارتفع "ناسداك" وS&P 500 بنسبة 0.4 و0.6 في المائة على التوالي.
البيانات والمؤشرات الاقتصادية لعبت دوراً رئيسياً في صنع حركة السوق وخلق الرغبة أحياناً والرهبة أحياناً أخرى في نفوس المُتعاملين في السوق، ومن الواضح أن البيانات والمؤشرات الاقتصادية سيكون لها الريادة في قيادة شعور السوق خلال الفترة القريبة، نظراً لغياب المؤثرات الأخرى، وأقرب مثال على هذا التأثير هو تعامل المُستثمرين مع ما نُشر حول اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي عُقد في العاشر من أيار (مايو)، وفيها أُشير إلى أن أعضاء الاحتياطي الفيدرالي غير مستقرين على رؤية واضحة حول السياسة النقدية بخصوص الفائدة، ولكنهم مُجمعون على أن ضغوط التضخم آخذة في التزايد، بعد ما اطلع المُستثمرون على رؤية أعضاء الاحتياطي الفيدرالي تفاعلوا معه بشكل سلبي حيث فهموا أن التخوف من التضخم ما زال يُشكل هاجس أعضاء المجلس ولكن مع نهاية يوم الأربعاء انتهى أداء السوق مستقراً.
يوم الخميس صدرت بيانات عن مبيعات شركات التجزئة التي خرجت إيجابية وأنهت التخوف من إخفاقها خصوصاً بعد ما أصدرت Wall-Mart يوم الثلاثاء بيانات أقل من المُتوقع، الأخبار التي نقلتها شركات التجزئة أعطت انطباعا على أن إنفاق المُستهلك ما زال جيدا ومُطمئنا ويسير بخطى جيدة.
مع أهمية كل البيانات السابقة إلا أن البيان الأخير الذي صدر الجمعة عن عدد الوظائف الجديدة لشهر أيار (مايو) كان هو المُنتظر وهو الأهم على الإطلاق وسنرى لماذا، لقد اُعلن عن توفير 75 ألف وظيفة جديدة فقط مع أن التوقعات كانت تتحدث عن 180 ألف وظيفة، أي لا مجال للمقارنة، ولكن دائماً أذكرك عزيزي القارئ أنه في ظل وجود مخاوف من التضخم وقلق البنك المركزي منه فإن الزيادة في عدد الوظائف الجديدة يُعطي انطباعا للبنك المركزي أن الاقتصاد ينمو بقوة تجعله يُقبل على توظيف المزيد من الموظفين حتى تتمكن الشركات من زيادة الطلب على منتجاتها وخدماتها وبالتالي تحقق نموا في الأرباح وهذا بدوره يزيد من التضخم ويرفع مؤشراته.
من هنا فإن انخفاض عدد الوظائف الجديدة يدل على انخفاض في أعمال الشركات ويُهدئ من النمو ومعه ستهدأ مخاوف البنك المركزي من التضخم، لذا كان الإعلان عن إضافة الاقتصاد إلى 70 ألف وظيفة جديدة فقط بدلاً من 180 ألف وظيفة أمرا إيجابيا، وأُذكر هنا أن عدد الوظائف الجديدة في شهر نيسان (أبريل) كانت أقل من التوقعات أيضاً، وهذا مؤشر إيجابي آخر أن تنخفض عدد الوظائف الجديدة لشهرين متتاليين، لذا فكر المُستثمرون في أن الاحتياطي الفيدرالي ربما لا يرفع الفائدة في التاسع والعشرين من حزيران (يونيو) المقبل، فرأينا السوق ترتفع نظراً لهذا التفسير المتفائل، ولكن مع نهاية اليوم حضر المُستثمرون المُتشائمون ليقولوا إن هذا قد يعني بداية تباطؤ في نمو الاقتصاد الأمريكي وتتأثر أرباح الشركات سلباً، فرأينا السوق تتراجع أرباحها يوم الجمعة وتتواضع.

من هنا أعود لما ذكرته في بداية التقرير أن السوق تعيش حالة عدم استقرار لدى المُستثمرين وعدم وجود رؤية واضحة لديهم، وهذه حالة طبيعية، فالجميع من مُستثمرين واقتصاديين ينتظرون صدور مزيد من المؤشرات الاقتصادية ذات العلاقة بالتضخم مثل مؤشر أسعار المُنتجين PPI والمُستهلكين CPI في الثالث عشر والرابع عشر من هذا الشهر على التوالي، حتى يعرف الجميع إلى أين سيذهب بهم هذا الاقتصاد، لذا قلت إن المؤشرات الاقتصادية سيكون لها الريادة في قيادة حركة سوق وخلق شعوره بين خوف أو طمع، وسنرى كيف يتفاعل السوق مع هذه البيانات والمؤشرات الاقتصادية بحساسية بالغة، كما لا ننسى الأحداث السياسية التي لها دور في تأكيد حالة عدم وضوح الرؤية لدى المُستثمر وأهمها قضية إيران.

الأسبوع الحالي
تقلب حركة مؤشرات السوق هي السمة الغالبة على سلوك السوق والمُستثمرين، وسنستمر على هذا حتى تظهر مؤشرات وبيانات اقتصادية واضحة تؤكد الوجهة الحقيقية لدى البنك المركزي بخصوص الفائدة وكابوس التضخم، قلة البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع ستسهم قليلاً في تخفيف حدة هذا التقلب لكن لن يمنع وجوده، سيراقب المُستثمرون عددا من التصريحات لأعضاء من البنك المركزي أولهم رئيس الاحتياطي الفيدرالي السيد "بن برنانكي" الذي سيجتمع في واشنطن مع رئيسيّ البنك المركزي الياباني والأوروبي وما يهم المُستثمرين هو تصريح المحافظ عن الفائدة في الفترة القادمة ورؤيته المُستقبلية بشأنها.
من البيانات والمؤشرات الاقتصادية القليلة التي ستُعلن هذا الأسبوع مؤشر ISM للخدمات لشهر أيار (مايو) ويُتوقع هبوطه حتى 60.01 بعد أن كانت قراءته الأخيرة في نيسان (أبريل) هي 63، أما يوم الأربعاء فستصدر بيانات الاستهلاك الائتماني عن شهر نيسان (أبريل) ويُتوقع ارتفاعه إلى 3.5 مليار دولار بعد أن كان 2.5 مليار دولار في آذار (مارس)، أما أهم هذه البيانات فهو الميزان التجاري الذي سيصدر الجمعة، ويتوقع الاقتصاديون أن يرتفع إلى 65 مليارا بعد أن كان 62 مليار دولار، هناك مؤشرات اقتصادية أخرى يُمكن الاطلاع على موعد صدورها في الجدول المرفق، أما بالنسبة لأرباح الشركات التي ستُعلن هذا الأسبوع فهي قليلة ولا توجد شركات ذات أهمية.

التحليل الفني
ارتفع "ناسداك" بشكل طفيف حتى أغلق عند 2219.41 وكان اندفاعه في آخر الأسبوع وأفضل ما قام به "ناسداك" أنه أغلق فوق متوسط حركة عشرة أيام، وحاول تجاوز متوسط حركة 20 يوما ومئتيّ يوم الموجودين عند 2230 نقطة، ولكنه فشل في ذلك مُغلقاً قريباً جداً منهما ومُعلنا محاولته تحدي هاتين المقاومتين، جميع متوسطات الحركة ذات الـ 50 يوما والمائة و150 يوما هي مستويات مقاومة تقف وجهاً لوجه في طريق "ناسداك"، ولا يجد "ناسداك" الدعم إلا من متوسط حركة عشرة أيام عند مستوى 2189 نقطة.
الأقرب أن "ناسداك" سيواجه صعوبة بالغة في تجاوز المقاومة عند 2230 نقطة لوجود متوسطي 20 و200 يوم معا، كما أن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها السوق في انتظار ظهور مؤشرات واضحة عن التضخم ستدعم توجه "ناسداك" للتحرك بشكل جانبي متذبذب بين مستويي 2140 و2230 نقطة، لكن إذا هبط "ناسداك" تحت متوسط حركة عشرة أيام فإن هذا الهبوط سيؤدي إلى حدوث موجات من البيع لا بأس بها، أما إذا ارتفع "ناسداك" واقترب متوسط حركة عشرة أيام من اختراق متوسط حركة 20 يوما فإن هذا سيؤدي إلى حدوث ارتفاع لا بأس به حتى مستوى 2260 نقطة تقريباً.

التحليل الفني لمؤشر "ناسداك" حتى إغلاق الجمعة 2 – يونيو

تحت الضوء
في التقرير السابق سلطت الضوء على عدد من الأسهم أولها كان سهم شركة Dell Inc (DELL) والذي تحدثت عنه منذ أسبوعين وحددت هدفه حتى 26 دولارا، وقد تمكن سهم Dell من الارتفاع والوصول حتى 26.08 دولار، وكان قد افتتح يوم صدور التقرير قبل أسبوعين عند سعر 24.42 دولار أي أنه حقق بذلك ربحا يُقدر بـ 6.8 في المائة، السهم الثاني كان لشركة Nortel Networks Corp. (NT) والذي افتتح يوم صدور التقرير عند سعر 2.43 دولار وتذبذبت حركته حتى أغلق يوم الجمعة منخفضاً بستة سنتات عند سعر 2.37 دولار، وأرى أن السهم ضعف فنياً ويحتاج أن يُغلق فوق مستوى 2.41 دولار بحجم تداول جيد حتى يمكن القول إن لديه فرصة أخرى للصعود، ولكنه ما زال قريبا من نقطة الشراء التي تمت يوم صدور التقرير السابق مما يعني عدم حدوث خسارة لمن اشتراه الأسبوع الماضي، سهم شركة EMC Corp. (EMC) افتتح هو الآخر يوم صدور التقرير عند سعر 12.7 دولار وتذبذب بشكل قوي خصوصاً يوم الجمعة حتى وصل إلى سعر 13 دولارا أي حقق ارتفاعا نسبته 2.4 في المائة، وعاد فأغلق عند 12.89 دولار، السهم يملك فرصة جيدة للصعود حتى 13.20 دولار شرط بقائه فوق سعر 12.90 دولار.

الأكثر قراءة