"باسف" توسّع شراكتها مع "غاز بروم" الروسية العملاقة للطاقة
على هامش اللقاء ما بين الحكومتين، الألمانية والروسية، في مدينة تومسك غرب سيبيريا عززت مجموعة باسف BASF الألمانية لتصنيع المواد الكيميائية من تعاونها مع مجموعة غاز بروم الروسية. وفي المقابل، بقيت مجموعة ايون الطاقة في ذاك اللقاء متفرجة ليس أكثر، وهي التي تتفاوض منذ فترة في أمر التعاون مع مجموعة غاز بروم. لكن ألكسندر ميدفيدجيف عضو مجلس إدارة مجموعة غاز بروم لم يستبعد عقد اتفاق مماثل مع ايون في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة.
وسبق أن وافقت مجموعة باسف BASF على أمر تبادل حصص الشركة عن طريق شركتها الفرع فينترشال Wintershall وعليه تحظى مجموعة باسف بحصة من حقل الغاز الكبير جوشنو - روسكويو في غرب سيبيريا. وتمتلك شركة غاز بروم في مقابل شركة فينترشال، حصصاً تجارية إضافية من الشركة العامة وينغاز وهي ثاني أكبر شركة ألمانية لتجارة الغاز بعد ايون وعلى هذا النحو، سترتفع مساهمة غاز بروم من 35 إلى 50 في المائة لما يُقارب السهم. ومن المفترض أن تركّز وينغاز أكثر في المستقبل على تشغيل الغاز في ألمانيا، حسب ما ورد عن الشركة. وفي الوقت نفسه، تنوي غاز بروم و فينترشال تأسيس (وينغاز أوروبا) ضمن الحصص ذاتها، والتي من المفترض أن تعزز تجارة الغاز خارج ألمانيا أكثر.
ولم تشر شركة غاز بروم حتى هذه اللحظة إلى الكثير من التقدّم، نظراً إلى محاولاتها لإثبات وجودها في السوق الأوروبية. ويحظى الروس من مجموعة باسف، إضافة إلى حصص من شراكة ممتدة أخرى عن طريق فينترشال، بالمساهمات في ليبيا.
وتُدير باسف منذ أعوام ضمن علاقاتها التجارية مع غاز بروم شعار "الأخذ والعطاء". وإلى جانب تزويد الغاز، حيث لم تأخذ مجموعة تصنيع المواد الكيميائية مباشرةً العام الماضي سوى الغاز الروسي ولكنها فتحت مدخلاً للروس إلى سوق المستهلك النهائي الألماني.
وبهدف تقليص الاستقلالية عن المصدر الاحتكاري الأحادي في ألمانيا للغاز، أسست فينترشال و غاز بروم في عام 1990 شركة وينغاز والتي تبلغ حصتها في الوقت الراهن من السوق نحو 15 في المائة في ألمانيا، وتعتمد على 80 في المائة من الغاز الروسي. وحينها استهلكت مجموعة باسف الكثير من الغاز ومن المواد الكيميائية بالأخص، أكثر من أية مجموعة صناعية أخرى في ألمانيا. وإضافة إلى هذا، فإن مجموعة باسف حتى الآن هي الشركة الألمانية الوحيدة، التي تنتج الغاز في سيبيريا أيضاً. ومنذ ثلاثة أعوام، أسست مجموعة باسف الشركة التعاونية أخيمغاز -Achimgas لاستغلال أكبر حقول الغاز نوفي أورينجوي - Nowy Urengoi الروسية.
وأشارت شركة ايون خلال الأيام الأخيرة الماضية، إلى اختلاف تصورات القيمة المحتملة عن المقايضة التي يُجرى تفاوضها مع غاز بروم لتوقيع العقد. وما تزال شركة ايون للغاز تُبدي اهتمامها بتحقيق مساهمة في مصدر الغاز جوشنو روسكويو، وعلى أية حال لن يكون بإمكانها ذلك إلا في حالة تمكنت من تحقيق نطاق مشابه بمجموعة باسف، حسب ما أكّد مدير ايون للغاز، بيركارد يرجمان أخيرا أثناء معرض هانوفر. بينما ترى ايون نفسها، مجموعة طاقة غير متصدّعة من الناحية الأخرى مثل شركة باسف، حيث حققت كمجموعة للمواد الكيماوية ضمن تجارة الطاقة مصادر ربحية إضافية. وتنوي ايون عبر فترة من الزمان تأمين مركز ثابت لها من بين شركات الإنتاج في غرب أوروبا الرائدة. ولا تنوي الشركة في هذا الدور أن تكون أحادية، داعمةً لواحدة من الشركات المُنتجة للطاقة والمهيمنة فقط مثل وينغاز، وعدم أخذ مثل هذه الشركة كشريك من الشركات الأوروبية الرائدة.