التحديات والفرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة

التحديات والفرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة

التحديات والفرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة

يشغل قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة جزءاً كبيراً من إجمالي أسواق المملكة العربية السعودية، كما أنه يمثل أحد أكثر القطاعات نمواً. وتجمع الأطراف المطلعة على هذه الأسواق على هذه الحقيقة دون خلاف أن هذه المنشآت الأصغر حجما في أمس الحاجة إلى المساعدة على النمو والتوسع بشكل أسرع, لكي تتمكن من الصمود في أسواق تتسم بالمنافسة الشديدة, خاصة بعد أن فتحت الأسواق على بعضها بعضا، وأصبحت القدرة على المنافسة من أهم مقومات النجاح للأعمال. ويزخر هذا القطاع بالعديد من الفرص الواعدة في ظل الاهتمام المتزايد به من قبل الحكومات في الشرق الأوسط التي تدرك أهمية هذا القطاع والدور الذي تلعبه في تطور ونمو اقتصاد هذه الدول. ونرى اليوم عددا من المبادرات الحكومية التي تدعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة, حيث يعد قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة أكثر القطاعات تغيرا، فديناميكية القطاع تحتم عليه متطلبات تختلف عن غيره من القطاعات، والمنهجيات التي تنتهجها هذه المنشآت الصغيرة والمتوسطة تختلف عن غيرها، مما يعني أن التحديات مختلفة أيضا في هذا المجال، على الرغم من أن الفرص تبقى ذاتها متاحة أمام الجميع، وأساليب التمويل في طبيعتها هي ذاتها أيضا، وهذه المنشآت بطبيعة الحال، كغيرها في القطاعات الأخرى، تسعى إلى زيادة الفاعلية وتقليص التكاليف لزيادة الأرباح والدعم التمويلي للتوسع والنمو.
لقد تبلورت فكرة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال التحاور
بين أقطاب المصالح المرتبطة بهذه الشريحة والتي يتمثل أكثر من 50 في المائة منها من فئة الشباب والشابات حيث انطلقت أخيرا في الرياض فعاليات ملتقى شباب الأعمال الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية في الرياض لأول مرة وعلى مستوى الغرف السعودية تحت رعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، حيث لاقى الملتقى استحسان الجميع لاهتمامه بالمشاريع الشابة خاصة وقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة عامة، وذلك من خلال عرض الفرص والمشاكل وأساليب التمويل المتاحة لهذه الشريحة.
واشتمل المعرض على الفرص الاستثمارية المتاحة للشباب ومتطلبات استثمارها، والتعريف بالجهات الداعمة والممولة للمستثمرين وآليات الاستفادة منها، خصوصا آليات الحصول على التمويل الميسر، إضافة إلى البحث في إمكانية توسع مصادر التمويل أمام الشباب لمساندتهم في إقامة المشاريع ذات الجدوى التي يطمحون إلى انجازها.
هذا ويجمع الكثير على أهمية هذا القطاع في تحريك عجلة النمو والإبداع من خلال تنوع اختصاصات كثير من رواده من الشباب والشابات وتطويرهم نشاطاتهم في كل المجالات المختلفة كتقنية المعلومات والبيع بالتجزئة (الأزياء وغيرها) والمأكولات السريعة مما يشكل دعما للعديد من الشباب الذين هم على وشك الانخراط في عالم الأعمال.
وأكمل هذا القطاع تأسيس نواته على أيدي شباب مروا بمرحلة التأسيس والإدارة، والآن هم في أمس الحاجة إلى الدعم للنمو والتوسع ولكن هذه الطموحات تبقى مرهونة بتوافر أساليب التمويل التوسعي المختلفة كبرنامج (كفالة) على سبيل المثال.
إن طبيعة المنافسة اليوم تحتم على الشركات أن تسعى إلى تعزيز فاعليتها وإنتاجيتها وقوة مركزها المالي بتوفير التمويل اللازم لتضمن لنفسها الصمود والبقاء في الأسواق، لكن لا يمكن لحلول تمويلية قليلة أن تضمن لهذه المنشآت النمو والتوسع، نتيجة للتعقيد الذي تتسم به والكلفة العالية مقارنة بحجم هذه المنشآت، وفي ظل النمو الكبير الذي تشهده أسواق المملكة العربية السعودية، تبرز قوة قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وفقا لحجم الفرص ومعدل النمو الذي تسجله عاما بعد عام، فهل ستكون أساليب التمويل المتوافرة اليوم قادرة على تلبية احتياجات هذا القطاع ومتطلباته بالاعتماد على برنامج واحد فقط مثل (كفالة) الذي يتيحها لهم بضمان 50 في المائة من التمويل؟

* نائب الرئيس التنفيذي و مدير عام التخطيط و التطوير
شركة رقمي لأنظمة الحاسب الآلي المحدودة (دجي كوم)

الأكثر قراءة