الحقائق الأساسية عن الشركات الناجحة وبناء ثقافة تطيح بالمنافسة
تحقق تنمية الثقافة المؤسسية السليمة في الشركة تأثيرا كبيرا، حيث تساعد المدير والموظفين في التركيز على أساسيات العمل، والابتكار، وزيادة فعالية فرق العمل، وتساعد الجميع على وضع مصلحة الشركة أولا.
في الأسواق التي تتزايد فيها حدة المنافسة بين الشركات وتتشابه فيها المنتجات والخدمات، لا بد وأن يكون هناك ما يميز بين الشركات العظيمة ويفرقها عن المنافسين. ولكن كيف السبيل إلى هذا والكل يستخدم التقنيات نفسها والكلمات الرنانة والتكنولوجيا نفسها أيضا؟ وما الذي يجعل بعض الشركات تحتل موقع الريادة في السوق وتبقى الأخرى منافسة لها؟
يقدم الكتاب الإجابة عن هذه الأسئلة ويلخصها في العوامل المعنوية غير المادية والتي تلخصها عبارة "ثقافة المؤسسة". فخلال خبرة مؤلف الكتاب راندي بينينجتون التي تناهز 20 عاما من العمل كمستشار في أداء الشركات، تعلم حقيقتين أساسيتين عن الشركات الناجحة: الأولى أنها لا تفقد أبدا تركيزها على تحقيق النتائج؛ الثانية أنها تصنع دائما ثقافة مؤسسية جذابة تدمج جميع الموظفين في رسالة الشركة.
هذان العاملان هما ما يفرق الشركات العظيمة عن غيرها، وهما أيضا المسؤولان عن تحقيق نتائج جيدة باستمرار. يقدم الكتاب القواعد والاستراتيجيات لبناء ثقافة مؤسسية متميزة تجعل الشركة هي المعيار الذي يتم تقييم المنافسين على أساسه.
بتطبيق تلك القواعد على الشركة؛ ستزيد معدلات فعالية الإدارة وسينخرط جميع أفراد فرق العمل في المشاريع التي يعملون فيها وستستجيب الشركة سريعا للمنافسة وللأحوال المتغيرة للسوق.
تحقق تنمية الثقافة المؤسسية السليمة في الشركة تأثيرا كبيرا، حيث تساعد المدير والموظفين في التركيز على أساسيات العمل، والابتكار، وزيادة فعالية فرق العمل، وتساعد الجميع على وضع مصلحة الشركة أولا.
لا يساعد الكتاب القراء على بناء هذه الثقافة الفعالة فحسب؛ ولكنه يعطي أيضا أمثلة واقعية للناس والشركات التي نجحت في تحقيق النتائج الجيدة. تشمل المؤسسات التي أدرجها الكتاب كنماذج لتأثير بناء الثقافة المؤسسية الصحيحة مجموعة من أشهر الشركات العالمية في العديد من المجالات المختلفة مثل صناعة السيارات والطيران وتجارة التجزئة.
يشير الكاتب إلى إعجابه بتعريف موسوعة إنكارتا للثقافة وهو: "أنماط السلوك والتفكير التي يتعلمها ويشكلها ويتشاركها الناس الذين يعيشون في المجموعات الاجتماعية"، وبالتالي فإن ثقافة المؤسسة تشمل معتقداتها وتوقعاتها وقواعد السلوك واللغة والطقوس والتكنولوجيا وأنماط الملابس وطرق التفاعل ونقل السلطات وطرق تقوية وتعديل السلوكيات السائدة في المؤسسة.
يحدد الكتاب مميزات الثقافة المؤسسية الناجحة ومنها:
* مجموعة المعتقدات والافتراضات والقيم المؤسسية التي تساعد الموظفين على الالتزام بالنتائج والعلاقات الداخلية والخارجية، وكذلك الالتزام بتحمل المسؤولية.
* التحقيق المستمر للنتائج المرغوبة ما يقوي صورة المؤسسة في أذهان العملاء والموظفين ومالكي الأسهم.
* الناس الذين ينجزون ما وعدوا به ويتخذون القرارات النابعة من واقع إخلاصهم وولائهم للشركة.
* الاحترام المتبادل والتعاون ودرجة الثقة العالية بين الأفراد ومديريهم وزملائهم ومرؤوسيهم.