الشركات المساهمة الخاصة تجتذب الطبقة الوسطى في أوروبا
يزداد اعتماد الشركات المساهمة من يوم إلى يوم على الطبقة الوسطى الأوروبية. ففي السنة الماضية باع نحو 449 من أصحاب المشاريع العائلية مشاريعهم لصناديق استثمارية مساهمة خارج نطاق البورصة، وهذا يمثل 22 في المائة زيادة على العام الماضي. وفقاً ما تفيد به دراسة اقتصادية أجراها مركز بحوث الإدارة CMBOR.
وتبين من هذه الدراسة أن ثلث المشروعات التي تم بيعها هي من المشروعات التي كانت تدار من قبل أسر. وبهذا يكون هذا القطاع من قطاعات السوق قد أصبح أهم مصدر من مصادر الاستحواذ على مشروعات بكاملها. بعد أن كانت الظاهرة الأبرز في العام الماضي هي ظاهرة الانقسامات في المشروعات.
إن مديري صناديق الاستثمار المساهمة ينحون باللائمة، منذ سنين، إلى السوق الألماني للمشروعات المدارة من قبل مالكيها كسوق رابح لعمليات الاستحواذ، لأن المشكلات التي لا حل لها، غالباً، كمسألة الوراثة، وهشاشة التمويل الذاتي السيئ السمعة لدى الطبقة الوسطى الألمانية. لقد كانت ألمانيا، حتى في العام الماضي تحتل مرتبة متأخرة بين الدول الأوروبية، وفقاً للأرقام التي أوردها مركز بحوث الإدارة.
ومن بين مجموع 113 شركة تم الاستحواذ عليها كان 26 منها من المشروعات العائلية. فقد بيعت مثلا شركة راسموسن المساهمة ذات المسؤولية المحدودة لشركة i3 البريطانية. وهذا ليس سوى مثال آخر على بيع مؤسسة عائلية مساهمة خاصة. إن تنامي حركة بيع أقسام من بعض الشركات تتمثل أيضاً في تراجع حجم الصفقات في هذا الخصوص في ألمانيا من 17.9 مليار يورو إلى 11.5 مليار، في الوقت الذي ارتفعت فيه قيمة هذه الصفقات على النطاق الأوروبي أكثر من النصف مسجلة بذلك رقماً قياسياً قدره 123.8 مليار يورو. ولكن قياساً على الأرقام المجردة فإن ألمانيا، التي شهدت بيع 113 مشروعاً، تعتبر أهم مصدر لصناديق الاستثمار التضامنية على نطاق أوروبا. "وهذا يمثل دليلاً على النمو المتواصل في الشركات المساهمة الخاصة لدى الطبقة الوسطى الألمانية، وفقاً لما يقوله بيتر هامران رئيس شركة باركليس التضامنية، وهو ما تؤكده أيضاً دراسة مؤسسة ديلويت للاستشارات، حيث زادت عمليات الاستحواذ من حيث القيمة من 5 إلى 250 مليار يورو.
وفي محاولة لمجاراة التيار الأوروبي، ما زالت ألمانيا تتلكأ في مجال بيع الشركات المساهمة. ففي الوقت الذي تصل فيه نسبة ما يسمى بـ "الإخلاء" أي إتاحة الفرصة لأحد المستثمرين لشراء مشروع من المشاريع، إلى 41 في المائة في أوروبا، فإنها لا تزيد على 30 في المائة في ألمانيا.
يذكر أن الغالبية العظمى من هذه المشروعات يجري شراؤها من قبل مستثمرين استراتيجيين. أما في أميركا الشمالية فعلى الأرجح أن يكون كل فرد ناجح من أفراد الطبقة الوسطى تقل مبيعاته عن 400 مليون دولار، قد عايش مثل هذا التبادل في الملكيات أكثر من مرة.