تقرير الوظائف الجديدة سيحسم اتجاه الأسواق هذا الأسبوع

عضو جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية
<p><a href="mailto:[email protected]">mashhour@maktoob.com</a></p>

استكمالاً للهبوط الذي بدأته الأسواق منذ ما يزيد على أسبوعين فقد استمرت المؤشرات في الهبوط مع بداية الأسبوع الماضي، حتى تمكنت في يوم الأربعاء من الثبات والتوقف عن نزف النقاط المُحبط، استمرار النزف كان أمراً طبيعيا ً بعد ما أصبحت نفسيات المُستثمرين متدنية نتيجة تصريحات البنك المركزي بحاجة الاقتصاد إلى مزيد من رفع الفائدة، إذن تمكنت الأسواق من تغيير مسارها من هبوط استمر أسبوعين إلى صعود جيد بدأ الأربعاء واستمر حتى الجمعة الماضي ليحقق مؤشرا داو جونز وS&P 500 ارتفاعاً يزيد على 1 في المائة، بينما لم يُفلح ناسداك إلا في تحقيق 0.8 في المائة وهذا يعود إلى تعثر عدد من شركات التكنولوجيا.
مسيرة الارتفاع هذه بدأت يوم الأربعاء مع صدور تقرير عن زيادة غير متوقعة في مبيعات المنازل الجديدة لشهر نيسان (أبريل)، ثم تبعها يوم الخميس صعود آخر بعد الإعلان عن أن معدل نمو الناتج المحلي GDP عن الربع الأول بعد المراجعة وصل إلى 5.3 في المائة بعد أن كان 4.8 في المائة فيما سبق، كما تلتها يوم الجمعة بيانات اقتصادية أخرى أسهمت في دعم واستقرار نفسيات المُستثمرين، كل هذه البيانات الإيجابية لم تغير كثيراً في النظرة الاقتصادية ولكنها خففت وطمأنت المُستثمرين مع وجود محفزات فنية خلقت زيادة في قوة الطلب، مما أدى إلى وقف الهبوط والتحول نحو تكتل صفقات الشراء وتغير المسار نحو الصعود.

بالنسبة إلى إعلانات أرباح الشركات فقد كانت قليلة جداً ولكنها لم تخلا من بعض الشركات المهمة، وحدث أيضاً أن أعلنت تحقيقات تقوم بها هيئة الأوراق المالية حول تلاعب مديرين في شركة إنرون بعقود الخيارات لبعض شركات التكنولوجيا، ولذا سيطول التحقيق بأثر رجعي عددا من الشركات يصل عددها إلى 24 شركة مدرجة في سوق نيويورك للأوراق المالية و16 شركة مدرجة ضمن مؤشر ناسداك.

الأسبوع الحالي

بالأمس أغلقت أسواق الأسهم بسبب عطلة Memorial Day holiday ومع هذا يبقى الاعتقاد أنه مثلما أسهمت تدني نفسية المُستثمرين في استمرار هبوط السوق مع بداية الأسبوع الماضي، فإن ارتفاع السوق في الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي سيُسهم في رفع نفسية المُستثمرين ويُكملون الصعود مع بداية هذا الأسبوع، لكن هذا الارتفاع لا بد أن يتبعه جنيّ للأرباح عند نقطة معينة وهذا ما سوف نتحدث عنه في فقرة التحليل الفني من هذا التقرير، وسيتخلل هذا الأسبوع صدور عدد من البيانات والمؤشرات الاقتصادية، أهمها تقرير عدد الوظائف الجديدة في شهر أيار (مايو) الذي يصدر يوم الجمعة، أي مع نهاية الشهر ويجد اهتماماً بالغاً من الجميع.

من أول المؤشرات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع هو مؤشر ثقة المُستهلك وذلك اليوم الثلاثاء حيث يتوقع هبوطه ليصل إلى 101 بعد أن كان 109.2 في شهر نيسان (أبريل)، وغداً الأربعاء سيطلع المُستثمرون على نسخة من اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي انعقد في العاشر من أيار (مايو) الماضي، هذا الاجتماع الذي أشعل فتيل الهبوط بسبب تصريحات محافظ البنك المركزي التي تلت هذا الاجتماع حول ضرورة رفع الفائدة أكثر، تهدف هذه النسخة التي ستصدر إلى إطلاع المُستثمرين في ما دار وحتى يستشفوا من خلالها ماهية خطة البنك المركزي بخصوص الفائدة.

تقرير مبيعات السيارات والشاحنات أحد التقارير الاقتصادية المهمة ولكن هذه المرة سيُحاول الاقتصاديون والمُستثمرون في شركات تصنيع السيارات قياس مدى تأثير ارتفاع أسعار الوقود على اختيار المُستهلك الذي يشتري السيارات، حيث يُتوقع ارتفاع الطلب على السيارات الصغيرة بعد أن شهدت ضعفاً وفي الوقت نفسه يُتوقع انحسار الطلب على الشاحنات الصغيرة التي تستهلك وقوداً أكثر، بعبارة أخرى فإن ارتفاع أسعار الوقود قد يؤدي إلى تغيير سلوك المُشترين للسيارات وهذا ما يود الجميع معرفته.

أما يوم الجمعة سيصدر تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر أيار (مايو) وهو أهم تقرير سيصدر هذا الأسبوع على الإطلاق، توقعات الاقتصاديين تتحدث عن تمكن الاقتصاد الأمريكي من إضافة 175 ألف وظيفة جديدة في شهر أيار (مايو)، أي ارتفع عما أضافه الاقتصاد في نيسان (أبريل) وكان 138 ألف وظيفة، كما أن نسبة البطالة من المتوقع لها ألا تتغير وتكون عند 4.7 في المائة.

بالنسبة إلى الشركات التي ستعلن نتائج أرباحها هذا الأسبوع فهي قليلة ولكن يغلب عليها الشركات المُتخصصة في مبيعات التجزئة مثل شركة Costco COST وTiffany TIF ولا تخلو قائمة الشركة المعلنة لأرباحها من شركات التكنولوجيا والاتصالات وعلى رأسها CA CA وشركة Vodaphone VOD وشركة Ciena CIEN.

التحليل الفني

هبط "ناسداك" حتى توقف بالفعل عند نقطة الدعم التي حددناها في التقرير السابق وهي 2142 نقطة بسبب الفجوة التي تكونت في الحادي عشر من آذار (مارس)، مؤشر ناسداك هو الأكثر تضرراً من بين المؤشرات الرئيسية فقد رأيناه يهبط كثيراً خلال أسبوعين ونصف الأسبوع حتى ارتفع ابتداءً من يوم الأربعاء الماضي وحتى الجمعة، لكن يبدو أن طريقه ليس سالكاً ودربه صعب إلا إذا صدرت مُحفزات إيجابية تزيد من تفاؤل المُستثمرين مع أنه أمر مُستبعد حيث لا توجد مؤشرات تدل على ذلك، لكن المُستثمرين سيكونون رابحين لو تمكن "ناسداك" من التماسك والتحرك بشكل جانبي بعد أن يُداهمه جنيّ أرباح المتوقع بعد هذا الصعود.

ترى ما الذي يقف في طريق "ناسداك" حالياً من مستويات مقاومة؟ أول ما يجب أن تفكر فيه هو متوسطات الحركة، "ناسداك" أغلق يوم، الجمعة عند 2210.37 نقطة أي أنه يقع تحت متوسط حركة 200 يوم الواقع عند 2229 نقطة يليه متوسط حركة 20 يوما الواقع عند 2252 تقريباً، إضافة إلى وجود منطقة مقاومة تقع بين 2263 و2250 نقطة بعد أن كانت هذه المنطقة هي منطقة دعم تكونت في منتصف شباط (فبراير) الماضي.

هناك عدد آخر من مستويات المقاومة يمكنك أن تكتشفه بنفسك بالنظر للرسم البياني ولكن الأمر الإيجابي هو صعود "ناسداك" فوق متوسط عشرة أيام، وحتى نقول عن هذا الأمر إنه أمر إيجابي فإنه يجب على "ناسداك" أن يُغلق ليوم آخر فوق متوسط عشرة أيام حتى نطمئن، لكن أعتقد أنه من الصعب عليه التقدم أكثر والتغلب على المقاومة عند 2263 ذلك أنه من الرسم البياني يتضح الشكل الحاد لهبوط متوسط 20 يوما مما يُوحي بقرب حدوث جنيّ أرباح، ولكن سيكون أمرا إيجابيا كما قلت سابقاً إذا تمكن "ناسداك" من السير بشكل جانبي على الأقل تمهيداً لتعديل مسار الهبوط والاستمرار في الصعود بعد دخول قوى شراء أكثر.

التحليل الفني لمؤشر ناسداك حتى إغلاق الجمعة 26 مايو

تحت الضوء
في التقرير السابق سلطنا الضوء على سهم شركة Dell Inc DELL حيث توقعت وصولها إلى سعر 26 دولارا تقريباً، ولكنها بدأت حركتها على انخفاض بمقدار 2.3 في المائة ثم عادت لترتفع حتى وصلت إلى 25 دولارا منطلقة من سعر 24.42 دولار عند الافتتاح في يوم صدور التقرير، ويكون السهم قد حققت ربحا يُقدر بنسبة 2.4 في المائة، ومن المتوقع أن يرتفع أكثر متجاوزاً سعر 26 دولارا بشرط أن يثبت فوق مستوى 24.74 دولار، وهنا أوضح أن تسليط الضوء على سهم لا يعني بالضرورة أنه سيحقق هدفه خلال أسبوع ولكنه يعني أنه وضع نفسه في مسار تصاعدي وبقليل من الصبر والمراقبة سيصل إلى هدفه.
هذا الأسبوع سنُسلط الضوء على سهم Nortel Networks Corp. NT وهي من الشركات المُصنعة والمُطورة لأجهزة الشبكات، سهم الشركة يُعاني من الهبوط المستمر ولكنه في كل مرة يسمح للمُضارب باقتناص شيء من الربح، وكنا في تقرير سابق قد سلطنا عليه الضوء وحقق ربحا يقترب من 5 في المائة، هذه المرة أيضاً إذا ثبت السهم فوق مستوى 2.44 دولار فإنه قد يمنح المضارب السريع والحذر ربحا مقداره 5 في المائة أيضاً، كذلك سهم شركة EMC Corp. EMC يسير على المنوال نفسه، وقد يصل إلى مستوى 13.3 دولار كأقصى حد علماً بأنه أغلق يوم الجمعة عند سعر 12.78 دولار، ومن المُرجح أن يشهد هذان السهمان تداولات تفوق متوسط حجم تداول كل منهما نظراً لوجود المُحفز الفني.