"ديل" تتخلى عن "إنتل" وتتجه لـ AMD المنافسة لتصنيع الرقائق الإلكترونية

"ديل" تتخلى عن "إنتل" وتتجه لـ AMD المنافسة لتصنيع الرقائق الإلكترونية

هي بلا شك خطوة تاريخية قد يكون السبب وراءها ما أظهرته نتائج الربع الأول من تراجع في معدلات أرباح شركة ديل، كبرى شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر في العالم. أما القرار فهو وضع نهاية لـ 22 عاما من التعاون مع شركة انتل لتصنيع رقائق الكمبيوتر الاليكترونية الصغيرة واستبدالها بالتعاون وللمرة الولي مع الشركة المنافسة أدفانسد مايكرو ديفايسيز AMD.
وتؤكّد هذه الخطوة التحوّل الجاري في موازين سوق أجهزة الحاسبات والكمبيوتر وكذلك شركات تصنيع الرقائق، فقد رزحت شركة ديل أخيرا ً تحت ضغط كبير من قبل شركة هيوليت باكارد HP المنافسة، وعلى الجانب الآخر تمكّنت مجموعة AMD من إيجاد أرض ثابتة وقوية لها في السوق في مواجهة لها مقابل عملاق القطاع شركة إنتل.
وأخطأت كل من شركتي ديل وإنتل في توقعاتهما أخيرا حول معدلات الربع الأول من العام ورزحت الشركتان تحت ضغط كبير في البورصة. وعمل الإعلان على إحداث حركة كبيرة في البورصة أخيرا، فارتفع سعر سهم شركة AMD في مجريات التداول التجارية نحو 8 في المائة نحو 34 دولارا. بينما أحرزت سندات "إنتل" المزيد من 4 في المائة، وسجلت نحو 18 دولارا، وهي التي كانت قد فقدت من قيمتها هذا العام نحو 25 في المائة، وبالتالي هي الممثل الأضعف في قائمة أسهم داو جونز.

لقد كانت الشراكة بين "ديل" و"إنتل" تبدو في القطاع أقرب ما تكون للعلاقة التكافلية، فقد كانت "ديل" الشركة الوحيدة الكبيرة لتصنيع الكمبيوتر حتى حينه التي تعتمد على رقائق "إنتل" الصغيرة فقط حتى ولو كانت هي رائدة القطاع في هذه السوق لكن شركة إنتل معروفة بمنح الشركاء من حصص السوق وغيرها حوافز مالية و قد تمكنت الشركة من استغلال هذه الخصوصية بصورة كبيرة. أما التحالف الجديد بين "ديل" ومجموعة AMD فقد يمتد لاحقاً إلى مجموعة الإنتاج "ديل" وكذلك على جزء من القطاع. وهنا يدور الأمر حول Servers التي أسهمت خلال الربع الجاري بنحو 9 في المائة من حجم مبيعات مجموعة ديل. وتنوي"ديل" إطلاق أجهزة Servers ضمن الأصناف الباهظة حتى نهاية العام محتويةً على أوبتير- Opter، وهي نوع من أنواع الرقائق التي تنتجها شركة AMD. وقد تم إطلاق هذا النوع قبل نحو ثلاثة أعوام، والتي يتم تصنيعها فعلياً في المصانع الألمانية لمجموعة AMD في مدينة دريزدن، وكانت سبب الازدهار الأخير الذي شهدته الشركة. ووصلت AMD عن طريق رقائق أوبتير في سوق Servers خلال الربع الأول إلى حصة بلغت نحو 22 في المائة .
وتأمل مجموعة AMD بوجه عام، أن يكون التعاون مع مجموعة ديل في قطاع Servers عاملاً لفتح أبواب على مجموعات إنتاجية أخرى، وخاصةً فيما يتعلّق بأجهزة الكمبيوتر الشخصي التي يمكن أن تكون سوقاً كبيرة، حيث إن أجهزة الكمبيوتر الشخصي المكتبية، والمحمولة تحققان معاً ما يزيد على 60 في المائة من حجم المبيعات لمجموعة ديل.
والتحوّل المميز إلى مجموعة AMD يُعد جزءا من التحول الجديد، والذي تردّ به مجموعة ديل على الضعف الأخير في سوقها. وحذّرت مجموعة ديل مباشرةً خلال الأسابيع الماضية، من أن معدلات الربع الأول من العام التجاري 2006/2007 ( شباط – فبراير) كانت أسوأ مما كان متوقعاً. والمعدلات المُعلن عنها حالياً، بلغت في إطار التوقعات المُعدّلة، حيث ارتفع حجم المبيعات في مجموعة ديل نحو 6 في المائة إلى 14.2 مليار دولار مقابل العام الماضي، بينما تراجع الربح الصافي نحو 18 في المائة إلى 762 مليون دولار. وقررت "ديل" إجراء تخفيض آخر في الأسعار لمواجهة حجم التطوّر الضعيف، حيث تنوي عن طريق اتخاذ هذه الخطوة استعادة حصصها من السوق.
وتراجعت حصة "ديل" من السوق العالمية في مجال أجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال الربع الأول، بناءً على معطيات مؤسسة بحث السوق جارتنر من 16.9 إلى 16.5 في المائة مقابل العام الماضي، بينما تمكنت مجموعة هيوليت باكارد HP من التقدّم من 13.8 إلى 14.9 في المائة. إضافة إلى هذا، أعلنت "ديل" أنها تريد استثمار نحو 100 مليون دولار في خدمة الزبائن، وإعادة تألقها. ومن ناحية أخرى، أعلنت "ديل" أنها ستعمل على تقليص تكاليفها خلال العام الجاري بنحو ثلاثة مليارات دولار، مؤكدة أن هذه الخطط لن تشمل تسريح أي عامل أو موظف لديها.

الأكثر قراءة