مجلس الغرف: خبراء واقتصاديون يناقشون اندماج الشركات الوطنية

يستعرض خبراء واقتصاديون الثلاثاء المقبل في مقر الغرفة التجارية في الرياض، النتائج التي تم التوصل إليها من خلال دراسات معمقة لبعض الفرص المتاحة للاندماج بين الشركات السعودية في مختلف القطاعات.
ويأتي ذلك خلال الحوار الموسع الذي ينظمه مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية في الرياض من خلال ندوة "فرص وآفاق الاندماج بين المنشآت السعودية في مختلف القطاعات"، التي يرعاها الدكتور هاشم بن عبد الله يماني وزير التجارة والصناعة وبحضور مسؤولين حكوميين وأهليين ومكاتب استشارية متخصصة.
وقال إبراهيم القرناس مدير عام إدارة البحوث والدراسات الاقتصادية، إن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار سعي الإدارة إلى تشجيع وزيادة وعي الشركات بعمليات الاندماج وأهميتها، وحث الجهات الحكومية المختصة على تشجيع وتسهيل الإجراءات اللازمة لهذا التحول. وتهدف الندوة إلى التعريف بظاهرة الاندماج وتسليط الضوء على الاهتمام العالمي بها، وتطورها، والآثار المترتبة عليها، وعلاقة عمليات الاندماج بالتخصيص، إضافة إلى إطلاع منشآت القطاع الخاص ورجال الأعمال والمختصين والمهتمين في المملكة على بعض التجارب المحلية والعالمية الناجحة في مجال الاندماج.
وقال القرناس: نحاول استكشاف مرئيات رجال الأعمال حول بعض حالات الاندماج المقترحة مثل اندماج شركات تأجير السيارات، واقتراح اندماج شركات ثلاجات المواد الغذائية، واندماج شركات البلاستيك.
وفيما يتعلق بمقترح اندماج الشركات قال القرناس إن "سابك" ستطرح خلال الندوة رؤيتها حول الاندماج بين شركات ومصانع البلاستيك في المملكة سواء على المستوى الرأسي والأفقي، باعتبار ذلك وسيلة ناجحة للمنافسة وتقليل التكاليف وزيادة القنوات التسويقية.
وعلى صعيد الاندماج بين شركات الليموزين ستناقش الندوة نتائج الدراسات الخاصة ببحث مالكي سيارة الأجرة العامة (الليموزين) الخطوات الأولية لمشروع اندماج 700 شركة في شركة واحدة أو ثلاث شركات يقدر رأسمالها بـ 3.5 مليار ريال (933 مليون دولار). وأشار مدير عام البحوث إلى أن هذه المناقشات بين الملاك استمرت أكثر من عام تم خلالها تحديد أهداف الشركة في:  بناء أسطول قوي من سيارات الأجرة العامة، إنشاء محطات الوقود المتكاملة لخدمة السيارات العاملة في المجال، إنشاء مصانع لقطع الغيار، شراء حافلات نقل تعمل بين السعودية والدول المصرح بها، إلى جانب خططها للاستثمار في النقليات وبعض النشاطات ذات الصلة بقطاع النقل.
وقال إن من مزايا الاندماج بين شركات الليموزين حسب الدراسة التي سيتم عرضها للنقاش خلال الندوة، تعزيز القدرات التنافسية للشركة المندمجة، توافر الموارد المالية اللازمة للتوسع في الأعمال والتطوير، الاستفادة من الخبرات والدروس السابقة التي مرت بها الشركات المندمجة لتطويرها إداريا ورفع مستوى كفاءة خدماتها. كما أن اندماج شركات الليموزين حسب الدراسة سيعمل ـ علاوة على أنه يساعد في تقوية قدرات المندمجين اقتصاديا ـ على استمرارية وبقاء بعض الشركات التي لا يمكنها الدخول في منافسة غير متكافئة مع الشركات الكبرى، وذلك على الرغم من العديد من سلبيات الاندماج بين هذه الشركات وفي مقدمتها، الاستغناء عن خدمات بعض الأيدي العاملة، وإمكان تمركز نشاط خدمة الليموزين في حوزة فئة معينة يجعلها تفوز بالنصيب الأكبر من الأرباح مما يجعلها تحتكر النشاط وتتحكم فيه.
كما ستناقش الندوة ـ وفقاً للقرناس ـ مقترح اندماج شركات ثلاجات المواد الغذائية في المملكة، وذلك من خلال دراسة تؤكد أن تطبيق عملية الاندماج يمثل جانباً مهماً وأساسياً تتطلبه معطيات الفترة القادمة من تسارع وتيرة التنمية في المملكة والانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي وبالذات دخول المملكة منظمة التجارة العالمية، والذي ينبغي النظر إليه كمشروع ملزم لا مجرد دراسة.
وقال القرناس إن استجابة الشركات العاملة في المجال تبدو جيدة تجاه الاندماج، حيث تبدو الفكرة مقبولة، إلا أنه قال إن الاندماج بين شركات التخزين المبرد للمواد الغذائية يتطلب إجراء دراسات موسعة ومعمقة، مشيراً إلى أن الدراسة التي ستستعرض في هذا الصدد ترى ضرورة تكوين شركة كبيرة متخصصة في مجال التبريد، ودعوة أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة فيها كمؤسسين.