المهمة الثالث لتوم كروز هزيلة لكنها مؤثرة

المهمة الثالث  لتوم كروز هزيلة لكنها مؤثرة

نجم الشباك بلا منازع توم كروز يقدم جديده القديم وهو الجزء الثالث من المهمة المستحيلة وسط ضجة إعلامية ضخمة مصاحبة لهذا العمل، وتحدث البعض عن الـ 75 مليون دولار التي رصدت للحملة التسويقية المصاحبة لآخر أعمال النجم كروز، سوف أبدأ من الخلاصة، العمل متميز إن أردنا الحديث عن مدى التطور التقني الذي توصل إليه أصحاب الاختصاص في هذا المجال فهناك براعة لا متناهية في تنفيذ المشاهد وإخراجها وتقديمها في أفضل الحلل، كذلك الأداء التمثيلي لتوم كروز الذي لا يزال متزناً ومحافظاً على المستوى الرائع نفسه بل أزيد إلى الطاقات الرياضية الإضافية التي أظهرها كروز في هذا الجزء وكأننا نشعر في هذه المشاهد عن واقع حقيقي نشاهده، إلا أن المشكلة الرئيسية التي تميز هذا الجزء عن الأول والثاني من "المهمة المستحيلة" القصة المستهلكة والسيناريو الضعيف الذي لم ينجح مخرج الفيديو كليب المشهور جي جي أبراهمز من سد الفراغات الواضحة والسريعة لهذه المهمة الثالثة التي يحتل بها التصاعد الدرامي من مبدأ الأفكار في مجملها قد استعملت، أنا لا أحكم بل أصف شعوري كمشاهد لهذا العمل الذي انتظرته.
78 مليون دولار حتى هذا التاريخ يسجلها العمل في الصالات الأمريكية فقط محققاً نجاحا قد لا يعكس قيمة العمل نسبةً إلى الجزء الأول والثاني فعندما يتقاعد العميل إيثن هانت عن أدائه لمهماته المستحيلة يصبح الوضع مملاً وخاصةً إن تحول مدرباً لعملاء شبان جدد يسعى معهم لبناء حياة عائلية جديدة عبر زواجه من إحدى الجميلات اللاتي تخص أفلامه بهن، هذه الحياة الروتينية الهادئة التي أراد هانت أن يختتم بها حياته تصبح مهددة وذلك من خلال أخطر تجار الأسلحة والصفقات في العالم الذي يحصل على كمية مجهولة من الأسلحة المتطورة والفتاكة، وهو في طور بيعها إلى جماعات متطرفة في منطقة الشرق الأوسط، وفي خضم هذه المتابعات يتم اختطاف إحدى العميلات التي قام العميل هانت بتدريبها وإصرار الوكالة على قيامه مع مجموعة يختارها لتخليص العميلة إلا أنه وفي خضم هذه العملية يتم قتل الفتاة من خلال زرع مفجر في مخها يتم التحكم فيه عن بعد وفي الوقت المناسب يتم التخلص من الشخص.
تتحول هذه المواجهة إلى واقع شرس يقوم من خلاله هانت باختطاف رئيس العصابة نفسه وهو محاط بمجموعة من المرافقين وإجراءات أمنية مشددة لتبدأ رحلة المشاهد المتميزة والحركات البهلوانية التي يتميز بها كروز. بهذه الأفلام يحقق أداء متميزاً يعتبر الركيزة الأساسية في نجاح هذا العمل، لا أريد أن أكون مروجاً لهذا العمل إلا أن الفيلم لا بد من اعتباره ملحمة رائعة من مشاهد الأكشن، الرصاص، الانفجارات والملاحقات التي ليس من الممكن أن تشاهد في الأفلام الموجودة حاليا, إذ توجد أمور جديدة تنقل إلى واقع حقيقي لمواجهة واقعية من الصعب جداً أن تنفذ بهذه البراعة وهذا الأداء، وهنا النقطة التي تسجل للمخرج أبراهمز في أول أفلامه السينمائية الذي يعتبر من أهم المخاطر التي دخلها كروز في هذا العمل وذلك من خلال إصراره على إبراهمز كمخرج للعمل دون أي تجربة فعلية في عالم السينما (جي جي إبرا همز هو مخرج فيديو كليبات ومسلسلات تلفزيونية).
ملايين من الدولارات التي أنفقت لسد التكلفة الإنتاجية لهذا العمل من خلال شركة بارامونت التي يعتبر القائمون عليها أنه من الممكن الخوض في أي مغامرة في عالم السينما إن كان توم كروز هو بطل الفيلم وهذه المعادلة قد برهنت من خلال الكم الهائل من الأفلام التي أنتجت ولعب كروز دور البطولة فيها وحققت الأرقام الممتازة في عائداتها ليس بسبب الفيلم وإن كان جيداً بل بسبب العنصر الرئيسي وهو نجومية كروز اللامتناهية في أصداء هوليود في هذه الحقبة التي تعتبر حقبة كروز بامتياز.
تقنياً الفيلم يتضمن العديد من التحديات التقنية الضخمة التي ألهبت المشاهد والمُشاهد من ورائها، نبدأ بالمواجهة الأولى وهي عملية استرجاع العميلة والتي تعتبر من المواجهات التقليدية في أفلام المهمة المستحيلة إلا أن كثافة النيران التي وقعت في هذه المواجهة تعطيك الانطباع عند المشاهدة أنك في خضم حرب واقعية, فمعظم الأسلحة المستعملة هي من النوع الأوتوماتيكي الذي باستطاعته إخراج 32 طلقة في الطلقة الواحدة نفسها وهذا ما يفسر حقيقية المشهد.
المشاهد التقنية الأخرى هي اختطاف رئيس العصابة ويتضمن العمل البهلواني الممتاز الذي يمتهنه العميل هانت التنسيق والمتابعة وتغير الوجوه وفخامة السيارات المستعملة.. مجموعة من العناصر التي تضيف الكثير للمشاهد عند متابعة العمل ولا سيما هذه اللحظات القصيرة التي تهدد طاقم العمل العسكري المصاحب لهانت في تنفيذ العملية. إلا أن البراعة والإنتاج الضخم يكمنان في عملية الإنقاذ التي يتعرض لها رئيس العصابة في موكب القوات الخاصة, فاسترجاعه يكبد الجميع الخسائر الفادحة على جسر يصبح هدفاً لطائرات جوية تعمل على قصف الموكب بالصواريخ لتتدخل فرقة أخرى لسحب الرئيس بعد إحداث حفرة وثقب في الجسر نفسه، وكما شاهد الجميع كيف يواجه كروز هذه الصواريخ من خلال العرض الترويجي المنتشر على الفضائيات فأؤكد لكم أن هذا الجزء لا يشكل إلا القليل من بقية العمل.
ليس هذه فقط مشاهد المواجهة بل أبرزها وكروز يعد الجميع مع جزئه الثالث الذي أعتبر نفسي قد تحدثت عنه الكثير ولكن السبب في ذلك هو هذا الإبداع في الأداء التمثيلي والإمكانات التقنية.

الأكثر قراءة