الأوقاف تشهد قفزة نوعية في استثمار الأراضي والمشاريع وصرف 50 مليون ريال خلال عام الوقف الأول

الأوقاف تشهد قفزة نوعية في استثمار الأراضي والمشاريع وصرف 50 مليون ريال خلال عام الوقف الأول

الأوقاف تشهد قفزة نوعية في استثمار الأراضي والمشاريع وصرف 50 مليون ريال خلال عام الوقف الأول

أكد عدد من مسؤولي الأوقاف في وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف، أن هذا العام (عام الوقف) سوف يشهد قفزة نوعية تجاه الاهتمام بالمشاريع الحيوية للأوقاف واستثمار الأراضي الوقفية، وأعربوا عن أملهم في أن تحقق "خطة برنامج العناية بالأوقاف الخمسية" المقرر تنفيذها، الهدف المأمول منها في زيادة الوعي لدى المواطنين بمكانة الوقف وأهميته في بناء المجتمع ونمائه.
وثمن المسؤولون ما تلقاه الأوقاف من عناية فائقة من لدن ولاة الأمر في بلادنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده ــ حفظهما الله ــ وبما يبذل من جهود من جميع المسؤولين في الوزارة، في مقدمتهم الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مما يبشر – بمشيئة الله – بمستقبل مشرق لأثر هذه الخطة الطموحة في مواجهة التحديات.
كما أكدوا عزمهم على مواصلة الجهد في سبيل تحقيق المهمات المنوطة بكل منهم في تخصصه، وأوضح كل منهم بعضاً من الأعمال والسياسات الخاصة بإدارته، والتي سيتم تنفيذها ضمن البرنامج .

تحديث عقود الاستثمار

تحدث خالد العبد اللطيف المدير العام للإدارة العامة للاستثمار، مبيناً أن استثمارات الأوقاف تعد رافداً رئيساً من روافد الاقتصاد في هذا البلد، وتلقى كل عناية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وتسهم في دفع عجلة التنمية والاقتصاد من خلال دخولها عضواً مؤسساً في عدد من الشركات المساهمة، وكذا تنفيذ مشاريع استثمارية وفق عقود استثمار طويلة الأجل في بعض مناطق المملكة، خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأوضح العبد اللطيف أنه من أهم تلك المشاريع مشروع أبراج وقف الملك عبد العزيز في مكة المكرمة، الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – أيده الله – بوضع حجر الأساس له، والمتوقع – بمشيئة الله – الانتهاء منه قريباً، إضافة إلى المشروع الاستثماري المقبل الذي سيقام على الأراضي المشتراة في حي (بني النجار) أخيرا، الواقعة على الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف.
كما أفاد العبد اللطيف بأن الإدارة العامة للاستثمار تقوم بجهد فاعل ومميز في إدارة واستثمار وتنمية أعيان وأموال الأوقاف وذلك من خلال أمور عدة منها الإشراف والمتابعة لاستثمارات أموال الأوقاف في الشركات المساهمة وذات المسؤولية المحدودة، والمراجعة الدورية لأجور استثمارات أموال الأوقاف في سائر مناطق المملكة، وحصر مجالات الاستثمار المتاحة حالياً والنظر في تجديدها بما يتلاءم مع المستجدات الاستثمارية الحديثة وبما لا يتعارض مع الضوابط الشرعية والنظامية.
ثم تطرق العبد اللطيف للحديث عن برنامج العناية بالأوقاف، مبيناً أنه سوف يمثل نقلة نوعية من حيث أساليب الإدارة الحديثة للأوقاف، وأنه سيتم – بمشيئة الله – خلال عام الوقف العمل على تحديث نماذج عقود الاستثمار وتصنيفها بما يتلاءم مع المستجدات الحديثة في السوق المحلية، كما سيتم تصنيف أعيان الأوقاف من حيث أهميتها والجدوى الاستثمارية لها، والعمل على حصر التعويضات المستحقة لها وتحصيلها، وشراء البدائل المناسبة بهدف تنفيذ شروط الواقفين لها.
وأشار إلى أنه سيتم حصر المساجد الواقعة في أماكن استثمارية والعمل على تطويرها من خلال إقامة بعض المرافق الاستثمارية حولها في حال مناسبة الموقع وكون المساحة كافية لإقامتها بما لا يؤثر في سعتها وكفايتها للمصلين.

مشاريع استثمارية ومساجد

أما المهندس عبد الله بن عبد العزيز السهلي المدير العام للإدارة العامة للشؤون الفنية ، فيؤكد أن إحياء سنة الوقف سوف يسهم في استمرار المشاريع الخيرية وعدم تأثرها بالاقتصاد العالمي وضغوطه على اقتصاد بعض الدول, خاصة النامية.
وقال السهلي: وخير دليل على ذلك، هو الأوقاف الخيرية التي ما زالت تقف شامخة ومخلدة أسماء واقفيها، ويستثمر عطاؤها حتى اليوم رغم مرور مئات السنين عليها، وأكد السهلي أن عام الوقف سوف يشهد قفزة نوعية تجاه الاهتمام بمشاريع الأوقاف الحيوية، واستثمار الأراضي الوقفية بما يحقق أعلى عائد لها.
وتحدث السهلي عن المهام المنوطة بالشؤون الفنية في البرامج، حيث تقوم بمتابعة إجراء الرفع المساحي لأعيان الأوقاف التي لم يتم رفعها في السابق، مع الأخذ في الاعتبار تصنيفها استثمارياً، وذلك عبر المتابعة الفنية لتنفيذ برنامج الحصر لعموم الأوقاف، كما تشرف الإدارة على ترميم مباني الأوقاف والمساجد من الغلال الخاصة بها، وسوف يشمل ذلك ترميم عشرة مساجد في بعض مناطق المملكة التي توجد فيها غلال على تلك المساجد، وكذلك تنفيذ بناء مساجد من التعويضات الخاصة بها ويشتمل ذلك على ثمانية مساجد في مناطق المملكة.
وأفاد السهلي أيضاً أن الإدارة سوف تقوم بالإشراف على تصميم وتنفيذ أربعة مشاريع استثمارية بالتنسيق مع الإدارة المختصة، إضافة إلى الإشراف على صيانة ونظافة وحراسة مباني الأوقاف.

تحديث حصر "الأوقاف"

ويرى سعد بن صالح اليحيى المدير العام للإدارة العامة لأصول الأوقاف أن المحافظة على أعيان الأوقاف وتسجيلها، وحمايتها من الاعتداء عليها تستلزم تضافر جهود جميع المسؤولين والمواطنين، وهو ما يسعى البرنامج إلى تحقيقه من خلال حملة التوعية بمكانة الوقف وترسيخ مفهومه واستنهاض الهمم لإحياء سنته المباركة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وأشار اليحيى إلى أن الإدارة العامة لأصول الأوقاف سوف تشارك في برنامج العناية بالأوقاف من خلال تحديث حصر الأوقاف وتسجليها، واستخراج صكوك إثبات لأعيان الأوقاف التي لم يستخرج لها حتى الآن، بالتنسيق مع فروع الوزارة في هذا الشأن، ليتم استثمارها بما يحقق النماء لها وتنفيذ شروط واقفيها، كما سيتم تحديث ملفات الأوقاف، وحصر القضايا المتعلقة بالأوقاف المنظورة لدى المحاكم ومتابعتها حتى تستكمل نظرها شرعاً ويصدر الحكم فيها وقال: الإدارة ستقوم أيضاً بدراسة لواقع أصول الأوقاف في كل منطقة، وتحديد المشكلات والمعوقات التي تعترض إثبات ملكيتها، واقتراح الحلول اللازمة لذلك. وأضاف أن الإدارة تتابع موضوع تصنيف شروط الواقفين من واقع صك كل وقف، ومقدار غلته، وإدراجه ضمن برنامج كمبيوتري دقيق.
وأفاد اليحيى أنه من المتوقع صرف مبلغ خمسين مليون ريال من غلال الأوقاف في مصارفها الشرعية خلال عام الوقف الأول، مبيناً أنه سيتم استكمال الدراسة الخاصة بالأربطة الخيرية من حيث تطبيق شروط الواقفين على السكان، وحصر هذه الأربطة وصيانتها وتطوير إدارتها والإشراف عليها, مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى تعاون الجميع في سبيل إنجاح هذه الخطة الطموحة، وإحياء السنة المباركة من خلال تشجيع الموسرين من أبناء المسلمين على الإقبال عليها لنيل الخيرية التي وعد بها المصطفى صلى الله عليه وسلم من الصدقة الجارية التي لا ينقطع عمل ابن آدم بها، فتظل باقية في حياته شاهدة على خيريته، ويمتد ثوابها بعد مماته إلى يوم القيامة.

إدارة إلكترونية لـ "الأوقاف"

من جانبه أوضح عبد الله الخزيم المدير العام للشؤون المالية والإدارية في وكالة الأوقاف أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قد حرصت على المحافظة على الأوقاف وحماية غلالها وتنميتها، وصرفها في مصارفها الشرعية، وأضاف أن ما حظيت وتحظى به الأوقاف منذ نشأة هذه الوزارة قد حقق لها النمو والازدهار.
وأشار الخزيم إلى أن خطة العناية بالأوقاف التي تحظى بدعم ومتابعة الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الأوقاف الأعلى تعتبر خطة طموحة ومنظمة، وأن الاهتمام بالعنصر الأول منها وهو التطوير الإداري والمالي سوف يؤدي إلى النهوض بها وتحقيق أهدافها، حيث سيتم تطوير جميع النظم والإجراءات الإدارية الخاصة بإدارة الأوقاف في جميع قطاعات الوزارة المختصة بالأوقاف، وتوصيف الوظائف وتحديث هياكل كل إدارات الأوقاف وتصنيفها، ووضع منهجية وآلية وشروط لترفيع الإدارة من فئة إلى أخرى، مع تطبيق ذلك عملياً هذا العام على إدارات الأوقاف في كل من: مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض، الطائف، وجدة.
وأفاد المدير العام للشؤون المالية والإدارية أن الخطة تشمل أيضاً تطوير المالية والمحاسبية الخاصة بالأوقاف، والعمل على تحويل إدارة الأوقاف إلى إدارة آلية (إلكترونية) من خلال وضع قواعد معلومات شاملة للوكالة، وإيجاد دليل للإجراءات المالية والإدارية في الوكالة والفروع.

التعاون بين المكتبات الوقفية والعامة

أما يوسف بن إبراهيم الحميد المدير العام للمكتبات الوقفية ، فقد وصف برنامج العناية بالأوقاف بأنه خطوة موفقة على الطريق الصحيح لإحياء سنة الوقف المباركة، تقتضي تضافر جهود القائمين على تنفيذها في سبيل إنجاحها.
وتحدث الحميد عن المستهدف من خطة العناية بالأوقاف في مجال المكتبات الوقفية، مبيناً أن الخطة تسعى إلى الارتقاء بالمكتبات التابعة للوزارة، والعمل على تطويرها وإدخال الأساليب الحديثة في إدارتها وذلك من خلال وضع تصنيف للمكتبات الوقفية في مناطق المملكة ومدنها يعتمد على الحاجة وحجم المدن، وعدد المستفيدين من تلك المكتبات، كما تسعى الخطة للمحافظة على مقتنيات المكتبات وزيادتها، ووضع الخطط التي تكفل سلامة المخطوطات وصيانتها، واستخراج نسخ رديفة لها، وجعلها في متناول الباحتين، مع نشر نصوص عشر مخطوطات وتوزيعها على المراكز العلمية. وأضاف أنه سوف يتم العمل أيضاً على توثيق أواصر التعاون بين المكتبات الوقفية التابعة للوزارة وبين المكتبات العامة ومراكز البحث العلمي، وتفعيل برامج تبادل الكتب والمعلومات بينها، وتنمية البحث العلمي في المجتمع، مشيراً إلى أنه سيتم توقيع عقد مع البنك الإسلامي للتنمية لتطوير مكتبة الملك عبد العزيز الوقفية في المدينة المنورة، كما يتم العمل على ربط المكتبات الوقفية - خلال عام الوقف – بمكتبة الملك فهد الوطنية، عبر شبكة الكمبيوتر. وأعلن المدير العام للمكتبات الوقفية أنه من المقرر أيضاً إنشاء مكتبة وقفية كبرى في أبها خلال عام الوقف، وكذلك إنشاء هيئة لتحقيق المخطوطات في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما أنه سيتم وضع تنظيم لمكتبات المساجد من خلال تحديد الإجراءات والمتطلبات الخاصة بطلب إنشاء المكتبات، والعمل على تطبيقه على المكتبات القائمة حالياً، واختيار مدينة الرياض أنموذجاً.

الأكثر قراءة