شركات الحديد والصلب تعيش أزهى عصورها

شركات الحديد والصلب تعيش أزهى عصورها

ارتفع سعر سهم مجموعة تيسن كروب للحديد والصلب منذ بداية العام الجاري بنحو 50 في المائة. ومن الممكن أن يرتفع سعر سهم مجموعة زالتس جيتر أيضا على ذاك النحو بقوة . أما السبب وراء ذلك الارتفاع الواضح في أسهم أكبر شركتين للحديد والصلب في أأألمانيا فيرجع إلي العرض الذي تقدمت به شركة ميتال ستيل مع نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي للاستحواذ علي شركة أرسيلور الأوروبية المنافسة مقابل 19 مليار يورو.
بعد هذا العرض استفادت مؤشرات مجموعة تيسين كروب وزالتس جيتر باستمرار شائعات عروض الاستحواذ . وعلى ما يبدو أن جميع الشركات المنتجة للفولاذ والمسجّلة في البورصة شهدت جميعها ومنذ نهاية كانون الثاني (يناير) زيادة في قيمة أسهمها بمقدار 35 مليار يورو بنسبة 20 في المائة. ويعود ثلث هذه الزيادة على مجموعتي أرسيلور وميتال. وتطمح أرسيلور في سحب 150 مليون سهم بسعر الوحدة بما يزيد على 50 يورو من السوق ضمن برنامج إعادة شراء الأسهم.
ولكن أسهم مجموعتي تيسين كروب، وزالتس جيتر المرتفعة لا تقف على أرض صلبة لأنها تعتمد على مضاربات الاستحواذ. وكلا المجموعتين، دافعت عن نفسها مقابل عروض استحواذ بصورة جيدة. ولهذا السبب عملت الشركتان في الآونة الأخيرة على تعزيز نفسيهما وأطلقتا برنامجا لإعادة شراء الأسهم، من دائرة الأصدقاء والأثرياء من الوصول إلى نحو 20 في المائة من رأس المال وبهذا تتقلص فرص نجاح صفقات الاستحواذ بتقليص نسبة الحصص إلى 40 أو 45 في المائة .
ولا تؤثر مثل هذه العوامل المقارنة المتضاربة وحدها على مؤشرات أسهم الحديد والصلب. وسيؤثّر ارتفاع قيمة الأسهم الذي حدث في الأسواق المالية في الأسابيع الماضية أكثر على الوضع الاقتصادي للقطاع، وعلى التصورات بعيدة المدى. ويؤدي الازدهار الآخذ في النمو الذي نتج عن استهلاك الحديد والصلب في الصين خلال عامي 2004 و2005 إلى إحداث نقلة جديدة في قيم أسهم شركات الحديد والصلب الأوروبية وعلى هذا كانت أسهم مجموعة أرسيلور أو تيسين كروب أو زالتس جيتر ما قبل ثلاثة أعوام لا تزيد على عشرة يورو فقط لكن التطور والتوسع في الصين غير هذه الأوضاع وارتفعت الأسعار إلى ما يزيد على 30 يورو. ولا تزال مجموعات الحديد والصلب العملاقة، مثل ميتال ستيل، أو زالتس جيتر تشهد ارتفاعاً مستمراً. وتضاعفت قيمها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة الماضية نحو سبعة أضعاف.
ويشهد هذا التطوّر دعماً من قبل الوضع الاقتصادي في القطاع، حيث إن الوضع أفضل مما تشير إليه التوقعات الحالية. وهذا ما أكّدت عليه محصلة الربع المُعلن عنها شركات ميتال ستيل وأرسيلور، وتيسين كروب، وزالتس جيتر فكلها جنت أكثر مما كان متوقعاً. وتشهد التقارير التي تتحدث عن صراعات الاستحواذ ما بين روّاد السوق العالمية تقييمات بحذر شديد.
ويشير التقلّب في مزاج الشركات الألمانية إلى مدى انتعاشها. وسيتمسك الأوروبيون الغربيون بالمزاج الجيد لزملائهم في مناطق ما وراء البحار خلال لقاء مديري الحديد والصلب من جميع القارات في العالم. ومنذ أن بدأ يتعجّب المرء من الوضع في أسواق الاستهلاك الكبرى، من الواضح، أن استهلاك الحديد والصلب يتزايد بقوة كبيرة بشكل عام.
ويؤدي ارتفاع الأسعار خاصة أسعار النفط إلى استثمارات هائلة في تعزيز أرباح الطاقة والمواد الخام، والمواد الكيميائية، والبنية التحتية. وتسير أمور أسواق إنتاج السفن، والمحركات المفيدة، والآلات، وبناء المنشآت على أفضل ما يكون. وهذا يعمل على انتعاش شركات إنتاج الحديد والصلب التي رافقها في كانون الثاني (يناير) ارتفاع في الأسعار لدى إنتاج الألواح. ونجح الارتفاع في نيسان (أبريل) الماضي، والآن وصلت الأسعار إلى معدلات تاريخية، ليست بعيدة عمّا وصلت إليه في ربيع عام 2005.

الأكثر قراءة