مكة المكرمة ومشاريعها العقارية
لمكة المكرمة خصوصية متفردة, فلا تشبه كل مدن العالم ولا مدن العالم تشبهها. خاصة ومساحتها الضيقة ووقوعها بين جبال متوازية, فهذا الوادي الذي هو مكة يصب جميعه في الحرم المكي الشريف الذي تلتف حوله المباني والفنادق مما جعل هذه المنطقة مزدحمة طوال العام ولا يمكن لأي متابع أن يحظى برؤيتها فارغة لو لساعات قلائل. والحمد لله الذي منّ علينا نحن أبناء هذه البلاد الطاهرة أن نكون خدام الحرمين الشريفين أسوة بقادتنا الراحلين رحمة الله عليهم والحاليين, حفظهم الله وسدد خطاهم. فمن هذا المنطلق تظل مكة المكرمة كما كانت وكما ستكون للأبد تلك المدينة التي تهفو إليها القلوب والجوارح. وتظل أمورها وشؤونها محط اهتمام كل المحبين والمهتمين.
خاصة ونحن نعيش هذه الفترة المهمة من شهر ذي الحجة الذي تزدحم فيه هذه المدينة المكرمة بملايين من الإخوة الحجاج، وبالتالي تصبح مكة كلها مع مشاعرها المقدسة منطقة عمل يجوبها الحجاج ويحتاجون فيها إلى الكثير من الخدمات والتسهيلات التي توفرها حكومتنا الرشيدة عاما بعد عام. ولا ننسى أن الوقت والمدة والزحام لا تسمح بإكمال بعض الإصلاحات للكثافة السكانية, أضف إلى ذلك "فتح باب العمرة" طوال العام مع وجود بعض العمائر والفنادق القديمة التي يكون بعضها آيلا للسقوط وتتشكي من سوء الحال مع ضعف الرقابة والمتابعة، مما أدى إلى مثل هذا الحادث الأليم الذي بلغ ضحاياه أكثر من 50 والمصابين 70 شخصا. وبعض الحوادث هنا وهناك مثل الافتراش وخلافه من السلوكيات التي يمارسها كثير من الحجاج الوافدين والفقراء الذين يشكلون حجر عثرة أمام شركات النظافة والطوارئ والأمن من أداء دورها كما يجب، ويحدث عن ذلك كثير من الحوادث المؤلمة نتيجة سوء استخدام بعض الأجهزة الكهربائية وخلافه. وكم كان بودنا أن تعالج هذه الجزئية بالذات خاصة أن هناك جبالا تحيط بالمشاعر يمكن "للشركات العقارية والمطورة" الاستثمار فيها "بعمائر" مجاورة للجبال أو تتخذ من هذه الجبال بعد تسوية جزئيات منها "كقواعد" ممتازة لمبان على شكل عنابر مفتوحة من الأطراف وتزويدها بالتهوية والمراوح والمرافق العامة مثل دورات المياه ومغاسل الوضوء، على أن يتم تقديمها "سكنا في المشاعر لهؤلاء الفقراء الذين يفترشون الأرض حول المخيمات" وبعض الجهات الحكومية. كما أن استخدام ذلك من قبل المتبرعين وأصحاب الأيدي البيضاء لمساعدة المسلمين أو تأجيرها بسعر رمزي مع مراعاة أن تكون الطوابق الأولى مظلات للمشاة أو أداء الصلاة. إنها حلول جذرية أرى أنها أنسب كثيرا من "النوم في العراء" "وتعطيل السير" وزيادة حجم القمائم وخلافه من مخلفات الحجاج. كما أن لهؤلاء المفترشين فائدة كبيرة لو أحسنت شركات النظافة التعاون معهم. ليكونوا ضمن منظومة العاملين معهم ولهم وذلك بتسليم الشخص المفترش بعض أكياس النفايات والطلب منه على أقل تقدير تجميع ما حوله ومن ثم تسليمه لسيارة البلدية أو الشركة مقابل مبلغ من المال لأمكن الاستفادة من هذا الكم الهائل من المفترشين وبذلك يقدمون دعما لوجستيا لنظافة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
خاتمة
الحاجة أم الاختراع فهل لنا تطبيق ذلك؟ عل وعسى!
كاتبة وسيدة أعمال سعودية