مصنع بوخوم لتصنيع سيارات أوبل وانتهاز الفرصة الأخيرة
التفاخر بتدشين عمليات تجديد مصنع بوخوم وصل درجة لا تجارى. وظهرت لوحة بعرض مترين علقت على أحد أحجار البناء القديم وبخط كبير واضح تشير إلى أن كل شيء يسير على ما يرام. وهذه دليل على وصول الإنتاج إلى المستوى المنشود بالفعل والذي يعتبر نموذجيا بالنسبة لمجموعة شركات جنرال موتورز العالمية.
فقبل سبعة أسابيع من الموعد المحدد نجح المصنع في إنتاج موديل أوبل زافيرا الجديد المعد للتصدير. وهو ما لم يكن يمكن تحقيقه إلا بتضافر جهود العاملين والمشرفين في بوخوم. المدير العام لشركة جنرال موتورز ريك فاجنر سارع بإرسال تهانيه وتقديره للعاملين في مصنع بوخوم من مقر "جنرال موتورز" في ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشار في هذا الصدد إلى أنه سيقدم مكافآت للعاملين على وجه السرعة .
وعندما كان يدور الحديث في أوساط إدارة "جنرال موتورز" من قبل حول مصنع بوخوم كان هناك شعور بعدم الرضا بسبب تدني الإنتاجية وارتفاع أجور ا لعاملين والإضرابات المتكررة في المصنع الذي أنشئ في ستينيات القرن الماضي. وكان مصنع بوخوم على رأس قائمة المصانع الأوروبية المرشحة للإغلاق. فالعمال في مصنع بوخوم والبالغ عددهم 9500 عامل نجحوا في إعطاء انطباع سلبي عنهم وعن عملهم وكثرة إضراباتهم التي استمرت أسبوعا كاملا في خضم أزمة المصنع عام 2004.
لكن إدارة جنرال موتورز بدأت تتحدث الآن عن تجديد مصنع بوخوم بكل حماس ومدح بعد أن نجح المصنع في إنتاج طرازي أسترا وزافيرا من خلال ثلاث ورديات عمل متواصلة تجعل المصنع يدور بكل طاقته. وهكذا يتم إنتاج 55 سيارة كل ساعة.
أوفيه جيشتنر مدير التشغيل عبر عن سروره لهذا الاعتراف والتقدير من جانب الإدارة الرئيسية وعبر عن ذلك بقوله: إننا نبذل قصارى جهودنا لانجاز كل ما يمكن إنجازه." وجيشتنر البالغ من العمر 51 عام يعمل في مصنع بوخوم منذ الصيف الماضي لكنه يعرف المصنع عن كثب منذ فترة التسعينيات. كما يتحدث بسرور عن المصنع والروح الجديد التي تسري بين الجميع "إننا نسعى للتجديد والوصول إلى أعلى المستويات والمزيد من التعلم واكتساب الخبرات. "قسم القوالب في المصنع مازال قديما. الشكل قاتم والجدران والسقوف مغطاة بالغبار والجو مظلم حتى لو كانت الشمس مشرقة في الخارج.خطوط القوالب التسعة ما زالت على حالها من القدم. لكنها تعمل بطريقة آلية منتظمة، فهياكل فئات أوبل الجديدة من طرازي زافيرا و أسترا تتم قولبتها بواسطة الإنسان الآلي فقط في مرحلة التصنيع الأولية.
في كل مكان في المصنع نشاهد لوحات إرشادية تحدد ارتفاع معدلات الإنتاج والتطور الذي يشهده المصنع يوميا وأسبوعيا. كما تتدلى من الأسقف لوحات مضاءة تقدم معلومات حول مستوى الإنتاج الحالي ساعة بساعة، كما يوجد في المصنع خطة إنتاجية مرحليه تحدد كل مرحلة من مراحل العمل التي حازت على شهرة واسعة في كافة فروع "أوبل" حول العالم. كما تم تعديل هذه الخطة أخيرا من قبل مصنع أوبل في ايزناخ. ويقول اكسل شايبن مدير الإنتاج في مصنع بوخوم "هناك وصايا خمس تمثل دستورا للعمل في المصنع وهي: إشراك العمال في كل شاردة و واردة، الوصول إلى أقصى معدل إنتاج، تحقيق الجودة العالية، إنجاز العمل في اقل وقت ممكن، التحسين والتطور المستمر" وإلى جانب هذه الوصايا الخمس نجد توصيات أخرى وردت في تقرير هاربور الأوروبي لعام 2005 ولجنة التدقيق التي قامت بفحص 49 مصنعا أوروبيا لإنتاج سيارات أوبل وأجرت مقارنات عديدة ووضعت إرشادات يجب أخذها بعين الاعتبار.
ومن الجدير بالذكر أن قسم القوالب في مصنع بوخوم احتل المرتبة الثانية من بين كافة مصانع السيارات في العالم، ويأتي مباشرة بعد مصنع "فورد" في سار لويس. وبالرغم من التقدم الحاصل في مصنع بوخوم من المتوقع تسريح ما بين 140 و400 عامل حتى نهاية هذا العام. وقال شايبن معللا هذا القرار بأن المصانع تسعى لزيادة الإنتاج ورفع مستوى الآلية و الميكنة والأخذ في الاعتبار المنافسة الكبيرة في الأسواق.
ومن اللافت أن مصنع بوخوم يدفع أعلى نسبة أجور للعاملين، إذ يبلغ أجر العامل 35 يورو في الساعة دون المطالبة بأي زيادات حتى نهاية عام 2007، لكن الذي لا يزال يعكر صفو راينر اينانكل مدير الحركة أن المصنع لا ينمو بالصورة المطلوبة وأن عدد العمال في تناقص مستمر حيث سيبلغ عددهم نهاية هذا العام 5150 فقط .