المجتمع يحاسبنا حتى على التسميات واسألوا "أبو راجح"!
في هدوئه الكثير من الترقب، يستمع كثيراً.. ويتساءل أكثر. قارئ جيد للتاريخ ويعتقد أنه منجم للاختزال الكاريكاتوري، رسام لكاريكاتير من نمط مقروء جداً، لا يكترث كثيراً للمنافسة وتقوده تلك القناعة لإضحاكنا في كل مرة من خلال عمله الساخر. خرج بخط خاص في زمن الكبار وأعلنت خصوصيته عن ولادة مادة مقروءة بدءا من التوقيع المثير للتأمل ومروراً بالشخوص الحانقة ووصولاً إلى التعليق المغرق في الهزل بعد التهام المعاناة عاريةً.
سعود عبد الرحمن الماضي رسام الكاريكاتير في صحيفة "الجزيرة"، متزوج وأب لطفلتين وكان لنا معه حوار:
كيف تصف ما تقدمه ضمن مدارس الكاريكاتير؟
يصعب الإجابة عن هذا السؤال وذلك لتعدد رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي والعالم، حيث تجد لكل رسام أسلوب وخط وطرح معين تعكس فلسفته في تناول قضية ما من وجهة نظره، ولم يعد الكاريكاتير محصورا ضمن مدارس معينة.
تقييمك لتجربة الرسم لصحيفة "الرياض" ومن بعدها "الجزيرة".
لقد مارست رسم الكاريكاتير في صحيفة "الرياض" كهاو في صفحة "نادي الهواة" وقد استفدت من التجربة حتى وجدت الفرصة لممارسة الرسم الكاريكاتيري في جريدة "الجزيرة" في زاوية يومية ثابتة زادت من صقل موهبتي بشكل كبير.
هل أنت راض عن حرص القراء على مقارنتك بالهليل؟
في الحقيقة لا أحرص على متابعة أعمال غيري من الرسامين بغرض الدخول معهم في مقارنات لتقييم نفسي، فلكل إنسان أسلوب واتجاه معين وهذه المسألة تعود للقارئ الذي يبحث بدوره عن الأفضل.
يعتقد المتابعون أنك قادر على صناعة شخصية محلية مميزة لصنع مفارقات ساخنة، لماذا التردد؟
صدقني لم أتردد بتاتاً فقد خضت التجربة إلا أن مجتمعنا حساس جداً تجاه مسألة تسمية الشخصيات، فشخصية (أبو راجح) التي صنعتها تعتبر تجربة مريرة بالنسبة لي مع أنها نجحت جداً، وأذكر أن من تشابهت كناهم مع هذا الاسم من قريب أو من بعيد ثارت ثائرتهم فأخذت الشكاوى تنهال على الجريدة حيث يعتقد كل شخص أنه المقصود بهذه الشخصية مع أني لا أعرف أحداً منهم بتاتاً وهم يعلمون بذلك، ولهذا آثرت ترك تلك الشخصية ووضع حد للمعاناة.
يقال إنك مقتنع بتسيّد كاريكاتير العاصمة، فما مبرراتك؟
هذا أمر طبيعي، فأكبر تجمع سكاني موجود في العاصمة ما يولد بدوره أكبر عدد من القضايا والظواهر الاجتماعية، الأمر الذي يثري مخيلة جميع رسامي الصحف في العاصمة.
تغييب الكاريكاتير السياسي وحصره في "مناوشات" بين الحين والآخر من قبل الفنانين السعوديين، إلام تعزوه؟
الكاريكاتير السياسي في اعتقادي يعتبر مدرسة مستقلة بحد ذاتها ويكاد يكون المبدعون فيه يعدون على أصابع اليد في العالم العربي وذلك لاعتماده بالدرجة الأولى على ثقافة الفنان ووجهة نظره السياسية المتوجة بمعاناة مزمنة من وضع العالم العربي، والفنانون السعوديون لا يتناولونه إلا في حال وجود حدث سياسي كبير يستدعي ذلك فقط.
استيراد رسامين للكاريكاتير، وما وصل إليه البعض من تكليف رسامين غير سعوديين بتناول حال سوق الأسهم مثلاً، كيف تقيم ذلك، وما انطباعك تجاه استيراد الكاريكاتير وأسبابه؟
هذه القضية بحد ذاتها كاريكاتير مضحك مبك، فكيف يتم استيراد رسامين من الخارج لعلاج قضية اقتصادية محلية تدور أحداثها في مجتمع سعودي! وأنا عموماً ضد هذا التوجه وما ينتج عنه من تكاليف ضخمة، كما أن فيه إهانة صريحة لكل موهبة سعودية وذلك لوجود عدد من الأسماء اللامعة من الرسامين في صحفنا المحلية ولا ينقصهم سوى التنسيق، ولو نظرنا للسبب الحقيقي لاستيراد الرسامين لوجدنا أن السبب هو الإفلاس الفكري والمهني لبعض القائمين على الصحف، وما زالت عقدة الأجنبي "ورانا ورانا" حتى في تناول قضايانا المحلية.
تزايد التوجه نحو الكاريكاتير الصامت، إلام تعزوه؟
الكاريكاتير الصامت من أصعب الفنون على الإطلاق ومسألة توجه البعض إليه فيه دليل قاطع على ارتقاء الكاريكاتير في المملكة، ناهيك عن إسهام هذا النوع من الفن في إثارة أكثر من علامة استفهام في مخيلة القارئ.
هل سيصمد الكاريكاتير كمادة شعبية في وجه سطوة الفضائيات والإعلام المرئي؟
لم ولن يتأثر الكاريكاتير بسطوة الفضائيات مع تزايدها لأنه مادة مطلوبة، والدليل أن الفضائيات تطرح قضايا وتطلب من الرسامين سرعة إرسال ما لديهم من كاريكاتيرات حول القضية المطروحة لعرضها على المشاهدين.
علاقتك بعبد العزيز المنصور علاقة رقابية أم تتعداها للاستفادة من رأيه كمتذوق فني؟
الأستاذ عبد العزيز المنصور أكن له كل تقدير واحترام فقد استفدت منه بصفته متذوقا فنيا محايدا في البدايات وحتى الآن فهو صريح لأبعد درجة وهذه ميزة نادرة جداً في مجتمع جبل على سمة (جبر الخواطر) خصوصاً في الصحافة، وهو لا يخجل مثلاً من أن يقول كلمة (ما هذه السخافة) بدلاً من (ممتاز...رائع) التي أودت بالبعض إلى الهاوية.
قراءتك لدخول العنصر النسوي السعودي ساحة الكاريكاتير؟
في رأيي أن العنصر النسائي يصعب عليه الدخول في هذا المجال حيث يتطلب هذا الفن الضرب واللذع والمكاشفة والجرأة التي تتنافى مع طبيعة المرأة وتركيبتها الأنثوية التي تميل للعاطفة والتسامح.
يتحدث الفنانون السعوديون كثيراً عن تدني الأجور مقارنة بما يجنيه بعض رسامي الكاريكاتير في دول الخليج الشقيقة، رأيك إذا سمحت؟
هذه المسألة تعود لرئيس التحرير أولاً وأخيراً فهو يقيم الأجور حسب تقييمه للفنان مع أنني أتمنى أن يعاد النظر في مسألة الأجور أسوة بالصحف الأخرى في دول الخليج، حيث تحظى صحفنا بمتابعة أكبر وعدد قراء أكثر كما أن رسامي الكاريكاتير في المملكة يعتبرون سلعة نادرة ويصعب صناعتهم وصقلهم بين يوم وليلة.
هل يشجع المناخ الإعلامي على التفكير في احتراف العمل الصحافي كرسام للكاريكاتير؟
بالطبع المناخ الإعلامي يشجع على احتراف رسم الكاريكاتير ولكن يرجع ذلك إلى طبيعة العرض إذا كان مقنعاً للفنان ومغرياً له أم لا.
الالتفاف حول الإغراق في المحلية لأغلب الرسامين السعوديين، هل تراه مأخذاً أم ميزة؟
بما أن الصحيفة محلية والقارئ محلي والرسام محلي ... فالنتيجة قضايا محلية بلغة محلية بطبيعة الحال.
متى يعتزل بعض المبتذلين؟
عندما ينتبه رؤساء التحرير..!!
هل أنت مشاكس بطبيعتك؟
لا ... أبداً.
ما السيارة التي يتمنى الماضي أن يقودها، ومتى؟
الحمد لله على كل حال!
ماذا ينقص الكاريكاتير السعودي؟
بعض الرسامين!
كيف هو تفاعل القراء مع ما يرسمه الماضي؟
كتفاعلنا مع أسبوع المرور!
بماذا تحلم على مستوى مهني؟
ألا يقال لي (لماذا؟)..!!
من ينافس الدكتور القصيبي في التواصل مع فناني الكاريكاتير ؟
إذا علم بعض المسؤولين بوجودنا!
نادي الكاريكاتير السعودي لو أقيم، هل سترشح نفسك لرئاسته؟
أتمنى فقط أن يتولى رئاسته شخص له علاقة بالكاريكاتير فقط!
لماذا تظهر المرأة عابسة أو متسلطة في أعمالك؟
مما تراه من نصفها الأسوأ.
باعتقادك، كيف يمكن حل معضلة المرور في الرياض؟
إذا خفت إنشاءات المولات..!
أسماء عربية تعجبك.
الأستاذ أمجد رسمي من الأردن والأستاذ مصفى حسين من مصر.
رأيك في هؤلاء:
الهليل: لا أحرص على متابعة النكت العابرة لأنها أصبحت تغرق جوالات العالم.
ربيع: خط إنتاج آخر بعيد عن القضايا المحلية ومشاكلها حتى وإن حاول.
خالد: خيال وإبداع وجرأة بأسلوب جديد.