"سلامات يبو"!!
نزلت من سيارتي مهرولاً نحو شجار لمراهقين عند إحدى إشارات المرور، وكلي إحساس بالمسؤولية تجاه هؤلاء الصغار الذين تدفعهم مرحلة المراهقة بيولوجياً لفعل ما لا تحمد عقباه دون تفكير بالعواقب، حاولت أن أكون درعاً بجسمي لكليهما حتى فارقا بعضيهما، إلا أن أحد المتفرجين صرخ علي بجملة لم أفهمها: "سلامات يبو"، فابتسمت له متسائلاً عن معنى جملته، فرد ضاحكاً بجملة أخرى استوعبتها بعد فترة: "خربت المضاربة يبو"!
اتضح لي أن "يبو" مفردة جديدة يستخدمها الشبان اختصاراً لاسم أي شخص لا يعرفونه، فبدلاً من مناداة الشخص بـ"أبو فلان" أصبحت تنطق "يبو"!، وهكذا طفقت أفكر بما فاتني من مفردات تتمخض عن شوارعنا ولا ألحظها إلا بالصدفة كالتي مرَّت.
الحقيقة التي لا تقبل النقاش أن شوارعنا نسيج يتشكل من الطريقة التي يربي بها الآباء أبناءهم، فلا يهم أين ومتى نشأت بذرة المفردة أو التصرف السيئ، المهم أن نحرص على نشأة البذرة الجيدة لتصرفات أبنائنا وطريقة كلامهم، العالم كله يتطور، فلنتطور للأفضل ولنجعل بيوتنا المصدر الأهم لبناء وطننا.. لست ضد "يبو" بل أشكرها وأشكر قائلها لأنه ذكرني بما فاتني من "علوم" الشوارع!