"الجوف الزراعية" تطلق مشروعا سياحيا يتيح للزوار مشاهدة قطاف الفاكهة
قبل أشهر قليلة تولى المهندس علي بن منصور الصغير منصب مدير عام شركة الجوف للتنمية الزراعية، وسط تحديات كبيرة تواجه الشركة والقطاع الزراعي عموما.
من خلال الحديث الصغير تكتشف حجم الطموح والتحدي الذي يعيشه، فهو كما يقول يعشق التحدي ومستعد لمواجهته، في الشركة التي تحمل اسم المنطقة. وإن كان البعض لا يتفاءل بتبدل الأشخاص في المنصب الأعلى في الشركة على مدى الأعوام الماضية بالنظر لتعثر بعض مشاريعها، فإن مراقبين كثر يعتقدون أن هناك ثمة بوادر تغير بدأت تظهر تباعا تتعلق بإعادة هيكلة عمل ورسم سياسة الشركة وتصفية بعض المشاريع. هنا تفاصيل الحوار:
ما موقع شركة الجوف بين الشركات الزراعية الأخرى، أقصد من ناحية الإمكانات والإنتاج وغيرها؟
تعلم أن شركة الجوف إحدى كبريات الشركات الزراعية في السعودية عموما، نظراً لحجم الاستثمار والأصول الموجودة لديها كذلك لا يمكن إغفال وجود الشركة في منطقة الجوف وفي منطقة بسيطا تحديداً، وعلى سبيل المثال فإن طول فترة موسم القمح يعطي مجالاً أكبر لاكتمال نمو القمح وامتلاء السنابل، وبالتالي يعطي نسبة كبيرة لارتفاع معدلات الإنتاج، كذلك تميز الشركة بوجود بساتين الزيتون، ومجمع معاصر خاص بها بالإضافة إلى تبكير الإنتاج في الفواكه ولدى الشركة ربع مليون شجرة فواكهة كل هذا أعطى الشركة - ولله الحمد - ميزه تنافسية كبيرة بين الشركات الزراعية، كما أننا ننظر إلى علاقاتنا مع الشركات الأخرى على أنها تعاونية وتكاملية، نعمل وفق وتنافس شريف محفز على تقديم الأفضل للمستهلك وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي للوطن.
هل سيتم التركيز على زراعة القمح فقط لدى شركة الجوف؟
على الرغم من أن حصة الشركة من القمح لدى المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق ارتفعت من 62 ألف طن إلى 85 ألف طن ووجود الشركة كعضو فاعل في لجنة منتجي البذور إلا أن لدى الشركة زراعات متنوعة حيث لا تعتمد على القمح فقط، فلدى الشركة بساتين الزيتون وتتجه الشركة إلى الزراعة العضوية إضافة إلى تميز إنتاج الشركة من الفواكه، حيث تستفيد الشركة من تبكير موسم قطاف الفاكهة مما يعطي منتجها ميزة أكبر بين الشركات الأخرى والمستورد كذلك الأعلاف ولدينا عقود طويلة الأجل مع كبريات شركات الألبان في المملكة.
يتساءل الكثيرون عن السبب الجوهري لبيع الشركة مشروع ألبان الصفوة؟
حقيقة، ومن دون تحفظ فالمشروع كان خاسراً منذ بداية تأسيسه ومكلفاً للشركة أضافه إلى أنه لا ينسجم مع نشاط الشركة الرئيسي والتوجه الحالي هو التركيز على المنتجات التي نجحت فيها الشركة ولديها القدرة التنافسية العالية، وما تقوم به الشركة في الوقت الحالي سواء أنشطة زراعية جديدة أو إغلاق أنشطة يبنى على دراسات اقتصادية معمقة و يراعى النواحي الاستراتيجية والتنافسية.
هل يعني أن لديكم خططاً استراتيجية مستقبلية ؟
نعم، هناك خطط كثيرة أهمها في الوقت الحاضر توسيع مجمع الزيتون ومجمع المربيات ودراسة حالية لإنتاج المياه نظراً لعذوبة المياه الجوفية، كما أن اتجاه سياسة الشركة واتجاهها الأساسي المقبل هو اتجاه صناعي وقريباًُ ستحصل الشركة على شهادات HACCP، ISO ، gab.
يواجه القطاع الزراعي مناسبة بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، كيف ترون ذلك؟
أعتقد أنه من المفترض أن يكون هناك تنسيق بين الشركات الزراعية في مجالات معينة مثل الخدمات والمستودعات من أجل خفض التكاليف وبصفتي رئيس لجنة المشتريات في المجموعة الزراعية السعودية "ساق" فقد أجريت دراسة مصغرة لمثل هذا التعاون بين الشركات إذ سيؤدي هذا التعاون فيما لو تم إلى خفض التكاليف بنسبة 25 في المائة، وهو رقم جيد جداً، وعموما انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية أعتبره تحدياً في خفض التكاليف والتعاون مع الشركات المماثلة لمواجهة ذلك والمحاولة للوصول إلى اندماج في المستقبل ونحن مستعدون بإذن الله نظراً لتميز الشركة بمعدلات إنتاج عالية وتكاليف منخفضة كذلك لا يمكن تجاهل عامل الجودة فهو إحدى ركائز النجاح والمنافسة.
صدرت الشركة في العام الماضي من إنتاجها في زيت الزيتون إلى أسبانيا، هل تمت تغطية السوق المحلية أساساً ؟ وما حصة الشركة في سوق زيت الزيتون المحلية ؟
نحن نعتمد وكما هو معلوم في إنتاج الزيتون على الزراعة العضوية والحقيقة هي أن المستهلك الأوربي يقدر ويعرف معنى ذلك حيث تم إرسال عينات لفحصها والتأكد من جودتها، ولذلك كان الطلب قوياً على زيت زيتون شركة الجوف ومع ذلك نحن متواجدون في السوق المحلية، وأن لم نكن في جميع المناطق إلا أننا نمتلك 20 في المائة من السوق المحلية.
درجت الشركة على تنظيم اللقاءات العلمية والتثقيفية للزيتون بل إن البعض اعتبر شركتكم الأب لهذه الشجرة من خلال عمل البحوث والدراسات إضافة إلى امتلاك الشركة كمية كبيرة من هذه الشجرة المباركة، إلى أين وصل هذا النشاط وما مكسب الشركة الحقيقي من ذلك ؟
هناك توجه لعمل لقاء علمي عالمي كبير للزيتون في منتصف نوفمبر المقبل إضافة إلى مواصلة تنظيم هذه اللقاءات والندوات ونعتبر تبادل الخبرات مع الخبراء المدعوين وتعزيز ثقة المستهلك في الشركة المكسب الأهم لدى الشركة رغم التكاليف المادية التي تنفقها الشركة لمثل هذه اللقاءات كما أننا نهدف من خلال هذه اللقاءات إثراء الخبرات في المنطقة حيث تكون لدى الشركة مخزون من الخبرة التراكمية في مجال زراعة الزيتون لكونها من أوائل من قام بهذه الزراعة بشكل علمي ومنظم وتسويقها لشتلات الزيتون على كثير من المزارعين الذين توجهوا لهذه الزراعة.
رددت إدارات الشركة المتتالية ومنذ زمن طويل عبارة ( تخطط الشركة في المستقبل القريب لزراعة مليون شجرة زيتون ) في حين أن الشركة لم تتجاوز 600 ألف شجرة زيتون منذ ذلك الوقت، مارأيكم؟
كانت هذه من ضمن خطط الشركة لكن إيقاف وزارة العمل تأشيرات العمالة الموسمية غير هذه السياسة وستكتفي الشركة بالعدد الحالي حتى إشعار آخر.
في المقابل ماذا عن دور الشركة في استقطاب الشباب السعودي؟
الشركة من أولى الشركات التي حصلت على جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة ولأعوام متتالية كما أن لدينا سعوديين يعملون في الشركة منذ أكثر من عشر سنوات وتم تكريمهم والشركة عملت على تجهيز مركز ترفيهي يمارس فيه العاملون عدداً من الرياضات الخفيفة وكذلك مقهى للإنترنت بالإضافة إلى تنظيم عدد من المسابقات الرياضية ورصد جوائز قيمة لهذا النشاط كذلك تجهيز وحدات سكنية عائلية وأخرى للعزاب كل هذا من أجل توطين الوظائف المختلفة.
وأشير إلى توفير الشركة في الوقت الحالي أكثر من 400 وظيفة وذلك عن طريق مكتب العمل بالجوف، ويتم تدريب نحو 30 متقدماً بالكلية التقنية حيث يتلقون تدريبهم النظري ومن ثم تقوم الشركة بتدريبهم العملي بمشاريعها وأؤكد أنه لم يتم فرض شروط سواء خبراتية أو دراسية على المتقدمين وذلك تسهيلاً لانخراط الشباب السعودي في أعمال الشركة وتنمية الكادر لدينا.
كثيرا ما يتردد مسؤولية القطاع الزراعي عن هدر المياه.. كيف ترى ذلك؟
أولا لا يوجد حتى الآن دراسات علمية تثبت أن هذه المياه غير متجددة، بل العكس، هذه المياه تتجدد. ولدينا آبار مخصصة لمراقبة مخزون المياه ويمكن القول إن منطقة الجوف هي سلة غذاء المملكة في الوقت الحالي لوفرة المياه وخصوبة التربة وملاءمة المناخ وهي عناصر أساسية لأي زراعة في العالم. ثم إن هناك اتفاقاً بين مختلف العاملين في القطاع على العمل وفق سياسة ترشيد المياه، حيث تركز الشركات الآن على تطوير الزراعات التي لا تهدر المياه، مثلا في القمح الآن يستخدم الرشاش المطور الذي يعتمد على وجود محطة أرصاد صغيرة تبرمج آليا لسقيا المزروعات وفق حالة الطقس. أيضا كثير من الشركات تستخدم وسائل الترشيد الأخرى مثل البيوت المحمية والسقيا بواسطة التنقيط. نحن في القطاع الزراعي نعتقد أن مسؤوليتنا والتحدي الذي نعيشه يوميا يتعلق بضرورة العمل على ترشيد المياه ورفع كفاءة الإنتاج.
للشركة تجربة حديثه في استزراع النخيل كيف تقيمون هذه التجربة؟
تم اعتماد الدخول في مجال زراعة النخيل بعد تجارب امتدت لأكثر من عشر سنوات مضت تم من خلالها عمل تجارب على أكثر من 12 صنفاً وبعد تحليل النتائج تبين أن زراعة نخيل البرحي هي الأفضل كون إنتاجه يأتي في منطقة بسيطا متأخراً بأكثر من شهر مما يعطي نجاحاً تسويقياً جيداً.
تتهم الشركة من أهالي منطقة الجوف بأنها تسوق النخب الأول من منتجها خارج المنطقة فيما يتم تسويق النوعيات الأخرى داخل مدن ومحافظات المنطقة؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق ويتم سنوياً تسويق النخب الأول عن طريق مركز التسويق الخاص بالشركة إلا أن سعره ربما لا يناسب الدخول هنا، وهو ما يجعل تسويقه بطيئاً بينما يباع بأسعار أعلى خارج المنطقة وكما تعلم فإن الشركة تنظر بعين الاعتبار لتحسين إيراداتها.
يزور الشركة كثير من الوفود الطلابية والسياحية، لماذا لا تفكر الشركة باستثمار ذلك ؟
- ربما أجدك في هذا السؤال تسرق أفكار الشركة فنحن فعلاً نقوم بدراسة خطة جديدة وسابقة كبيرة للشركة تحت مسمى (السياحة الزراعية) وبعد نهاية هذه الدراسة سنقدمها أولاً للهيئة العليا للسياحة ثم نعتمد العمل بها، وهي عبارة عن تجهيز وحدات سكنية فاخرة للعوائل وأخرى للعزاب لمن يرغب قضاء أيام أو ساعات داخل مشروع الشركة مقابل رسوم تحدد لاحقاً يحصل مقابلها السائح الزراعي على بطاقة سكن وتجول داخل المشروع مع تقديم الخدمات الإرشادية كافة وسيدعم هذه الخطة توافق فصل الصيف مع جني الثمار مما سيعطي السائح متعة أكبر كما سيتم عمل سوق لبعض الزهور والمشاتل ومنتجات الشركة لكن البرنامج قيد الدراسة وأتمنى أن يتم تطبيقه هذا الصيف.