البنك المركزي الأمريكي سيرفع الفائدة حتى 5 % غداً
ساعد كل من انخفاض الدولار وصعود سعر برميل النفط على ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية، لكن ما زالت المؤشرات الاقتصادية التي تقيس التضخم وتُخبرنا بارتفاعه, وهذا ما أدركه المُستثمرون وجعلهم يتخوفون من عدم اتخاذ قرار بوقف رفع الفائدة في اجتماع شهر حزيران (يونيو) المقبل. جدير بالذكر أن الأمل يحدو كثيرا من المُستثمرين المتفائلين هذا الأسبوع في أن يسمعوا غداً الأربعاء تصريحات وتلميحات مُفرحة من البنك المركزي وتحديداً محافظه بين برنانكي الذي اتسمت خطاباته وتصريحاته بالوضوح. لقد أنهت المؤشرات الرئيسية تعاملاتها على ارتفاع، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بمقدار 1.9 في المائة ومؤشر S&P 500، 1.2 في المائة بينما ارتفع "ناسداك" على استحياء بمقدار 0.9 في المائة بعد أن لامس مستوى 2342 نقطة الجمعة الماضي.
تم الإعلان عن كثير من البيانات الاقتصادية خلال الأسبوع الماضي ومن أهمها تقرير عدد الوظائف الجديدة الذي أضاف 138 ألف وظيفة جديدة في نيسان (أبريل) الماضي، وهذا أقل من التوقعات التي كانت تتحدث عن احتمال إضافة 205 آلاف وظيفة، انخفاض عدد الوظائف الجديدة إلى رقم مثل هذا, الذي هو أقل من التوقعات, جعل المُستثمرين يستبشرون خيراً بأن هذا الرقم سيجعل البنك المركزي يُفكر بجدية في وقف رفع الفائدة قريباً، ذلك أنه لو كان عدد الوظائف الجديدة في شهر نيسان (أبريل) مرتفعاً فسيدل على نمو الاقتصاد بقوة جعلته قادر على توفير وظائف أكثر لمواجهة زيادة الإنتاج, وبالتالي سيؤدي هذا إلى تزايد مخاوف التضخم أكثر من قبل البنك المركزي الذي سيلجأ بشكل تلقائي إلى رفع الفائدة لكبح جماح هذا التضخم، لكن انخفاض عدد الوظائف الجديدة أحبط هذا السيناريو البغيض بالنسبة إلى المُستثمرين.
من هنا أمكن للمُستثمرين والمُحللين والاقتصاديين توقع التالي وهو أن يتم رفع الفائدة غدا الأربعاء بمقدار 5 في المائة ليُراقب بعدها البنك المركزي نتائج المؤشرات الاقتصادية, وتحديداً ذات العلاقة بالتضخم، إذا سارت الأمور بشكل جيد فإن البنك المركزي سيقوم بوقف رفع الفائدة في اجتماعه التالي في حزيران (يونيو)، لكن تبقى هذه توقعات ويحتاج المُستثمرون إلى أن يستمعوا غدا إلى حديث محافظ البنك المركزي عسى أن يجدوا في كلامه إشارات تطمئنهم بأن توقعاتهم قابلة للتحقق وليست ضرباً من ضروب التمني والحلم.
الأسبوع الحالي
وسط ضجيج إعلانات أرباح الشركات سيظهر محافظ البنك المركزي غدا الأربعاء ويخترق بصوته هذا الضجيج ليُعلن خبر رفع الفائدة ربع نقطة حتى تصل إلى 5 في المائة، لكن المُستثمرين سيُطرقون أسماعهم ويمعنون في حديثه حتى يتأكدوا من مدى قرب أو بُعد خطته الخاصة بوقف رفع الفائدة، جدير بالذكر أن البنك المركزي قام برفع الفائدة 15 مرة متتالية, منطلقاً من معدل 1 في المائة في حزيران (يونيو) من عام 2004 حتى وصل بها إلى مستوى 4.75 في المائة, وأذكر هنا أن بين برنانكي محافظ البنك المركزي أعلن في نهاية نيسان (أبريل) الماضي عن احتمال توجه البنك المركزي إلى تغيير سياسته بخصوص الفائدة ووقف رفعها أكثر حتى يتسنى لهم معرفة جدوى عمليات الرفع المتتالية على معدل التضخم، ولعل من أهم نتائجه الإيجابية التي رأيناها تقرير عدد الوظائف الجديدة الذي ظهر منخفضاً.
بعيدا عن البنك المركزي وشأنه بالفائدة فإن المُستثمرين سيكونون على موعد مع عدد من البيانات الاقتصادية، حيث سيصدر اليوم مخزون الجملة عن آذار (مارس) ويتوقع أن ينخفض حتى 0.5 في المائة بعد أن وصل إلى 0.8 في المائة في شباط (فبراير)، كما سيصدر يوم الأربعاء ميزانية الخزانة وبنمو متوقع يصل إلى 68 مليار دولار، ويوم الخميس سيصدر تقرير عن مبيعات التجزئة, التي إذا استثنينا منها مبيعات السيارات فستنمو بمقدار 0.8 في المائة في شهر آذار (مارس).
دائما ما نذكر أن أمر التضخم يهمّ المُستثمرين كثيراً وقياس مدى التضخم يتم من خلال المؤشرات الاقتصادية، وأحد أهم المؤشرات الاقتصادية هو أسعار الاستيراد والتصدير وحيث سيصدر هذان المؤشران لنيسان (أبريل) وذلك نهاية الأسبوع ومعه سيصدر الميزان التجاري حتى آذار (مارس), وهو كالعادة يُتوقع منه أن يزيد فيه العجز التجاري ليصل إلى 67.7 مليار دولار بعد أن كان 65.7 مليار دولار.
سيكون المُستثمرون على موعد مع نتائج أرباح الشركات, التي شارفت على الانتهاء, واستمرت قرابة ثلاثة أسابيع، حيث أعلن حتى نهاية الأسبوع الماضي 83 في المائة من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 محققة نمو بمقدار 13.9 في المائة، من أهم الشركات التي ستُعلن هي شركة سيسكو Cisco Systems وذلك اليوم الثلاثاء حيث يُتوقع لها أن تُحقق ربحا بمقدار 26 سنتا لكل سهم وذلك عن الربع الثالث الحالي, كما يتوقع أن تنمو عائدات الشركة لتصل حتى 7.17 مليار دولار بعد أن كانت 6.19 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
التحليل الفني
تفوق كل من مؤشر داو جونز وS&P 500 على ناسداك في تمكنهما من تحقيق مستويات مرتفعة جديدة في الأسبوع الماضي وبشكل متسارع Rally وتحديداً يوم الجمعة، بينما تقاعس "ناسداك" عن اللحاق بالركب وبقي يزحف زحف السلحفاة، لقد عانى "ناسداك" من الهبوط في بداية الأسبوع الماضي حتى وصل به الحال إلى أن هبط تحت متوسط حركة 50 يوما، ولكنه عاد يوم الخميس ليصعد ويثأر لنفسه حتى تمكن من تجاوز مستوييّ مقاومة عند 2325 و2330 نقطة صاعداً فوق متوسط حركة عشرة وعشرين يوما.
المتوقع أن يستمر صعود "ناسداك" ليتحرك بين مستويي 2375 نقطة و2295 في أسوأ الأحوال ولكن الصعود هو الاحتمال الأقرب هذا الأسبوع، المقاومة الأولى في طريق "ناسداك" هي عند 2361 نقطة وقد يتجاوزها بسهولة, خصوصاً إذا تمكن متوسط حركة عشرة أيام من الصعود فوق متوسط حركة 20 يوما ليأخذ وضعه الصحيح.
سيُعاني "ناسداك" مقاومة قوية عند مستوى 2367 نقطة بسبب وجود الحد العلوي من البولينجر باند Bollinger Bands ولكن إذا أغلق فوق هذا المستوى بقوة وبحجم تداول عال وبقي ليومين متتالين فوقه فإنه من المُرجح أن يتمكن "ناسداك" من الصعود فوق مستوى المقاومة المحدد أعلاه وهو 2375 نقطة ليتمكن بعدها من تحقيق مستويات مرتفعة جديدة كما فعل كل من مؤشري داو جونز وS&P 500.
عضو جمعية المُحللين الفنيين الأمريكية
<a href="[email protected]">[email protected]</a>