الشائعات ترفع حرارة أسعار الذهب

الشائعات ترفع حرارة أسعار الذهب

تسود أسواق المعادن النفيسة هذه الأيام نوبة من النشاط الكبير. فأسعار معدن البلاتين تسجل في كل يوم رقما قياسيا جديدا، كما سجل الذهب والفضة أعلى أسعارهما منذ أكثر من عشرين عاما، فقد بيعت أوقية الذهب في لندن بسعر 645.75 دولارا، وإن كان السعر لم يلبث أن هبط في المعاملات اللاحقة بسبب البيع لجني الأرباح إلى 608 دولارات.
ويقول الخبراء إنه لا يوجد أي سبب لزيادة السعر حيث لم يكن هناك نقص في حجم العرض من هذه المعادن النفيسة.و تحولت المعادن النفيسة و في مقدمتها الذهب إلي موضوعات بارزة في وسائل الإعلام . وهذا يدعو إلى الافتراض أن جمهورا عريضا ليس على دراية بعلاقات السوق قد تم لفت نظره إلى ما يمكن جنيه من أرباح حقيقية أو مزعومة. وتتضخم هذه الصورة عندما ينقل عن الخبراء توقعاتهم للأسعار خصوصا أسعار الذهب مما يعطي الجمهور انطباعا بأن الوقت للشراء لم يفت بعد.
ومع ذلك فثمة متشككون لا يأبه لآرائهم أحد في هذه الأجواء المحمومة ، إلا أنه ليس لدى غالبية هؤلاء ، من حيث المبدأ، أي اعتراض على ارتفاع أسعار الذهب وبشكل خاص على الغليان في سوق الذهب وأسواق المعادن النفيسة الأخرى. ويصر هؤلاء المتشككون على أن الأسعار الحالية هي بشكل كلي تقريبا أسعار العقود الآجلة. ويقولون إن الأسعار قد فقدت من جديد سيطرتها الحيوية التي لا غنى عنها على الأسواق الطبيعية. صحيح أن الأسعار في ارتفاع ولكن الواقع يشير إلى صفقات اسمية في الأساس لا تسندها عمليات بيع وشراء فعلية. فالناس يشترون آمالا لكي يتمكنوا في المستقبل من بيعها لآخرين يكونون على استعداد لدفع سعر أعلى وهنا لا يمكن التكهن بمستوى الأسعار.
إن الأسباب "الأساسية" التي يعزى إليها ارتفاع الأسعار وخصوصا أسعار الذهب هي مجرد كليشيهات وعناوين مثل إيران ، والتضخم وهي أمور ليس من السهل على المتعاملين في الأسواق سبر أغوارها واستيعابها. غير أن أحكاما راسخة بشأن أسواق الذهب قد أصبحت متداولة وهي صادرة في لندن عن شركة " جي إف إم اإس " المحدودة ، التي تعنى بإجراء التحليلات الاقتصادية والتي تعتبر مرجعا يركن إليه في شؤون الذهب والفضة. وقد جاء في دراسة للشركة من بين النقاط الأساسية التي تناولتها القول بأن إنتاج مناجم الذهب قد ازداد العام الماضي بنسبة 2 في المائة وهو ما يساوي زيادة قدرها 2500 طن. وتتوقع شركة " جي اف ام اس " لعام 2006 زيادة أخرى في إنتاج الذهب بنحو 4 في المائة.

الأكثر قراءة