شراء المسكن
شراء المسكن
<a href="mailto:[email protected] ">[email protected] </a>
تتميز النماذج السكنية المتوافرة حاليا في السوق العقاري بالمبالغة في عدد عناصرها الوظيفية والمساحات المخصصة لذلك، والذي أدى إلى ارتفاع تكلفة البناء وزيادة كميات المواد المستخدمة وإلى ارتفاع كلفة امتلاك المسكن وتكلفة الاستخدام فوق طاقة الدخل لنسبة كبيرة من الأسر فالمبالغة في المساحات وعدد العناصر في المسكن غالبا لا تحقق الاحتياجات الفعلية للأسرة.
فالملاحظ أن معظم المساكن المعروضة للبيع في السوق العقاري حاليا لا تتناسب مع التطلعات و الاحتياجات الفعلية للأسرة سواء كان ذلك من الناحية المالية أو الاجتماعية أو البيئية أو من الناحية الفنية (الجودة) فمعظم هذه المساكن يغلب عليها طابع العشوائية في إعداد التصاميم المعمارية والتنفيذ الرديء. ولتغطية هذه العيوب أو السلبيات نجد المبالغة في زخرفة الواجهات الخارجية والمداخل والصالات والدرج واستخدام مواد لا تتناسب تماما مع بيئتنا المحلية، إضافة الإسراف في استخدام هذه المواد.
فالمواطن الذي يرغب في امتلاك مسكن ليس أمامه إلا خياران أحلاهما مر فإما أن يمارس عملية البناء بنفسه وهذه الظاهرة لا بد من الحد من انتشارها لما لها من سلبيات كبيرة ماليا واجتماعيا وبيئيا ولا مجال لذكرها هنا، وإما الشراء مباشرة مما هو معروض في السوق العقاري.
إن قرار امتلاك مسكن هو قرار مصيري ولا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر ولهذا يجب أن تتم هذه العملية بأسس علمية عملية ومدروسة فقرار شراء المسكن يمر بثلاث مراحل أساسية سنذكرها بشكل غير مفصل وللاستئناس فقط.
أولا: يتم تحديد الميزانية والثمن المطلوب للمسكن فإما أن يكون كامل المبلغ متوافرا ولكن غالبا ما يتم تحديد الدفعة المقدمة وقيمة وطريقة الدفعات الشهرية بحيث لا تزيد على 25-30% من الدخل الشهري ولمدة يفضل أن لا تقل عن 15 سنة. فيبدأ بالبحث عن جهات التمويل المتوافرة وبأقل تكلفة ممكنة سواء كانت بنوكا أو شركات تقسيط. بعد ذلك يتم عمل قائمة بالعناصر المكونة للمسكن التي تلبي الاحتياجات الأساسية مثل عدد غرف النوم ثم تحديد بعض المعايير التي تتناسب مع أسلوب حياة الأسرة مثل مساحة وموقع صالة العائلة بالنسبة للحديقة والمداخل الرئيسية للمسكن والجهات الجغرافية صيفا وشتاء.في هذه المرحلة يتم تحديد مساحات الأرض ومساحة المسكن بناء على الميزانية المتوافرة.
ثانيا: بعد ذلك يتم تحديد المنطقة المطلوب البحث فيها عن المسكن المناسب بناء على الميزانية المحددة وبالاستعانة بالمكاتب العقارية المتخصصة. وبعد أن يتم إيجاد على الأقل ثلاثة خيارات لا بد من عمل قائمة بالإيجابيات والسلبيات وقائمة بالتعديلات المطلوبة وتكلفتها لكل مسكن فالجمال لا يكفي بل راحة الاستخدام أهم. فمعرفة الاتجاهات الجغرافية لكل عنصر من عناصر المسكن كصالة العائلة لها تأثير مباشر وغير مباشر على راحة الساكنين وعلى تكاليف التشغيل الشهرية صيفا وشتاء. ومعرفة موقع المسكن من مكان عمل أفراد الأسرة والمدارس. بعد ذلك يتم فحص الهيكل الخرساني والتشطيبات الداخلية والخارجية وأنظمة شبكات المياه والكهرباء والتكييف من قبل متخصصين (مكتب استشاري معتمد) وإمكانية تحديد تكاليف التشغيل الشهرية. التأكد عن عمر المسكن ومدة عرض المسكن للبيع ونوعية سكان الحي (الجيران). لا بد من مشاهدة المسكن على الطبيعة في فترات زمنية متفاوتة من اليوم وأن يتم تصور المسكن مفروشا بالكامل والتأكد من موقع النوافذ والأبواب ومخارج الكهرباء.
ثالثا: بعد أن تتم عملية مقارنة ودراسة كل خيار واتخاذ قرار الشراء بناء على المعايير التي تم ذكرها سابقا يتم عرض سعر مناسب لكل خيار حسب ما جاء في قائمة الإيجابيات والسلبيات وتكاليف التعديل ليتناسب مع المتطلبات الأساسية للأسرة. بعد ذلك تتم متابعة واستكمال إجراءات التمويل والشراء والتأكد من تسلم الضمانات على أنظمة شبكات المياه والكهرباء، العزل المائي للقبو والمسبح والأسقف والمخططات الأساسية المعتمدة من الجهات الرسمية وفسح البناء الأصلي وحبذا عقود التنفيذ المختلفة.